كل عام والإخوة المسيحيون بألف خير... كاثوليك وأرثوذكس أو بروتوستانت.. أما حكاية المسلمين بخير فهم ليسوا بخير.. وخاصة فى الوطن العربى موطن الديانات كلها... سيدنا إبراهيم أرسل إلى أهل العراق أولاً... والعراقيون اليوم تم استغلال تنوعهم الدينى الكبير وباسم الدين تناحروا واقتتلوا... والحرب الأهلية فى لبنان كانت تحت شعار مسلم ضد مسيحى وما بينهما الدروز واستغلت كل البلاد الطامعة فى لبنان هذا الأمر، ليؤججوا النزاع الطائفى وإذا ما قرأت التاريخ لوجدت أن العصور الوسطى فى أوروبا وما قبلها هى وحدها التى شهدت هذا التنازع الدينى ما بين كاثوليك وبروتستانت.. والحروب الصليبية التى استغلت الناس باسم الدين كانت بسبب مطامع الملوك والأمراء فى مزيد من القوة والسلطة فى كل عصر وأوان ثم استغلال الدين ودائماً كان العالم العربى هو قلب هذا الاستغلال وأسهل أهدافه على الإطلاق قد يكون السبب أننا كشعوب نميل إلى التديُن مسلمين كنا أو مسيحيين. هذا ما قيل لنا... ولكن هل يعنى هذا أن الشعوب الأوروبية أو الأمريكية أقل تديُناً؟ لا أعتقد... بل أظن أن طريقة تعبيرهم عن الدين مختلفة مع الوضع جانباً من لا يؤمنون ويعتقدون أننا جئنا الدنيا صدفة. وأنا شخصياً أعتبر نفسى متدينة... علاقتى بربى تمثل نقطة محورية فى حياتى... عندما تبعدنى الهموم والمشاكل أحاول العودة.. أعتمد عليه سبحانه فى التخطيط وأترك لى مهمة التنفيذ.. وأحب المسلمين... أحب المسلمين سُنة وشيعة، والمسيحيين بمللهم المختلفة... أحترم الشيعة وتماسكهم ورباطهم... ولى تساؤلات لبعض تفاصيل دينهم مثل زواج المتعة... ولكن لا تصل إلى حد الاعتراض... فهم أحرار فيما يؤمنون به. وأحب فى المسيحيين ترابطهم وجنحهم للسلم والحرص على محبة الآخر وإتقان العمل وعدم الكذب... وهى بالتأكيد صفات ترتقى بالإنسان... أستغرب طبعاً عدم الطلاق عندهم إلا لعلة الزنى ولكنى أتفهمها.. وفى النهاية هم أحرار فيما يؤمنون به.. أما نحن أهل السُنة كما يُطلق علينا فنردد طول اليوم أحاديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ولا نعمل بها.. نتقابل ونتناحر ولا نتقن عملنا... وفاجأت نفسى التى كنت دوماً أصفها بالمتسامحة بإحساس فظيع بالغيرة أغار مما تقدمه الكنائس للمسيحيين من دروس وعظات للأطفال تجعلهم أكثر ارتباطاً بدينهم ونحن لا نفعل هذا. أغار من التكافل الموجود بينهم وحرصهم على مساعدة إخوانهم... أجدنى دون دخول فى منافسة أو صراع أكتفى بالخوف على دينى.. وعلى أولادى الذين لا يعرفون عن الدين إلا درسا يتيما مرة واحدة فى الأسبوع فى المدرسة والباقى مجهودات ذاتية.. ثم أطمئن فديننا وكتابنا سوف يحفظه الله إلى يوم الدين.. وأعود لاهنئ إخوانى المسيحيين بعيد الميلاد المجيد وبتكافلهم وحبهم لبعضهم البعض.. وحرصهم على الزكاة والتكافل، وأدعو الله أن يهدى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما هو خير لهم.. وأن يحرصوا على رباطهم... الذى بدأت أوصاله تتقطع. [email protected]