توقعت قيادات نقابة الصيادلة أن تكون المرحلة المقبلة صعبة فى التفاوض مع مصلحة الضرائب لانتهاء أزمة المحاسبة الضريبية، مما يتطلب الاستمرار فى الموقف «القوى والموحد»، الذى أبداه الصيادلة أثناء الإضراب. وشددوا فى احتفال النقابة العامة أمس بيوم الصيدلى «التاسع والعشرون»، تحت رعاية الرئيس مبارك، على ضرورة تعديل قانون مزاولة المهنة والحفاظ على سمعة الدواء المصرى، وتفعيل التفتيش الصيدلى على مصانع الأدوية، «حفاظًا» على الجودة. كما أشادوا بالدور الذى قام به الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، والدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء فى الأزمة الأخيرة، فى حين شارك عدد من النقابيين الصيادلة بالوطن العربى الاحتفال، بينما غاب الدكتور زكريا جاد، نقيب الصيادلة، عن الحفل، بسبب ظروفه الصحية، وقال الدكتور محمود عبدالمقصود، أمين عام النقابة العامة، إن ما حدث هو نصر من الله ولنسجد لله جميعا، شكرا على ما حدث. وأشاد عبدالمقصود بموقف الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، مؤكدا أنه احترم الصيادلة وساعد فى حل المشكلة، وقام بالجهد الأكبر لتوصيل «صوتنا» للقيادة السياسية. وطالب عبدالمقصود بضرورة إعادة تكليف الصيادلة الحكوميين بالوزارة، طبقا للنظام السابق، وليس الحالى الذى يتصف ب«التعنت»، على حد وصفه. كما شدد على ضرورة منع الصيدلى، الذى يمارس التفتيش الصحى، «منعا باتا» من امتلاك صيدلية، قائلا: «لابد أن يحترم الصيدلى الذى يقوم بالتفتيش نفسه مثل القاضى، ويتنحى عن التفتيش، الذى نعتبره شيئا مقدسا ويجب أن نحرص على هيبته». كما طالب بإصدار قرار وزارى بشأن تعاقد الهيئة العامة للتأمين الصحى مع الصيدليات فئتى أ وب. وشكك عبدالمقصود فى أى دواء يتم طرحه بتخفيضات، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يضر بسمعة الدواء المصرى، وشركات الأدوية وشركات التوزيع، مشددا على ضرورة التصدى و«بتر» أى صيدلى يقدم خصومات على الأدوية، لأنه يضر بسمعة المهنة، قائلا: إن هذا الأمر كان مثارًا فى أزمة الضرائب، فكانوا يقولون إنكم تتربحون من الخصم. وطالب عبد المقصود بضرورة تفعيل التفتيش الصيدلى على مصانع الأدوية «ضمانا» للتصنيع الجيد، إلى جانب تخصيص صيدلية داخل كل مستشفى، وليس عشر صيدليات، وذلك لخدمة المريض داخل المستشفى وأن يتم غلق كل المستشفيات غير المرخصة. وانتقد عبدالمقصود قيام الشركة المصرية بإنشاء صيدليات داخل البنوك والمصالح الحكومية والوزارات. مما «يضر» بمهنة الصيدلة، داعيا إدارة التفتيش الصيدلى بالوزارة إلى غلق هذه الصيدليات، قائلا: «حرام ما تفعله الشركة القابضة للأدوية والشركة المصرية فينا». وأشاد عبدالمقصود بموقف الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء، وصيادلة مجلسى الشعب والشورى، مقدما فى الوقت نفسه اعتذار الصيادلة للشعب المصرى، عن فترة الإضراب. وتوقع الدكتور محمد عبدالجواد، وكيل نقابة الصيادلة، أن تكون المرحلة المقبلة صعبة، قائلة: «اللى جاى صعب وليس سهلا»، داعيا الصيادلة إلى تمسكهم بالموقف القوى، وأن يظل وزير الصحة إلى جانبهم، مطالبا فى الوقت نفسه بضرورة تعديل قانون ممارسة مهنة الصيدلة هذا العام. ومن جانبه هنأ الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة والسكان، الصيادلة مرتين، الأولى بمناسبة يوم الصيدلى، مشيرا إلى أن الصيادلة جنود حقيقيون يؤدون واجبهم سعيا لتخفيف الألم ورفع المعاناة عن المرضى، وضمان حصولهم على دواء أكثر أمنا وفعالية، لافتا إلى أنه وعد العام الماضى بتعيين مساعد لشؤون قطاع الصيدلة وهو ما حققه بالفعل، أما التهنئة الثانية، فكانت للموقف الذى وصفه الجبلى ب«الحضارى والمسؤول»، الذى حرص عليه الصيادلة فى الأزمة الأخيرة.