بدأت أمس فعاليات قمة «الكويت الاقتصادية» فى حضور الرئيس مبارك و16 زعيماً عربياً، فيما اعتبر أنها مشاركة قياسية، وكان العقيد الليبى معمر القذافى وملك المغرب محمد السادس أبرز الغائبين. أكد الرئيس مبارك أن القمة تنعقد فى وقت يجتاز فيه العالم العربى مرحلة عصيبة ويتعرض لمخاطر وتحديات عديدة، ما بين العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وتداعياته والانقسام الحادث على الساحة الفلسطينية وعواقبه. وأشار الرئيس مبارك فى كلمته أمام القمة إلى ما تشهده الساحة العربية من تشرذم ومزايدات، وما يتنازعها من محاولات تأتى من داخلها وخارجها للعب الأدوار وبسط النفوذ، تتاجر بمعاناة الشعب الفلسطينى وقضيته وتستخف بأرواح شهدائه ودماء أبنائه وتمعن فى شق الصف العربى وإضعافه. وقال الرئيس مبارك: «لقد هزت مأساة غزة ضمير العالم، وامتحنت عملنا العربى المشترك، فكشفت الكثير من أوجاعه وتناقضاته ومعايبه، وأوضحت للأسف انقسام العالم العربى واختراقه وتشتته». وأضاف: «كان منطق الأمور يملى علينا القوف إلى جانب (غزة) بمواقف جادة، تعى خطورة العدوان وشراسته وتسعى لإيقافه واحتواء تداعياته الإنسانية بعيداً عن المزايدة والشعارات الجوفاء». وتابع: «كنت متطلعاً لأن تتكامل جهودنا، ولأن نلتف معاً حول موقف عربى واحد، يعلى مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته فوق مصالح الفصائل، ويضع أولوية وقف العدوان وحقن الدماء فوق الخلافات العربية والمصالح الضيقة وينأى عن حملات التشهير والتخوين». وأكد الرئيس مبارك أن مصر رعت القضية الفلسطينية عبر ستين عاماً بمسؤولية وأمانة، وبدور يسعى إليها بما لها من قدر ومكانة، دور يتحدث عن نفسه، يسعى إليها ولا تسعى إليه كحال من يتطلع للعب الأدوار. وأعرب الرئيس مبارك عن أسفه من أن يعمل البعض على تقسيم العرب بين دول «الاعتدال» ودول «الممانعة»، وقال: «كأننا لم نتعلم من أخطاء الماضى ودروس التاريخ القريب، وكأننا نعود بالعالم العربى ثلاثين عاماً إلى الوراء». وتساءل: «هل هى عودة لجبهة الرفض خلال سبعينيات القرن الماضى؟» - وقال: «أو لم نعتمد معاً وبالإجماع مبادرة عربية للسلام العادل والشامل؟». وأضاف: «من المؤسف أن نسمح باستغلال مأساة (غزة)، لاختراق عالمنا العربى بقوى من خارجة، تتطلع للهيمنة وبسط النفوذ وتتاجر بأرواح الفلسطينيين ودمائهم». وأكد أن مصر تترفع دوماً عن الصغائر ولا تخضع أبداً للابتزاز، موضحاً أنه يحمد الله على أنه أتى إلى قمة الكويت وقد تمكنت مصر من التوصل لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين، ويوقف إطلاق النار، ويفتح الطريق لانسحاب القوات الإسرائيلية، واستعادة التهدئة فى غزة، وفتح معابرها ورفع حصارها. وأقر الرئيس مبارك بأن العلاقات العربية - العربية ليست فى أحسن أحوالها، وقال: إن العلاقات بين الإخوة والأشقاء لابد أن تقوم على الوضوح والمصارحة، وتطابق الأقوال والأفعال. وأضاف: «لا مجال فى هذه العلاقات للالتواء والتطاول، ولا مجال للتخوين وسوء القول والفعل والتصرف، وكأننا نعود بالعالم العربى للوراء بدلاً من أن ندفع به معاً للأمام». وأكد الرئيس مبارك أن الموقف المصرى كان قوياً وواضحاً منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، رغم مغالطات البعض وتجاهلهم حقائق معروفة وأخرى غائبة. وحذر الرئيس مبارك من اختزال القضية الفلسطينية فى «غزة واختزال غزة فى المعابر، واختزال المعابر السبعة فى معبر «رفح»، مؤكداً أن القضية الفلسطينية أكبر من ذلك بكثير. وشدد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، على أهمية مبادرة السلام العربية، معتبراً أنها تمثل أساس الموقف العربى وذلك بعد مطالبة عدة دول عربية بتجميدها. ودعا الرئيس السورى، بشار الأسد، نظراءه العرب إلى دعم المقاومة الفلسطينية بشكل صريح ورفض إضعافها والتشكيك فى شرعيتها. ودعا الأسد إلى الدعمين المعنوى والسياسى لغزة والتأكيد على حقها الثابت بالرد على العدوان.