أدانت مصر ب«أقوى العبارات» بدء إسرائيل عملياتها العسكرية البرية فى قطاع غزة، وتوغل قواتها بأراضيه. وقالت رئاسة الجمهورية فى بيان أصدرته مساء أمس الأول لقد «حذرت مصر من عواقب العدوان الإسرائيلى الغاشم، وحملت إسرائيل مسؤولية ما أوقعته من شهداء وضحايا من المدنيين الأبرياء، كما حذرت إسرائيل من توسيع نطاق عدوانها ومن توغل قواتها بأراضى القطاع». وأضاف البيان «إن مصر تدين بأقوى العبارات العملية العسكرية البرية فى قطاع غزة، وإذ تعاود مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على الفور دون قيد أو شرط، فإنها تدعو مجلس الأمن الدولى واللجنة الرباعية الدولية لسرعة الاضطلاع بمسؤوليتهم دون إبطاء لوقف العدوان الإسرائيلى، وتحميل إسرائيل مسؤوليته كقوة احتلال، ومواجهة تداعياته الإنسانية على الشعب الفلسطينى فى غزة». وتابع «وإذ يضع العدوان الإسرائيلى جميع القوى الفلسطينية فى خندق واحد، فإن مصر تعاود توجيه ندائها للسلطة الوطنية ومختلف الفصائل لنبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم فى مواجهة هذا العدوان. من جانبها استدعت وزارة الخارجية صباح أمس سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن «الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا» للإعراب عن استياء مصر من عدم قيام المجلس باعتماد قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وقال السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية: «إن الموقف المصرى الذى تم إبلاغه للسفراء الخمسة يتمثل فى ضرورة تعامل دولهم بالجدية الواجبة مع الوضع الحالى واضطلاع دولهم بمسؤولياتها بموجب ميثاق الأممالمتحدة للتعامل الفورى مع ما يحدث واستصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها». وفى تصريحات صحفية أمس أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن صمت مجلس الأمن الدولى وفشله فى اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ بدايته، اعتبرته إسرائيل ضوءاً أخضرً لتوسيع عدوانها. وطالب أبوالغيط أعضاء مجلس الأمن وفى مقدمتهم الأعضاء الدائمين بتحمل المسؤولية إزاء عمليات القتل والتدمير التى تقوم بها إسرائيل ضد سكان القطاع واعتبر أبوالغيط ما يحدث من جانب بعض الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن من «تلكؤ» فى التوصل إلى القرار المطلوب، هو من قبيل «المناورة المكشوفة»، التى تهدف حسب قوله إلى إتاحة المزيد من الوقت لإسرائيل لمواصلة عدوانها. وقال: «من المؤسف أن ينتهج بعض أعضاء مجلس الأمن مثل هذا السلوك»، فى وقت كان يجب على مجلس الأمن التعامل الفورى مع هذا العدوان، وإصدار قرار ملزم بوقفه حقناً للدم الفلسطينى. وأوضح أبوالغيط أن مصر، مع ذلك، ستوالى اتصالاتها بجميع الأطراف ذات التأثير للوصول إلى وقف فورى لهذا العدوان. وأدان أبوالغيط ب«أشد العبارات» توسيع العدوان الإسرائيلى ضد قطاع غزة وبدء عمليات هجوم برى إسرائيلى داخل القطاع مشيراً إلى أن هذا العدوان يأتى فى «تحد صارخ» للإرادة الدولية التى تطالب إسرائيل منذ أسبوع كامل بوقف العمليات وبرغم التحذيرات الواضحة والمتعددة التى أطلقتها مصر ضد توسيع العمليات العسكرية العدوانية التى تقوم بها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. وفى الشأن ذاته طالب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدول الفاعلة فى مجلس الأمن بأن تعمل على الانعقاد الفورى للمجلس دون مماطلة لإصدار قرار بوقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة. وقال موسى فى مؤتمر صحفى أمس إنه والوفد الوزارى العربى سيتوجه إلى الأممالمتحدة مساء اليوم أو غد، للدفع نحو عقد اجتماع لمجلس الأمن ووقف هذا الاعتداء الخطير المستمر على غزة. وأعرب موسى عن دهشته من عدم اجتماع مجلس الأمن حتى الآن، موضحاً أن عدم انعقاد مجلس الأمن إنما هو دليل قاطع على الفشل فى التعامل مع هذه الأزمة. وأضاف: هناك اتصالات تجرى مع حماس تتعلق بكيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن المتحدث باسم الخارجية المصرية قال إن السلطات المصرية تجرى اتصالات مع مسؤولين فى حركة حماس بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار. وعبر موسى عن احتجاجه الشديد للموقف الأوروبى القائل بأن العدوان الإسرائيلى دفاع عن النفس، مؤكداً أن هذا «ليس موقفاً دفاعياً أبداً». وقال «لا يمكن قبول أو تفسير هجوم إسرائيلى يتحدث عن أن هناك 40٪ مدنيين فى قطاع غزة، والباقى يحملونى صفة عسكرية، ويعتبرون هذا حركة دفاعية. وأضاف «إذا كان بعض الرسميين يقول إن هذه عملية دفاعية، فلننضم نحن إلى الدفاع عن النفس طالما هى عملية دفاعية». وعما إذا كان خيار عقد قمة عربية طارئة قائماً، قال موسى: «إن جميع الخيارات قائمة ومطروحة، وإن ذلك سيتقرر عقب عودة الوفد العربى من نيويورك».