أشار الزميل مجدى الطيب فى صفحته الأسبوعية المتميزة عن السينما فى جريدة «نهضة مصر» عدد الأربعاء الماضى، إلى أن على أبوشادى، رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وجه تحية إلى فاروق حسنى، وزير الثقافة، باعتباره مؤسس المهرجان، فغضب الناقدان الكبيران أحمد الحضرى وهاشم النحاس، وقال الأول إنه مؤسس المهرجان القومى الذى انتقل إلى الإسماعيلية، وقال الثانى إنه مؤسس المهرجان الدولى الذى بدأ مع المهرجان القومى، وتساءل مجدى الطيب: من يقول لنا الحقيقة؟! علامة التعجب لأننا نختلف حول أحداث معاصرة أغلب من صنعوها لا يزالون على قيد الحياة والحمد لله، فما بالك بالأحداث التى سبقتها، وعندما قال نجيب محفوظ فى روايته الكبرى «أولاد حارتنا» حكمته الشهيرة: «آفة حارتنا النسيان» لم يكن يقصد مصر، وإنما حارة البشر جميعاً. قال الجاحظ فى «البيان والتبيين» إن الأفكار على قارعة الطريق، وكاتب هذه السطور كان فى الخامسة والعشرين من عمره عام 1969 عندما تلقى دعوة لحضور المهرجان «القومى» فى المجر، ولم يكن يعرف أن فى العالم مهرجانات قومية للأفلام، وإنما مهرجانات دولية فقط، وعاد وطرح الفكرة على الكاتب الراحل سعد الدين وهبة وكان وكيل وزارة الثقافة ورئيس الثقافة الجماهيرية ورئيس تحرير مجلة «السينما»، فوافق على الفور. كان المهرجان القومى المجرى يقام سنوياً بالتبادل بين العاصمة بودابست ومدينة بيش عاصمة أحد الأقاليم، وانتهى الحوار مع سعد الدين وهبة إلى إقامة مهرجان قومى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى القاهرة، وآخر للأفلام الروائية الطويلة فى إحدى عواصم الأقاليم المصرية. وبالفعل أقيم المهرجان الأول للأفلام التسجيلية والقصيرة فى القاهرة عام 1970 والمهرجان الأول للأفلام الروائية الطويلة فى بلطيم عام 1971. وطلب سعد الدين وهبة أن أضع لائحة المهرجانين وتشكيل لجنة لإقرارهما، وكانت اللجنة مكونة منى ومن أحمد الحضرى ويوسف شريف رزق الله وشيخ الباحثين الراحل فريد المزاوى. توقف مهرجان الأفلام الروائية بعد الدورة الثانية فى جمصة عام 1973، وتوقف مهرجان الأفلام التسجيلية بعد عشر دورات عام 1979. وفى عام 1988 عقدت الدورة الحادية عشرة فى الإسماعيلية وكان رئيس المهرجان الفنان الراحل كرم مطاوع بوصفه رئيس المركز القومى للسينما الذى ينظمه، ومدير المهرجان هاشم النحاس، وكان ذلك بعد تولى فاروق حسنى وزارة الثقافة وبعد موافقته على استئناف المهرجان. وفى عام 1991 قرر هاشم النحاس إقامة مهرجان دولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى الإسماعيلية إلى جانب المهرجان القومى، وكان رئيس المهرجان ومديره الحضرى، وكان وزير الثقافة فاروق حسنى. هذه هى المعلومات الموثقة، ولكل مهرجان تاريخه ووثائقه، وإذا كان مجدى الطيب وغيره من النقاد من الأجيال اللاحقة يريدون معرفة الحقيقة، فعليهم وضع تاريخها لأن من يصنعون الأحداث لا يكتبون التاريخ الموضوعى لها. [email protected]