التماثيل فى متحف حسن حشمت محاطة بأكوام الرمل والزلط وحديد التسليح

أمام محطة مترو عين شمس تستقبلك فيلا محاطة بسور حديدى أخضر، إذا انتبهت لها، فستلاحظ وجود بعض التماثيل خلف هذا السور، وكشك أمن صغير، بجوار بوابة حديدية معلق عليها لافتة نحاسية تخبرك بأنك واقف أمام «متحف حسن حشمت».
الحديقة التى تراها الآن مليئة بالرمال، والزلط، وحديد التسليح، كانت فى يوم ما، قبل 4 سنوات تحديدا، حديقة غناء مفعمة بالخضرة، والحياة. تبدأ قصة هذا المتحف مع الإهمال عام 2006 عندما أزالت محافظة القاهرة جزءا من السور الخارجى للمبنى بهدف توسيع الشارع، ومنذ ذلك الحين، بدأت وزارة الثقافة، ممثلة فى قطاع المتاحف والفنون التشكيلية، فى أعمال تطوير المتحف، وهدمت المبانى الموجودة وراءه، التى كانت تستخدم كورش فنية، بهدف تحويلها إلى مبان إدارية للمتحف، وأحضرت سيارات من الرمل والزلط وحديد التسليح، وتم تفريغها فى حديقة المتحف ثم توقف العمل، وتُركت القطع الفنية فى الحديقة محاطة بالرمل وحديد التسليح. وبعد مطالبات من أسرة حسن فتحى بحماية القطع الفنية من هذا الإهمال تم تغليف عدد منها بأكياس بلاستيك.
أسرة حسن فتحى حاولت الاستنجاد بفاروق حسنى، وزير الثقافة، لإنقاذ المتحف ومقتنياته من الدمار، لكن أحدا لم يجب على خطاباتهم المتتالية، التى كان آخرها فى شهر يوليو الماضى، فى الذكرى الرابعة لرحيل حسن حشمت، وقالت الأسرة فى خطابها «إن حشمت كان يتمنى منذ أكثر من 10 سنوات، أن يرى المتحف وقد تحول إلى مزار، ومدرسة لتعليم فن الخزف، لكن للأسف أصبح من الصعب إطلاق اسم متحف على المكان».
وجاء فى الخطاب الذى حصلت « المصرى اليوم» على نسخة منه أن «الحديقة تحولت إلى مخزن لحديد التسليح، الذى أصابه الصدأ ولا يصلح للاستخدام» مطالباً الوزير بزيارة المتحف للاطلاع على حاله الآن، مشيرا إلى أن محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، المحتجز على ذمة التحقيقات فى قضية سرقة زهرة الخشخاش، زار المتحف فى أكتوبر 2009 وصدم من شكل المكان وأصدر تعليماته بسرعة الانتهاء من تصنيف الأعمال بالقاعة خلال شهرين على الأكثر، وتشوين الحديد والزلط فى مكان آخر، لكن لم يحدث شىء حتى الآن.
وأشارت الأسرة فى خطابها إلى أنها أرسلت استغاثة لسوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية، لإنقاذ المتحف، ولفتت إلى تلف وكسر لوحة جدارية ووضعها فى الحديقة، وتعرض الشهادات واللوحات الفنية للتلف بسبب الرطوبة، وكسر بعض التماثيل، وطالبت الأسرة بتغليف التماثيل ونقلها من الحديقة لحمايتها من آثار أعمال البناء فى المبانى المجاورة.
ويعتبر الفنان حسن حشمت واحداً من أبرز المثالين المصريين الذين ارتبطوا بالواقع المحلى، ورائدا ومؤسسا لمدرسة فنية شديدة الخصوصية حيث إنه اتخذ من ابن البلد وبنت البلد محوراً لأعماله النحتية، وهو أول من أنتج التماثيل الصغيرة التى تعبر عن روح مصر بحاضرها وماضيها من خامة البورسلين التى دخلت آلاف البيوت فى مصر والعالم من عام 1960 حتى 1984.
شاهد فيديو عن الاهمال فى متحف حسن حشمت على الرابط التالى :
www.almasryalyoum.com/node/188512