«هويدا» أرملة شابة عمرها 26 عامًا، لديها 3 أطفال، ومتعايشة مع الفيروس فى منزل عائلة زوجها الراحل قرب مدينة المنصورة. وأكملت هويدا دراستها حتى الصف الأول الإعدادى، ثم تزوجت وهى فى السادسة عشرة من ابن خالتها الذى كان يكبرها بأربع سنوات. تقول: «زوجى كان مدللاً لأنه أصغر إخوته الثمانية، وقد ترك الزوج دراسته فى المرحلة الابتدائية، ثم التحق بالعمل مع أسرته فى تجارتهم الخاصة، وكان (معجبانى ويعتنى بمظهره، ورومانسى ويمشى كده فارد طولة طاير فوق الأرض)، وتضيف: كان يحب السفر وزيارة الأماكن الجديدة، وسافر عدة مرات إلى إحدى دول الخليج، وهناك تعرف على شخص هولندى فدعاه لزيارة مصر، وقام هذا الشخص بدوره بدعوة زوجى إلى هولندا وفعلاً سافر وأمضى هناك بعض الوقت. وعندما سألها فريق البحث عما إذا كان زوجها «شاذاً» شعرت بالحرج فى البداية، ثم عادت وقررت أنها فعلا كانت تشك فيه بسبب بعض الأشياء التى لاحظتها عليه عند العلاقة الزوجية وعندما أراد فريق البحث معرفة المزيد، قالت إنها تشعر بالخجل. وفى جلسة أخرى، أوضحت أنها أطلعت والدتها فى ذلك الوقت على هذه الشكوك، وطلبت أن تنفصل عن زوجها، فرفضت والدتها لأنه ابن شقيقتها، وقالت: «عندك 3 أولاد هتروحى بيهم فين؟»، ثم بدأت معاناة الزوج مع أعراض المرض كالإسهال والقيىء والحساسية الجلدية فى الوجه وبقية أجزاء الجسم، ومع تدهور حالته الصحية تبين أنه مصاب بالفيروس فتم عزله لمدة 15 يومًا، ثم تحويله لمستشفى للحميات. تقول هويدا: هناك أبلغونى بأن زوجى مصاب بالإيدز، ولابد أن أخضع للاختبار، وبعدها عرفت أننى مصابة منذ عام ولا أدرى وأضافت: «كانت صدمة شديدة.. طيب إيه الحل لكن الحمد لله المدير قاللى تعيشى عادى وتمارسى حياتك عادى»، وتم إجراء الاختبار لأطفالى والحمد لله، تبين أنهم غير مصابين بالعدوى. وتستطرد: «مع الوقت بدأت أشعر بتعب ونزيف مستمر، كنت الأول مش زى دلوقتى طبعًا، لأنى الأول كان فيا عفية عن كده، وأفضل أغسل من الصبح لآخر النهار هدومى أنا وأولادى». وتتابع هويدا: «المفروض يعملوا مسلسلات يعرفوا فيها الناس إن المرض ده مش معدى ويسيبوا المريض يعيش كده فى هدوء واستقرار.. لازم الناس تراعى شعور الآخرين زى ما إحنا بنراعى شعورهم». ولا يعرف بمرض هويدا سوى أفراد أسرتها المقربين وأسرة زوجها أما الجيران أو الأصدقاء فليس لديهم فكرة عن إصابتها بالفيروس، وهى تشعر بالاهتمام والدعم من أسرتها، تقول: «المعاملة أحسن من الأول.. أهلى وأهل جوزى بيعطفوا عليا وبيحبونى وزعلانين عشانى. يعنى المعاملة اتغيرت للأحسن مش للأوحش».