حملة تشنها وزارة الصحة الفرنسية ضد تناول الكحول بوصفه «أحد أسوأ مسببات السرطان» أثارت الاستياء فى أوساط صناعة الخمور فى البلد، وقالت صحيفة «تايمز» التى ذكرت الخبر إن الركود الاقتصادى الحالى كان من المفترض أن يدفع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى إلى اختيار وقت آخر أكثر مناسبة لحملته الحالية، بحسب ما ذكرته الجزيرة نت. وترتكز هذه الحملة على توجيهات للمعهد الفرنسى لمكافحة السرطان تؤكد أن تناول الكحول، خاصة الخمر ينبغى أن يتوقف، وأكدت الوزارة أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168٪. وقال مدير معهد مكافحة السرطان دومينيك مارانشى إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان «فلا يمكن لكمية من الخمر، مهما قلت، أن تفيد الإنسان فى شىء» على حد تعبيره. وهذه ليست المرة الأولى التى يحذر فيها المسؤولون الفرنسيون من مخاطر الخمر، فقد أكدت «تايمز» أن السلطات الطبية فى كل أنحاء العالم مازالت تحث الناس على التوقف عن شرب الخمر حفاظاً على صحتهم. لكن «تايمز» نبهت إلى الأهمية الخاصة التى تكتسبها الحملة الحالية لكونها تأتى من حكومة فرنسا التى يعتبر الخمر فيها جزءاً من الحياة ومن الإرث القومى، وأضافت أن تقرير وزارة الصحة اعتمد على مقارنة أجرتها بين مئات الدراسات الدولية واستنتجت وجود علاقة بين أنواع من السرطانات وبين الغذاء والشراب وأساليب الحياة. يذكر أن الموجز الذى أعدته الوزارة أكد أن الكحول يمهد للإصابة بسرطانات الفم والحنجرة والمرىء والقولون المستقيم والثدى. ودفعت هذه الحملة منتجى الخمور إلى التعبير عن غضبهم الشديد، معتبرين ما جاء فى التقرير «فضيحة» ومتهمين اللوبيات الصحية بمحاولة وأد أحد مفاخر الأمة الفرنسية. كما دعت الرابطة العامة لمنتجى الخمور إلى وقف ما سمته «المضايقات التى يتعرض لها الخمر»، مدعية أن تناول الخمور تقلص بنسبة 50٪ فى السنوات العشرين الأخيرة فى فرنسا، لكن السرطان تزايد.