اختيار اليوم العالمى للمرأة

فيما يشبه إلإرهاصة المبكرة لوجود يوم عالمى للمرأة وإبان الثورة الفرنسية نظمت نساء باريس مسيرة إلى قصر فرساى مطالبات بحق المرأة فى التصويت الانتخابى غير أن فكرة تخصيص يوم دولى للمرأة قد ظهرت لأول مرة فى بداية القرن الذى شهد الثورة الصناعية بدءا من عام1886 حيث سادت فى هذه الفترة مجموعة من الاضطرابات وتنامى الحركات النقابية.
 وفى عام 1909م ووفقا لإعلان الحزب الاشتركى الأمريكى تم الاحتفال بأول يوم وطنى للمرأة فى الولايات المتحدة الأمريكية فى الثامن والعشرين من فبراير من ذلك العام، وظلت المرأة هناك تحتفل بهذا اليوم فى يوم الأحد الأخير من شهر فبراير من كل عام حتى عام 1913م وفى عام 1910م شارك وفد نسائى أمريكى للمشاركة فى المؤتمر الثانى للنساء الاشتراكيات فى كوبنهاجن.
وتقرر فى هذا الملتقى الدولى إعلان يوم للمرأة ذى طابع دولى دعما للحركة الداعية لحقوق المرأة، والتأكيد على حقها فى التصويت فى الانتخابات وقد وافق المؤتمر على هذه المطالبة وكان عدد النساء المشاركات فى هذا المؤتمر يزيد على المائة سيدة يمثلن نحو سبع عشرة دولة وكان من بينهن أول ثلاث نساء ينتخبن عضوات فى البرلمان الفنلندى، غير أن المؤتمر لم يحدد تاريخا للاحتفال بيوم المرأة.
 لكن فى العام التالى 1911م، تم الاحتفال لأول مرة بيوم المرأة الدولى فى 19 مارس فى كل من ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا حيث شارك ما يزيد على مليون امرأة فى الاحتفالات. وبالإضافة إلى الحق فى التصويت والعمل فى المناصب العامة، طالبت النساء بالحق فى العمل، والتدريب المهنى وإنهاء التمييز فى العمل.
 وما كاد ينقضى أسبوع واحد حتى أودى حريق مدينة نيويورك المأساوى فى 25 مارس بحياة ما يزيد على 140 فتاة عاملة كانت غالبيتهن من المهاجرات الإيطاليات واليهوديات، وكان لهذا الحدث تأثير كبير على قوانين العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، فأثيرالنقاش حول ظروف العمل التى أسفرت عن هذه الكارثة وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التى عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة، ساعدت على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها فى العملية السياسية والاقتصادية.
 وكان أهم هذه المؤتمرات المؤتمر الذى عقد فى باريس عام 1945م رغم أن بعض الباحثين يرجحون أن اليوم العالمى للمرأة جاء على إثر الأحداث النسائية التى وقعت فى أمريكا ولعله لم تحظ قضية بذلك القدر من الاهتمام والدعم من الأمم المتحدة مثلما حظيت قضية حماية حقوق المرأة. وكان ميثاق الأمم المتحدة، الذى وقع فى سان فرانسيسكو فى عام 1945م، والذى يعد إقرارا باتخاذ الثامن من مارس يوما دوليا للمرأة.