برجاء المشاهدة، الليلة آخر عروض نادى السينما، العرض الأخير، البرنامج لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز 1600 أسبوع، البقاء لله ولأسرة البرنامج، الصبر والسلوان، الفاتحة لفقيد ماسبيرو، العزاء تلغرافياً: درية شرف الدين - ماسبيرو – كورنيش النيل. عملية الربيع فى ماسبيرو خلت من نادى السينما، النادى خارج خطة التطوير الجارية الآن، خارج المبنى من أول مارس.. ترفض الدكتورة درية العروض الفضائية المنافسة، تناضل من أجل فرصة أخيرة لبرنامجها، لم تفقد الأمل بعد فى عدالة قضيتها. هناك من تربوا مثلنا على أفلام نادى السينما، ومن كان تفوته حلقة يندم كثيراً، نادى السينما عرض أول وأخير.. لم تتم إعادة أى حلقة منه على مدار تاريخه الطويل، حلقة الليلة – إن عرضت - للأسف ستكون معادة، سابقة فى تاريخ النادى، لم يتم تسجيل حلقة هذا الأسبوع، لم يجدوا مكاناً خالياً فى المبنى العملاق لتسجيل الحلقة، مقعدين أمام الكاميرا فقط لا غير. نادى السينما حالة تنويرية أسبوعية تكافح الظلامية، ضوء باهر يزعج طيور الظلام التى عششت على شجر الكورنيش قبالة ماسبيرو، هناك من يجرد ماسبيرو من كل أسلحة المقاومة التنويرية المشروعة، ينحو بالمبنى العتيق نحو ثقافة الهجين. حتى العزيزة درية صارت بنتاً من بنات العائلة، البنت المثقفة، تحضر إلى البيت مساء السبت تسهر مع الأسرة، درية كبرت وحصلت على الماجستير والدكتوراه فى كنف الأسرة، معها والمعد الأشهر الدكتور يوسف شريف رزق الله (قبل فراقهما)، شاهدنا كل مدارس السينما العالمية مع نماذج فيلمية وتحليل نقدى مفصل. فيها الخير الدكتورة درية، نادى السينما وصل بمادته السينمائية المتفردة إلى جميع مدن وقرى ونجوع مصر، وساهم فى نشر ثقافة سينمائية عامة وفنية، وحظى بتقدير خاص من الجمهور، كانوا ينتظرون أحداث فيلم الليلة، نطقت ألسنتهم بأسماء نجوم هوليوود. لم تصدر نسخة مشابهة لنادى السينما على الإطلاق على أى فضائية عربية، حتى الجزيرة، ظل عصياً على التقليد، ارتبط باسم مذيعته الشهيرة وضيوفه المختارين بعناية، كان مقصداً لكبار المخرجين وكُتّاب السيناريو والروائيين والأدباء وأساتذة الجامعات والشخصيات العامة مما يصعب حصرهم، الضيوف يذهبون إلى نادى السينما مجاناً. لا أحد يتاجر فى الخسارة، ماسبيرو حتما يكسب من بقاء نادى السينما، يصعب تصور ما يجرى للبرنامج منذ ثلاثة شهور سبقت، قتل مع سبق الإصرار والترصد، تم خنق البرنامج بمنع الأفلام الجيدة والحديثة، يقدمون للبرنامج بواقى الأفلام، فضلات ماسبيرو، ولا تشارك الدكتورة فى اختيارها أساساً، لا تليق ببرنامج كان يقدم الأجود والأفضل والأحدث. لمصلحة من تفريغ ماسبيرو من كل علامات الجودة والتميز، من برامجه التى تعتبر علامات فى تاريخه، مع إمكانية انتقالها بسهولة لقنوات منافسة.. بعضٌ من الثقافة السينمائية لن يضير، حرمان الجمهور المصرى من البرامج الثقافية التى يتم إلغاؤها تباعاً من على شاشة ماسبيرو يثير القلق، من ذا الذى يقوم على المنهج الفكرى والمضمون الثقافى للتطوير، وما منطلقاته ومحدداته؟ «انسف حمامك القديم».. صيغة فشلت فى الصرف الصحى لتجاريتها البحتة، وستفشل حتماً فى التطوير الإعلامى لفجاجتها البحتة، التطوير ليس نسفاً.. صحيح نادى السينما لا يخلو من الأفلام الكوميدية، ولكنه كبرنامج حتماً، يخلو من السذاجة والخزعبلات التى صارت عنواناً لكثير من برامج ماسبيرو مثل شعبولا فى القلة... إيييييه