أدانت مصر بدء إسرائيل عملياتها العسكرية البرية فى قطاع غزة، وتوغل قواتها بأراضيه، محذرة إسرائيل من توسيع نطاق عدوانها، ومن توغل قواتها بأراضى القطاع. ودعا بيان، أصدرته رئاسة الجمهورية أمس، مجلس الأمن الدولى واللجنة الرباعية الدولية إلى سرعة الاضطلاع بمسؤوليتهما دون إبطاء، لوقف العدوان الإسرائيلى، وتحميل إسرائيل مسؤوليته كقوة احتلال، ومواجهة تداعياته الإنسانية على الشعب الفلسطينى فى غزة. من جانبها، استدعت وزارة الخارجية، صباح أمس، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن «الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا»، للإعراب عن استياء مصر من عدم قيام المجلس باعتماد قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وفى تصريحات صحفية أمس، أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن صمت مجلس الأمن الدولى، وفشله فى اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ بدايته، اعتبرته إسرائيل ضوءاً أخضر لتوسيع عدوانها. واعتبر أبوالغيط ما يحدث من جانب بعض الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، من «تلكؤ» فى التوصل إلى القرار المطلوب، هو من قبيل «المناورة المكشوفة»، التى تهدف - حسب قوله - إلى إتاحة المزيد من الوقت لإسرائيل لمواصلة عدوانها. وعبر عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، عن احتجاجه الشديد على الموقف الأوروبى القائل بأن العدوان الإسرائيلى دفاع عن النفس، مؤكداً أن هذا «ليس موقفاً دفاعياً أبداً». وقال: «لا يمكن قبول أو تفسير هجوم إسرائيلى يتحدث عن أن هناك 40٪ مدنيين فى قطاع غزة، والباقى يحملون صفة عسكرية، ويعتبرون هذا حركة دفاعية». من جهة أخرى، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح أمس أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وخروج الجرحى الفلسطينيين، نتيجة لاستمرار القصف الإسرائيلى على المنطقة الحدودية، ومغادرة جميع العاملين به خشية تعرضهم للإصابة بالنيران الإسرائيلية. فيما تمكنت أكثر من ثلاث شاحنات روسية و9 شاحنات مصرية من العبور للأراضى الفلسطينية عبر منفذ العوجة «المعبر التجارى بين مصر وإسرائيل»، وعلى متنها مساعدات غذائية وبطاطين. واقترحت مصر أمس إقامة «ممرات آمنة» داخل قطاع غزة، لإيصال الغذاء والدواء لسكان القطاع إلى حين توقف العمليات العسكرية، مراعاة ل «هشاشة الوضع الإنسانى» فى غزة، وتأثير الهجوم البرى بالسلب على هذا الوضع. وقال حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن المقترح المصرى يهدف إلى «تجنيب المدنيين الفلسطينيين قدر الإمكان ويلات الأعمال العسكرية وتداعياتها، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المعونات الغذائية». وعلى صعيد الغضب الشعبى، نظم عشرات الآلاف من المصريين - غالبيتهم من الإخوان المسلمين - مظاهرات فى مختلف المحافظات أمس احتجاجاً على الهجوم البرى الذى بدأته قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، واصين الموقف العربى ب «المخزى»، وداعين إلى «الصوم» يومى الاثنين والخميس لنصرة غزة. وأقبل المئات من المواطنين على المشاركة فى حملات التبرع بالدم لصالح ضحايا غزة.