ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تسعى جاهدة لإنقاذ محادثات السلام التي تشارك فيها حركة طالبان الأفغانية، وذلك عقب الرد الأفغاني الرسمي العنيف حيال هذه المحادثات . وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني الخميس، أنه في محاولة لفرض الهيمنة على عملية السلام مع طالبان والتي خرجت فجأة عن السيطرة، أوقف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأربعاء مشاركته في المفاوضات، ممارسا من جديد نفوذه في هذا التحالف (الأمريكي- الأفغاني) الذي يشوبه التوتر، منتظرا الحصول على النتائج. وأضافت أن كرزاي استشاط غضبا إزاء الخطوة الدبلوماسية الواضحة الثلاثاء بإعلان حركة طالبان افتتاح مكتب جديد لها في العاصمة القطرية الدوحة، الذي ظهر وكأنه خطوة دعائية انقلابية لصالح طالبان . وأوضحت أنه من خلال الصور التي عرضتها شاشات التلفزيون، والتي أثارت الرعب فى قلوب العديد من الأفغان، ظهر مكتب طالبان على أنه سفارة دولة حيث رفع عليها علم الحركة وتحدث ممثلو الحركة أمام لافتة كتب عليها اسم «الإمارة الإسلامية الأفغانية»، وهو اسم حكومتهم السابقة، ساعين إلى الإعلان الدولي عن أنفسهم . وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن كرزاى رد بدوره بتعليق المحادثات الأمنية، التي امتدت لفترة طويلة، مع الولاياتالمتحدة، متهما واشنطن بالفشل فى الوفاء بتعهداتها بعدم إعطاء حركة طالبان منبرا علنيا، ثم أعلن مكتبه أن وفد الحكومة الأفغانية لن يشارك فى المحادثات حتى تتخلى طالبان عن استعراضها بكونها حكومة بديلة . وتابعت الصحيفة بالقول «يبدو أن تهديد الرئيس الأفغاني جنى ثماره، ففي غضون أربع وعشرين ساعة من التحركات الدبلوماسية المستمرة دون توقف، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الرئيس الأفغاني كرزاي عدة مرات وحث بنجاح الحكومة القطرية على اقناع طالبان بانزال اللافتة والعلم . ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الادارة الامريكية جينيفر ساكي قولها «إنه لا ينبغي أن تتم معاملة مكتب طالبان في قطر أو حتى أن يقدم نفسه، أو أي مكتب آخر يمثل الحركة، على أنه سفارة لحكومة إمارة إسلامية أو ذات سيادة». واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إن الرد الأمريكي كان سريعا للغاية وامتثل بوضوح لمطالب كرزاي لأنها ضربت بشكل مباشر مسألتين من أكثر المسائل حساسية وأهمية لرؤية الإدارة الأمريكية إزاء أفغانستان وهما: الدخول في محادثات سلام مع طالبان بهدف المساعدة في كبح التمرد في الوقت الذي تنسحب فيه القوات العسكرية الغربية من البلاد، والتوصل إلى اتفاق للسماح بنشر قوة عسكرية أمريكية دائمة في أفغانستان بعد عام 2014 .