أمس الأول تركت حضرتك فى حالة تفاؤل بناء على طلبك مع ارتفاع طفيف فى البورصة وأعراض برد وإذا كان يعجبك التفاؤل فأنا يعجبنى قانون «بقاء الكتلة»، فالذى اكتشفه كان يقصد مصر التى تحولت إلى كارت بوستال مكتوب على ظهره إهداء إلى اللصوص، ألم تلاحظ حضرتك أن كل الفئات فى مصر عملت إضراب إلا «الحرامية» إحساساً منهم بالمسؤولية أو حصلوا على وعد بتلبية مطالبهم أو أنهم فئة ليست مظلومة وسعداء يغنون «يا دنيا يا حرامى»، ومنذ أيام كنا نغنى مع شكوكو «جرحونى وقفلوا الأجزاخانات» لنثبت أن الدنيا ريشة فى دوا لكن مادام الإزازة اتفتحت مترجعش. لكنها رجعت لذلك منحنا الإرهاب فجأة لقب صاحب المقام الرفيع المدبب «الخازوق» ليثبت أن المراجعات مثل مراجعات آخر السنة ينساها الطالب بمجرد خروجه من اللجنة أو من السجن وأصبح المصرى رهين المحبسين، بين من يريد أن يفتح مصر «بالسيف» ومن يفضل أن يفتحها «بالطفاشة»، بين خطب الجمعة المكتوبة ومقالات الصحف المحفوظة، فالذى بنى مصر كان فى الأصل عجلاتى وبيأجرها بالساعة وأحياناً بالسنة فمصر التى تحصل على مولود جديد كل (27) ثانية تفشل فى الحصول على رئيس جديد كل (27) سنة.. ففى مصر فقط يقام احتفال ضخم لأمين شرطة رفض عشرين جنيهًا رشوة، لأنها مش مقامه وليس صدفة أن تتحدث الصحف يوم السبت عن رفع قانون الطوارئ فيظهر عفريت الإرهاب يوم الأحد وكأننا حضرناه، والذى أعرفه أن العفريت أكبر من الأتوبيس فالناس تركب الأتوبيس لكن العفريت يركب الناس، فمن هو صاحب المصلحة فى مد الطوارئ على رجلها!.. يقول أحد الأطفال الذين استفادوا من قانون الطفل بالنوم مجاناً تحت الكوبرى ومن عقد الطفل باختفاء علب اللبن وظهور علب الليل إن المستفيد من مد الطوارئ ودخولها فى كردون المدينة هم «الحرامية». [email protected]