الرئيس الأمريكي يلتقي نظيره الأفغاني لمدة عشرين دقيقة لمطالبته بالقضاء على "الفساد" أوباما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بهزيمة قاسية لتنظيم القاعدة وحركة طالبان والقوى المتشددة المتحالفة معهما في أفغانستان، وقال إن قادة تلك الجماعات "تحت الضغط وتحت النيران ويعجزون عن العمل وشن الهجمات،" داعياً إلى إبقائهم في هذا الوضع "لضمان أمن الأمريكيين". وتحدث أوباما إلى عناصر من الجيش الأمريكي في قاعدة "باجرام" بأفغانستان، خلال الزيارة غير المعلن عنها التي قام بها إلى كابول بشكل مفاجئ مساء أمس، وقال إن هدف واشنطن حالياً يتمثل في "ضرب القاعدة وإجهاض تصاعد قوة طالبان ومنع المتطرفين من اتخاذ أفغانستان ملجأ لهم." وأضاف أوباما "نعرف أن هناك أوقات صعبة قادمة، ولكن الولاياتالمتحدة لا تتراجع عن أمر بدأته وأنا متأكد أننا سنحقق أهدافنا مع الحلفاء." وتوجه الرئيس الأمريكي إلى الجنود بالقول "المتطرفون" يمثلون الخوف ويريدون تجزئة العالم والأديان، وأنتم تمثلون الأمل، لم أكن لأرسلكم بعيداً عن الوطن لولا سبب هام هو الحرب على تنظيم القاعدة الذي يهدد العالم، والهدف واضح، وهو تدمير القاعدة وهزمها." واعتبر أوباما أن الحرب في أفغانستان تبقى "ضرورية للغاية" بالنسبة للأمن الأمريكي وأضاف "هناك من يعتمد عليكم في وطنكم الأم، أعرف أنه ليس من السهل عليكم البقاء بعيداً عن منازلكم وأطفالكم وأصحابكم، ولو أنني لم أكن على يقين من أن مصلحة الولاياتالمتحدة ليست مهددة في أفغانستان لأمرت بإعادتكم إلى الوطن حالاً." وحطت طائرة أوباما في قاعدة باجرام الجوية قادمة من المنتجع الرئاسي الأمريكي في كامب ديفيد، وقام أوباما فور وصوله بالانتقال إلى القصر الرئاسي في كابول عبر المروحيات، وذلك للقاء نظيره الأفغاني حميد قرضاي. وحذر الرئيس الأمريكي من أنه إذا "استعاد طالبان هذا البلد وبات تنظيم القاعدة قادرا على التحرك بدون عقاب، فسيكون مزيد من الأمريكيين عرضة للموت" وأضاف وسط تصفيق حار: "طالما أنا قائدكم الأعلى سأحول دون ذلك".
وفي حوار مع الصحفيين المرافقين لأوباما في زيارته الأولى لأفغانستان قال جيمس جونز، مستشار شؤون الأمن القومي الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي يسعى للضغط على قرضاي بهدف "تحسين أداء الحكومة الأفغانية بشكل يؤدي إلى تحقيق الأهداف التي رسمتها الإدارة الأمريكية." وقال أوباما مخاطبا الأفغان إن جيشه "هنا لمساعدتكم على صنع سلام ثمين" مضيفا "نريد بناء علاقة دائمة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل". وبعد وصوله إلى الأراضي الأفغانية مع غروب الشمس صعد الرئيس إلى مروحية وتوجه إلى القصر الرئاسي في كابل لإجراء محادثات مع كرزاي.
وأعرب أوباما عقب محادثات استغرقت عشرين دقيقة عن ارتياحه "للتقدم الذي أنجزته الحكومة الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات" موضحا انه ينتظر المزيد من حليفه. وفي مؤشر استحسان أعلن الناطق باسمه أن كرزاي سيزور البيت الأبيض في 12 مايوالقادم.
وصرح الناطق باسم قرضاي للتلفزيون الأفغاني أن "التفاهم كان متبادلا والأجواء صريحة وحميمة جدا".
وقد زار أوباما أفغانستان عام 2008 عندما كان سيناتورا ومرشحا للبيت الأبيض ووعد حينها بسحب القوات الأمريكية من العراق والتركيز على أفغانستان لمكافحة القاعدة. وبعد وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2009 سرعان ما أمر أوباما بسحب القوات الأمريكية من العراق الأمر الذي سينتهي خلال الصيف المقبل ثم أعلن في ديسمبر الماضي إرسال نحو 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.