- موسى ووزيرا خارجية الكويت والبحرين تداركوا أزمة بين ليبيا والعراق - عباس فضل عدم الحضور لعدم إحراج دول الاعتدال أمام الممانعة تبدأ بعد قليل القمة العربية ال22، بقاعة واجادوجو، في مدينة سرت، بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، برئاسة العقيد معمر القذافي، وحضور قادة كل من سوريا، الأردن، المغرب، الجزائر، الكويت، قطر، السودان، الصومال، اليمن، جزر القمر، جيبوتي، موريتانيا، فلسطين، وتونس. كما حضرت دول كل من مصر، لبنان، العراق، الإمارات، السعودية، سلطنة عمان، البحرين، ولكن دون حضور قاداتهم، وذلك بحضور السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومشاركة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني. وأكد عمرو موسى أن لجنة مبادرة السلام العربية استمعت خلال اجتماعها الوزاري ليلة أمس لتقرير قدمه السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وتقرير من د. صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف موسى في تصريحات له عقب الاجتماع إن اللجنة ناقشت الأوضاع الراهنة في فلسطين في ظل الممارسات الإسرائيلية المتعنتة وتم الاتفاق على أن نظل متابعين لتطورات الأوضاع والجهود المبذولة عربيا ودوليًا وقد تجتمع اللجنة الوزارية في ظرف وقت قصير مرة أخرى لمتابعة التطورات وسوف نصدر بيانا في هذا الشأن لعرضه على القادة العرب. وفي سؤال حول مغادرة السيد كي مون مبكرًا للاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية قال موسى انه جاء للحديث معنا فقط. وحول ما تضمنه بيان اللجنة قال موسى إن البيان سيكون باسم القمة العربية. وردًا على ما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد قدم بيانا طالب فيه العرب بضبط النفس أو مواصلة الجهود الدبلوماسية إزاء التعنت الإسرائيلي قال موسى : إن كي مون أدان كل ما يجري في القدس والأراضي المحتلة أما العمل الدبلوماسي فهو مستمر، وبالنسبة لنا كعرب أكدنا موقفنا كما هو معروف في البيانين اللذين صدرا في القاهرة يومي 2 و10 مارس الجارين كما استبعد موسى إمكانية إدخال تعديلات على المبادرة العربية للسلام . وكان بان كي مون قد دعا - في كلمة أمام لجنة مبادرة السلام بسرت - الدول العربية إلى استمرار التمسك بمبادرة السلام باعتبارها الحل الحقيقي لتحقيق السلام . من جانبه أكد وزير الشئون الخارجية د.رياض المالكي، أن القدسالشرقية هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وأن أي إجراء إسرائيلية لا يمكن أن تمنح حقا للاحتلال بالقدسالشرقية. وقال المالكي الذي كان يتحدث للصحفيين عقب اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن: دور "مون" في الاجتماع كان محصورا فقط في عرضه لبيان الرباعية الدولية الأخير ونتائج زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية وإسرائيل وانه خرج عقب ذلك. وأضاف: اللجنة أكدت موقفها الذي توصلت إليه في اجتماعها الذي عقد في مقر الجامعة العربية في الثاني من مارس من الشهر الجاري بشأن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وردًا على سؤال حول سحب مبادرة السلام العربية، قال المالكي: إن اللجنة لم تتطرق لهذه القضية وان هناك دعما عربيا قويا للموقف الفلسطيني الذي يقول بأنه لا مفاوضات بدون وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية. مؤكدا أن قرار اللجنة في الثاني من مارس ما زال موجودا وأضيف إليه ضرورة إلغاء إسرائيل لقرارات بناء الوحدات الاستيطانية التي أعلن عنها مؤخرا. من جانب آخر، حسم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف بلاده من المشاركة بالقمة العربية، حيث أكد أن انسحاب العراق من القمة "لم يعد مطروحا". وأوضح زيباري