فى محاولة منه لمساعدة والده على مصاريف الحياة وتجهيز أخته الكبرى فى زيجتها، ترك علاء طه (13 عاماً) مدرسته «فخرالدين خالد» وعمل مناولاً فى إحدى الورش قبل أن يسوقه القدر للعمل فى ورشة فى ميت غمر بالقرب من منزله.. عمل علاء مناول صاجات فى ورشة حدادة لصناعة الترابيس مقابل 20 جنيهاً أسبوعياً: «ماكنتش بحب المدرسة خالص، وبعدين كنت بحس إن المدرسين والمدير بيكرهونى، وكنت دايماً أسقط فى العربى والحساب وكان مفروض أبقى فى سنة سادسة لكنى لسه فى رابعة، فسبت المدرسة وقلت أشتغل وأساعد أبويا، ورحت لصاحب الورشة من وراه وطلبت منه يشغلنى وقلت له هاخد 30 جنيه فى الأسبوع بس هو ما ادانيش غير 20 بس». قبل عيد الأضحى الماضى قرر صاحب الورشة إشراك علاء فى مهام أخرى، وهى دك وتثقيب الترابيس من خلال ماكينة يدوية تسمى «السمبك»، وأعطاه حصته من الصاج لكى ينهيها فى ساعات عمله التى تمتد من السابعة صباحاً حتى السابعة مساء، لكنه نظراً لحداثة المهمة الجديدة عليه لم يستطع تنفيذ كل الصاج المراد تثقيبه فما كان من رئيس العمل سوى تركه داخل الورشة وأغلق عليه الباب من الخارج. يقول طه والد علاء: «الراجل قفل على الولد من بره وهو مبيعرفش يشتغل على (السمبك) أوى، فانكسر منه ودخل فى عينه، فقعد يصرخ كتير لحد ما اتنين من الورش المجاورة كسروا الباب وودوه مستشفى المنصورة وهناك كانت عينه راحت». والد علاء ينفى رضاه عن عمل ابنه الصغير، ويؤكد أنه حاول إعادته للمدرسة أكثر من مرة لكنه فشل، بينما كانت أمه تبارك ذلك العمل وتحصل منه على إيراده الأسبوعى لتشترى له نصف كيلو لحم، ويكمل طه: «ظروف علاء أقعدته حالياً عن الورشة، وصاحبها تنصل من المسؤولية، فحررت ضده محضراً فى قسم الشرطة، ولا يهمنى شىء الآن سوى أن أجرى لولدى عملية فصل وتفريغ لعينه المصابة، لأنها ستؤثر على عينه السليمة وستسبب له (عمى كلى) إذا لم تجر جراحة فوراً».