أكد خبراء سياسيون واستراتيجيون، أن المجتمع الدولى سيظل يعول على المبادرة المصرية خلال الفترة المقبلة، بعد فشل مجلس الأمن فى إصدار قرار ملزم لإسرائيل بوقف اعتداءاتها على قطاع غزة. وأشاروا إلى أن إسرائيل ستتجنب الدخول فى مواجهات برية مباشرة مع المقاومة الفلسطينية، وأنها ستسعى إلى تقطيع القطاع إلى أجزاء واتباع سياسة «الأرض المحروقة» من خلال القصف المتواصل للأجزاء المختلفة، تجنبا لحدوث خسائر كبيرة فى القوات الإسرائيلية. وتوقعوا أن تتوقف الأعمال العسكرية من خلال عدة سيناريوهات، منها حدوث خسائر كبيرة فى الجيش الإسرائيلى، أو تحرك المجتمع الدولى بقوة فى حال استمرار الخسائرالكبيرة فى أوساط المدنيين الفلسطينيين، أو تعبئة الموقف العربى من خلال استخدام أدوات حقيقية للضغط على إسرائيل، ولكنهم استبعدوا استسلام حركة حماس رغم الخسائر الفادحة التى يتعرض لها القطاع فى الأرواح والممتلكات. وقال الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية والدولية، إن قرار مجلس الأمن الأخير كان ضعيفا وغير ملزم على الإطلاق، حيث استخدم صيغة «يدعو» ولم يستخدم صيغة «يقرر»، والفارق كبير بينهما، مضيفا أن إسرائيل لا تحترم قرارات مجلس الأمن ولا الجمعية العامة سواء كانت قرارات إلزامية أو غير إلزامية. واعتبر اللاوندى أن السيناريو المقبل سيدور حول المبادرة المصرية، التى تفتح الباب للحوار أمام كل الأطراف، مشيرا إلى أن القاهرة ستكون هى المحور الأساسى فى الفترة المقبلة وسيهرع إليها الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. وحول نتائج هذه المبادرة المن ناحيته، أشار اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكرى أن القوات الإسرائيلية لم تتضرر كثيرا جراء عملياتها العدائية ضد قطاع غزة حتى تفكر فى وقف العمليات، متوقعا أن تتجنب إسرائيل الدخول فى حرب برية مباشرة فى قطاع غزة خشية وقوع خسائر كبيرة فى صفوف قواتها. وأوضح مظلوم أن القوات الإسرائيلية تعمل الآن على تقطيع أواصر القطاع إلى أجزاء منفصلة عن بعضها، حيث تسعى الآن لعمل اختراقات من ناحية معبر صوفيا لكى تفصل رفح عن شمال القطاع كما تحاول أيضا فصل دير البلح عن قطاع غزة كما أنها ضربت معبر صلاح الدين مما يعنى أنها تسعى لتقطيع القطاع إلى أربعة أجزاء. وأكد مظلوم أن قدرة حركة حماس على الصمود لفترة كبيرة ستكون ضعيفة، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التى تكبدها القطاع، سواء من ناحية الضحايا أو من ناحية التدمير الذى طال كل مكان فى ظل الحصار المستمر ضد القطاع منذ فترة كبيرة. واعتبر مظلوم أن الحرب والاعتداءات الحالية لن تستمر كثيرا وأنها ستنتهى خلال أسبوع من الآن نظرًا لعدم قدرة المنطقة على احتمال هذه الخسائر التى تطال الجميع فى ظل المظاهرات والتوتر الذى يطال كل دول المنطقة. وأشار إلى أن هناك ثلاثة سيناريوهات قادمة فى غزة، وهى: أن تتعرض إسرائيل لخسائر كبيرة فى الأرواح ومن ثَمَّ تلجأ لوقف عملياتها لوقف هذه الخسائر، أو أن يتحرك المجتمع الدولى تحت ضغط ازدياد الخسائر فى الجانب الفلسطينى من خلال تحرك الرأى العام العربى أو ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل تكون ملزمة لها. ومن ناحيته، استبعد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى أن تتورط إسرائيل فى مواجهة برية شاملة فى قطاع غزة، مشيرا إلى أنها ستستمر فى اتباع سياسة «الأرض المحروقة» ضد القطاع، بعد أن تقطعت أوصاله إلى أجزاء منفصلة ثم تقوم بتدمير كل جزء منه على حدة. وحول مدى قدرة حماس على الصمود فى ظل الضربات الصاروخية الإسرائيلية المستمرة، قال مسلم إن حركة حماس هى التى لديها القدرة على تحديد مدى قدرتهم على المواصلة فى ظل إمكانياتهم، مشيرا إلى أن هناك عاملاً مهماً لم يتم استغلاله حتى الآن وهى تعبئة العرب لقدراتهم للتأثيرعلى الموقف الأمريكى والأطراف الدولية.