في تصريحات للصحفيين "أن مسألة انسحاب الوفد العراقي لم تعد مطروحة وسوف نساهم ونشارك ونأمل في إنجاح هذه القمة المهمة في الجماهيرية". وأضاف: كانت لدى بلاده "بعض التحفظات حول التحضيرات التي سبقت عقد القمة وكانت هناك بعض المواقف السلبية حقيقة من تطورات الأوضاع السياسية في العراق" في إشارة إلى استقبال القيادة الليبية وفدا من المعارضة العراقية. وقال زيباري: خلال اجتماع وزراء الخارجية أوضحنا هذا الموضوع للوزراء والدول المشاركة وأكدنا على موقف الحكومة العراقية بالمشاركة، لكن نحتفظ بحقنا في اتخاذ أي موقف آخر إذا رأينا أن هناك أي مفاجآت سوف تضر أو تهين الحكومة العراقية والشعب العراقي". وتابع: إن "استجابة السادة الوزراء كانت جيدة وطيبة وكان هناك تضامن عربي قوي جدًا مع العراق وحتى من الجماهيرية ورئاسة المؤتمر". وأكد "لذلك فإن مسألة انسحاب الوفد العراقي لم تعد مطروحة وسوف نساهم ونشارك ونأمل في إنجاح هذه القمة المهمة في الجماهيرية". وأضاف "جرت اتصالات جيدة مع بغداد مع رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء والتوجيه كان بمواصلة المشاركة في أعمال القمة". وأكد دبلوماسي رفيع المستوى أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجًا على استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي وفدًا من المعارضة البعثية العراقية. وكان القذافي استقبل في سرت وفدا من المعارضة العراقية البعثية ضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام جلبي وهو وزير نفط سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الأممالمتحدة، وفق وكالة الأنباء الليبية الرسمية (اوج). وذكر مصدر دبلوماسي مطلع ل"مصر الجديدة" أن خلافًا نشب في اجتماع وزراء الخارجية بين كل من سوريا والعراق، بشأن مكان استضافة القمة العربية 23 القادمة، وهو ما تم إرجاؤه بعد ذلك للقمة، عبر وساطة من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وحديث هادئ من معالي يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بالسلطنة، وتدخل إيجابي من أبو الغيط. فيما نجح أمين عام الجامعة العربية ووزيرا خارجية كل من الكويت والبحرين بتدارك الأزمة الثانية بين ليبيا والعراق والتي نشبت بسبب استقبال القذافي وفدا من المعارضة العراقية، وهو ما اعتبره الجانب العراقي استفزازا رأت الحكومة العراقية بعده ضرورة خفض مستوى التمثيل ليكون مندوب. وكان العقيد القذافي في استقبال الرقادة من يوم أمس حتى قبيل بدء القمة بساعات، ولوحظ أن محمود عباس كان القائد الوحيد الذي لم يكن القذافي في استقباله، فيما ناب عنه مسئول رفيع المستوى، وبعدها التقى عباس "كي مون" في مقر إقامة عباس بقصر الضيافة، كما التقى الأمين العام للجامعة العربية، لكن لم يحضر اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية نائبا عنه صائب عريقات.. وذكر مصدر مطلع من القمة ل"مصر الجديدة" أن عباس فضل عدم التواجد بالاجتماع في ظل وجود ضغوطات من بعض دول الممانعة سوريا وقطر وربما ليبيا، وذلك لقبول مقترحات لهم قد لا تكون ملائمة له في الوقت الحاضر ولجانب الاعتدال مصر السعودية والأردن، وكذلك بسبب عدم وجود جديد بشأن رسالة كي مون إلى الوزراء العرب بشأن مفاوضات السلام المباشر أو غير المباشر، وعدم وجود ضمانات جادة له، وأيضًا أزمة الإجراءات الإسرائيلية الاستيطانية. وتأتي القمة العربية 22، مطابقة في العدد للدول العربية، بليبيا في ظل ظروف استثنائية، لتراكم العديد من المشاكل المصيرية..والتي غالبها يستعصي على الحل..القضية الفلسطينية..العراق..السودان...العلاقات العربية العربية أبرزها، والكل يبحث عن "ليلاه" من الدول الأخرى.. وطموحات الشعوب في انتظار لعل الغائب قريب.