وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة يشارك فيها عشرات الآلاف من العملاء الفيدراليين وقوات الأمن فى البر والبحر والجو، يبدأ تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية فصلاً جديداً بتنصيب باراك أوباما، كأول رئيس أمريكى أسود. وقال مسؤولون أمنيون إن مكان أداء أوباما للقسم عند الكونجرس محاط بأكبر قدر من الزجاج المضاد للرصاص لم يسبق أن أقيم حول سياسى أمريكى، كما أن أعداد العناصر الأمنية التى تشمل 12 ألف عسكرى من الجيش وآلافاً أخرى من رجال الشرطة والإجراءات الأمنية التى اتخذت لم يسبق أن حدثت مع أى مسؤول أمريكى فى التاريخ. واستبق الرئيس الأمريكى المنتخب حفل تنصيبه، الذى بدأ عقب مثول الجريدة للطبع، بالإشادة بالزعيم الأسود مارتن لوثر كينج، ووعد بأن تنصيبه كأول رئيس أمريكى أسود سيسمح ب «تجديد الوعد» بالحلم الأمريكى. وقال أوباما: «سنتجمع ونتحد من على المنبر الذى مازلنا نسمع منه أصداء حلم كينج.. من خلال ذلك نقر بأن مصيرنا هنا فى أمريكا واحد». وأضاف: «إننا مصممون على السير معاً، من خلال تجديد الوعد بالحلم الأمريكى، لنتذكر درس كينج بأن: أحلام كل واحد منا ليست سوى حلم واحد». واتخذت مراسم تنصيب أوباما التى تقام تحت شعار «ميلاد عهد جديد»، منحى إنسانياً أمس الأول بقيامه ببعض الأعمال التطوعية فى المنظمات الخيرية. وذكرت تقارير إخبارية أن كلمة أوباما تستغرق 17 دقيقة ويحث خلالها الشعب الأمريكى على الوحدة خلف عقيدة مشتركة هى «تجديد الوعد الأمريكى»، كما يشدد على الحاجة لإبداء المزيد من المسؤوليات على الصعيد الشعبى والحكومى لإعادة البلاد إلى مسارها. وعجزت السلطات الأمريكية عن تقدير دقيق لأعداد الحشود التى يتوقع أن تصل إلى 2 مليون شخص، فيما قال منظمون إن المناطق الأمنية حول مبنى الكونجرس تتسع لنحو 280 ألف شخص بالإضافة إلى قرابة 300 ألف آخرين فى المنطقة المجاورة لحفل التنصيب. وفى غضون ذلك، ذكرت شبكة «فوكس» نيوز الإخبارية أن أوباما سيجتمع مع قيادات الجيش لمناقشة الحرب على العراق. فيما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن أوباما سيبدأ أول أيامه الرئاسية بمشاورات حول حرب العراق والوضع فى غزة. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر فى إدارة أوباما أن الرئيس الجديد سيبحث أيضاً تعيين مبعوث للشرق الأوسط. وتابعت أن الأزمة الاقتصادية ستكون موجودة أيضاً على جدول أعمال أوباما فى أول أيامه الرئاسية. وفى غضون ذلك، أظهر استطلاع عالمى للرأى أجرى فى 17 دولة أن أغلب سكان العالم متفائلون بأن علاقات أمريكا مع دول العالم ستكون أفضل بكثير فى عهد أوباما عما كانت عليه خلال عهد سلفه جورج بوش. وأظهر الاستطلاع أن 67٪ من شعوب 17 دولة أبدوا ثقتهم فى أن أوباما سيعمل على تحسين علاقات بلاده بالعالم. ورأى 75٪ من المصريين، الذين شملهم الاستطلاع العالمى الذى أجرته مؤسسة «جلوب إسكان»، بالاشتراك مع برنامج التوجهات السياسية العالمية التابع لجامعة مريلاند الأمريكية أن الأولوية ينبغى أن تمنح للوساطة للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفى الوقت نفسه، أكد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن بلاده ستكون «شريكاً جيداً» لأوباما، ورأى زعيم المعارضة اليمينية فى إسرائيل بنيامين نتانياهو أن أوباما يتفهم «يأس» الإسرائيليين. بينما حث وزير الخارجية الإسبانى ميجيل موراتينوس، الرئيس الأمريكى الجديد، على «المشاركة الفورية» فى جهود إنهاء الصراع فى غزة بمجرد أدائه اليمين الدستورية. ومن جهة أخرى، دعت روسيا أوباما إلى إنهاء سياسة واشنطن «المعادية لروسيا». فيما قال مسؤول أمريكى فى بروكسل إن أوباما قد يطلب إعادة بحث كلفة وفاعلية مشروع نشر الدرع الصاروخية الأمريكية فى أوروبا الذى تعترض عليه موسكو. وفى الوقت الذى رأت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الولاياتالمتحدة تملك «المفتاح» لتخطى الأزمة الاقتصادية مع تنصيب أوباما، اعتبر وزير خارجية فرنسا بيرنار كوشنير أن أوباما لا يملك عصا سحرية لحل جميع المشاكل وإن كان ينعم بحالة من التصالح العالمى.