تحركات مصرية عربية لتأجيل اعتقال البشير.. والقاهرة تدعو لمؤتمر دولى

بدأت مصر والجامعة العربية تحركات دبلوماسية مكثفة، لتأجيل تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، الخاص باعتقال الرئيس السودانى عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى دارفور.
وأرسل وزير الخارجية أحمد أبوالغيط رسائل عاجلة إلى نظرائه وزراء خارجية الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، وأعضاء المجلس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، تضمنت رؤية مصر لتجاوز الأزمة.
وقال السفير حسام زكى، المتحدث باسم الخارجية، إن الرسائل أكدت ضرورة التعامل الشامل مع التحديات التى تواجه السودان، وتدعو لعقد مؤتمر دولى تشارك فيه كل الأطراف لبحث مواجهة تلك التحديات، وعلى رأسها أزمة دارفور واستكمال مسيرة السلام الشامل.
وفى السياق نفسه، توجه أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى إلى الخرطوم أمس، فى إطار التحركات العربية والأفريقية فى مجلس الأمن، لتأجيل تنفيذ قرار اعتقال البشير. وبينما قال موسى إن قرار الاعتقال لن يمنع البشير من المشاركة فى قمة الدوحة المقبلة، ذكرت مصادر بالجامعة أن من بين الأفكار التى سيطرحها موسى إمكانية مشاركة البشير فى القمة من عدمه، وما إذا كانت هناك خطورة حقيقية عليه حال سفره.
وفى سلطنة عمان، هيمن قرار اعتقال «البشير» على الأعمال التحضيرية لمؤتمر الاتحاد البرلمانى العربى ال15 فى مسقط، وأكد المشاركون رفضهم التام التدخل الخارجى فى السودان، وضرورة احترام وحدة واستقلال أراضيه، واقترح عدد منهم تشكيل وفد برلمانى عربى للسفر إلى نيويورك، للتنسيق لبحث تأجيل تنفيذ القرار.
من جهة أخرى، فشل مجلس الأمن فى اتخاذ قرار موحد يطالب الحكومة السودانية بالعدول عن قرارها بطرد 13 من المنظمات الإنسانية العاملة فى دارفور بعد اتهام الخرطوم تلك المنظمات بالعمل كذراع معلوماتية للمحكمة الجنائية الدولية، مما ساهم فى إصدارها قرار اعتقال البشير، وبرزت الخلافات بعد رفض الصين الموافقة على نص يطلب من الخرطوم العدول عن قرارها، لأنه لم يعبر فى المقابل عن «قلق» المجلس بعد صدور مذكرة توقيف البشير.
وبينما وصفت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قرار طرد المنظمات الدولية بأنه متصلب، وقالت إن حكومتها تبحث مجدداً فكرة فرض منطقة حظر جوى على دارفور، أكدت جريدة «الصحافة» السودانية أن المجلس اليهودى الأمريكى أصدر فى مؤتمره السنوى قراراً يدعو الإدارة الأمريكية إلى تأييد خيار استخدام القوة العسكرية فى السودان.
من جانبه، يعتزم البشير زيارة ولاية جنوب دارفور اليوم فى نبرة تحد جديد ضد الغرب الذى يتهمه بارتكاب جرائم حرب فى الإقليم.