«أوباما» فى المدرسة!

قام الرئيس أوباما الرئيس الأمريكى الجديد بزيارة مفاجئة لإحدى مدارس واشنطن ترافقه السيدة الأولى ميشيل أوباما ووزير التربية أرت دانكن، وخلال الزيارة قال أوباما: «إننا جئنا إلى هنا لأننا مللنا الإقامة فى البيت الأبيض ولأننا أردنا أن نراكم، فنحن فخورون بما أنجز ونريد أن نتأكد أننا سنحقق هذا النجاح فى كل أنحاء بلادنا ، وقرأ لهم قصة حول الخطوات الأولى على سطح القمر فى عام 1969 وأدار حواراً معهم فيما يرغبون، وسأله تلميذ لماذا أراد أن يصبح رئيساً فردّ أوباما: «حتى أتمكن من مساعدة الناس» وتحدث معهم عن تجربته فى التدخين وما واجهه من صعوبات وهو يحاول الإقلاع عنه.
أسعدنى هذا الخبر بالرغم أنه فى أمريكا وتمنيت أن نرى مثل هذه المبادرة عندنا، ولكننى أعتقد أننى أحلم.. فما بال المسؤولين عندنا يتعاملون معنا ومع الإنسان وكأننا عبيد إحساناتهم وكأننا فى خدمتهم وليسوا هم الذين فى خدمتنا؟ ويتقاضون رواتبهم ومخصصاتهم من عرق جبيننا!
لا أقصد بالطبع زيارات المدارس فقط ولكن أقصد كل المجالات: مجال التعليم.. الصحة والنظافة والمرور والصناعة والزراعة، والشباب الذى يعانى أشد المعاناة عندما يتيسر له الحصول على قطعة أرض لزراعتها.. كثير من المسؤولين نجدهم يتحدثون بتعالٍ ويلقون باللائمة على الشباب وعلى المواطن، ودائماً ما يرددون مقولة «إنها مشكلة مجتمعية» وإذا بحثنا نجد الحقيقة أن المشكلة أساسها سوء الإدارة وتخبط القرارات والإهمال.. نعم لدينا مشكلة مجتمعية مثلاً كالأمية ولكن من الذى أوصل الحال إلى ما هو عليه الآن؟
أليست حكوماتنا التى توالت علينا منذ أكثر من خمسين عاماً؟ ماذا لو كنا قد بدأنا مع الطفل منذ الخمسينيات؟ لو كنا قد فعلنا هذا لما أصبح لدينا مواطن عمره ستون عاماً وهو ما يزال أمياً، لكن قدرنا أن يأتى وزير يلغى سنة سادسة ثم يأتى وزير آخر ليعيدها وتضطرب الأمور وتزداد المشاكل ولا جرم على أحد ولا محاسبة لأحد.. هل أولادنا حقل تجارب مثل الفئران مرهونون برأى رجل واحد..
إن التعليم وسياسة التعليم يجب ألا يتركا هكذا وأسأل لماذا لا يكون هناك مجلس أعلى يضم المثقفين المفكرين والمتخصصين على أن يقتصر دور الوزير على تنفيذ هذه السياسة التى يطرحونها، وبالعودة إلى موضوع زيارة أوباما لإحدى المدارس فإننى أعتقد أنه عندما ذهب إلى هذه المدرسة لم يكن هناك إعداد مسبق لتجميل الصورة أو إحضار تلاميذ مدرسة أخرى لتحسين الصورة كما حدث فى إحدى المرات التى زار فيها أجنبى مع أحد المسؤولين عندنا وكانت فضيحة؟
نحن بحاجة إلى إعادة نظر فى كثير من أمورنا ونحتاج إلى كثير من الجدية والإخلاص.
ونحن وراءكم