تشهد مدينة سرت الليبية التي تنعقد فيها القمة العربية احتفالية خاصة على طريقة العقيد الليبي معمر القذافي، حيث سيقام اليوم حفل كبير (عرس ليبي) ومهرجان للخيل والشعر يقام بحضور القادة العرب، على مساحات واسعة من شاطئ سرت أقيم فوقها عدد من الخيام، ولن يشارك نصف الزعماء العرب في القمة التي خرجت معافاة إلى الآن بعد محاولات شاقة لتجاوز بعض "متفجرات القذافي" المعروفة خلال القمم العربية. واذا كان وزراء الخارجية توصلوا الى تجاوز ما حدث مركزين على قضية القدس التي خصصوا لدعمها نصف مليار دولار ولا أحد يعرف كيف ستنفق وبرعاية ويد من؟1، فإن الآمال تداعب كثيرين ان لا يبادر القذافي إلى تفجير "ملغومة جديدة" في أحضان من يشارك في القمة من نصف قادة العرب.
خلال الساعات أل 72 الماضية وهي ساعات الاجتماعات التحضيرية للقمة التي تؤول زعامتها الى العقيد القذافي من دولة قطر، أمضى عدد من وزرا الخارجية جل وقتهم لثني العقيد القذافي عن اعتزامه إزاحة الستار عن "تمثال تذكاري" في مدينة بنغازي للرئيس العراقي السابق صدام حسين تزامناً مع انعقاد القمة.
وحكاية التمثال حدت بوزيري خارجيتي العراق هوشيار زيباري والكويت الشيخ محمد الصباح الى تقديم احتاج شديد اللهجة لمنظمي المؤتمر وتحديدا لنظيرهم موسى كوسا الذي مارس دور المكوك بين مقر اجتماعات المؤتمر وخيمة العقيد. وكان زيباري هدد بمقاطعة العراق للقمة في حال صدقت المعلومات واصرت ليبيا على اقامة نصب تذكاري لصدام حسين، مؤكدا ان بغداد ترفض المشاركة في اجتماعات تمجد الطاغية صدام حسين. "ازاحة الستار عن تمثال صدام حسين"، مؤكدا ان ليبيا تدعم كل القرارات الدولية ذات الصلة بالعراق. وكان العقيد استبق القمة ب "لغم مثير" حين اجتمع مع وفد من المعارضة البعثية العراقية في الخارج بوفد يضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام جلبي وهو وزير نفط عراقي سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الأممالمتحدة. ومثل هذا الاستقبال جوبه ايضا باحتجاج عراقي، حيث كاد العراق يعلن انسحابه من القمة، بعد ان تلقى وزير الخارجية هوشيار زيباري تعليمات بهذا الخصوص من القيادة في بغداد، لكن سرعان ما عاد زيباري وتراجع عن تهديداته معلنا ان العراق سيشارك و "إن مسألة انسحاب الوفد العراقي لم تعد مطروحة وسوف نساهم ونشارك ونأمل في إنجاح هذه القمة المهمة في الجماهيرية". وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة (الصباح) العراقية الحكومية ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا مبدئيا على عقد قمة 2011 في العراق. واعلن ياسين مجيد مستشار رئيس الوزراء ان عودة وزير الخارجية هوشيار زيباري رئيس الوفد العراقي الى اجتماعات القمة جاءت بعد المكالمة الهاتفية التي جرت الخميس بين رئيس الوزراء نوري المالكي والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ونقلت قناة العراقية الفضائية عن مجيد قوله: ان المالكي طالب الامين للجامعة العربية عمرو موسى بضمان عدم التدخل في الشأن العراقي خلال القرارات والتوصيات التي ستخرج بها القمة العربية. والى هذا، قالت مصادر عربية دبلوماسية ان اكثر ما آثار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري هو عندما ضمن وزير الخارجية الليبي في كلمته العراق المحتل، ومن حق الشعب العراقي ان يدافع عن نفسه ويسعى الى تحرير ارضه. وحينها اغتاظ زيباري وقال: «العراق بلد حرّ وسيادته بيد ابنائه، أين أنتم من 12 مليون عراقي صوتوا بحرية وشفافية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة؟ لم نسمع منكم كلمة طيبة». واضاف: «اسمحوا لي أن احضر الاجتماع الوزاري وأرحل». وأكد زيباري ان بلاده ستشارك على مستوى مندوبها في الجامعة.