لأشد ما عانيت أن أفهم مجموعة من التساؤلات التى تفرض نفسها على الساحة الفكرية السياسية فى مصر .. أولها من الخاسر...؟!! هل هو إسرائيل بهزيمتها العسكرية فى غزة؟ أم مصر بسقوطها فى مستنقع الحرص على الوجاهة السياسية والزعامة الزائفة؟ أم أمريكا بتأييدها الأعمى لكل ما هو صهيونى أم الأنظمة العربية فى تحزباتها ومزايداتها على حساب دم الأطفال الأبرياء؟ أم الشعوب التى تغلى حتى النخاع ولا تتحرك إلا النذر اليسير؟ أم الإعلام العربى التافه الذى لا هم له إلا الدفاع عن رئيسه وسمعته؟ أم مجلس الأمن الذى فقد هيبته برفض إسرائيل تنفيذ قراراته؟ وفى نفس الوقت سؤال آخر.. من الفائز..؟؟ هل إسرائيل بفوزها الإعلامى فى تسويق هجومها على غزة؟ أم مصر بمبادرتها التى سبقت بها الأنظمة العربية، أم أمريكا بصفقتها واتفاقها مع إسرائيل بوقف تهريب السلاح إلى غزة؟ أم الأنظمة العربية التى نجحت فى عقد قمة الدوحة رغم الخلافات؟ أم الشعوب التى خرجت من شرنقة الصمت وعبرت عن غضبها ورفضها لما يجرى؟ أن النظام المصرى يجب عليه أن يفسر ويرد على بعض الأسئلة التى تدور فى الشارع على ألسنة العامة قبل المتخصصين ومنها.. ما الذى يجعل مصر تغير من لهجتها بعد اثنين وعشرين يوماً من العدوان وتطالب بوقف فورى لإطلاق النار وكأن الحرب وليدة اليوم؟ .. وما الذى يجعل النظام لا يرد رداً قاطعاً رسمياً بلهجة القوة على إهانة أمريكا والعدو الصهيونى لمصر بعقد اتفاقية لوقف تهريب السلاح لغزة؟؟ وما الذى يجعل مصر تقاطع القمة العربية فى قطر، بل وتحرض غيرها على عدم المشاركة، فى حين تنادى بعقد قمة دولية الهدف منها فقط إعمار غزة، وهو الأمر الذى كان من الممكن معالجته فى قمة الكويت الاقتصادية أصلاً؟... أسئلة كثيرة تفرض نفسها، وتتدافع إلى ذهن المواطن العادى الذى بات همه الأكبر أن يفهم فقط ما يتم باسمه واسم بلده أم الدنيا.. نصيحة للأنظمة العربية أن تتخلى عن حرصها على عقد القمم العربية والدولية، وليكن تركيزها أن تعقد قمة وطنية شعبية تجلس فيها كل طوائف الوطن الواحد التى تختلف نوعاً ما وتحاول أن تناقش ورقة عمل واحدة لتجتمع على رؤية واحدة يتم فيها ضبط إيقاع الجميع ليكونوا درعاً وقائيةً وسداً منيعاً فى وجه من تسول له نفسه أن يعتدى على سيادة وحدود وطنه فيستقوى بهم الحكام ضد أعدائهم وإلا فسوف يظلون فى الميدان وحدهم أما الشعوب فسوف تتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم ونهايتهم التى رسموها بأيديهم جزاء خذلانهم لإرادة شعوبهم. عبدالقادر أمين - طنطا [email protected]