أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت أمس، أن الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة ضد حركة حماس ليس سوى «مرحلة أولى» وافقت عليها الحكومة الأمنية، وأصدر تعليماته للجيش بمواصلة عملية «الرصاص المتدفق»، التى بدأت السبت الماضى، وذلك فى الوقت الذى تنتظر فيه القوات البرية الإسرائيلية «الضوء الأخضر» للتوغل فى غزة، بعد أن أنهت استعدادها. بينما حذرت حماس إسرائيل من أن التدخل البرى «مغامرة غير محسوبة النتائج»، مؤكدة استعادة المقاومة زمام المبادرة فى هذه الحرب واتجاهها إلى «قلب المعادلة»، وذلك على الرغم من تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة وارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 384 شهيداً و1750 مصاباً. وخلال اجتماع مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، قال أولمرت إن العمليات الجوية والبحرية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى هى «المرحلة الأولى من أصل مراحل عديدة صادقت عليها الحكومة الأمنية». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن أولمرت أصدر تعليماته للجيش بمواصلة الهجوم، إلا إنه «لم يحدد فى هذا التعليمات موعداً لإنهاء العملية الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن «هذه التعليمات جاءت فى ختام نقاش أجراه فى منزله بحضور وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان الجنرال جابى أشكنازى ورؤساء الدوائر الأمنية الإسرائيلية». وأكد نائب وزير الدفاع الإسرائيلى ماتان فلنائى أن بلاده تستعد لمرحلة طويلة من القتال فى قطاع غزة قد تستمر أسابيع. وقال فلنائى «إسرائيل تستعد لخوض أسابيع من القتال ضد الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة الذى سيشهد الكثير من المعارك المسلحة». وأضاف «نريد تحقيق تغيير جوهرى فى الوضع الأمنى فى جنوب إسرائيل وما يجرى من عمليات فى قطاع غزة يضعف حماس بمرور الوقت». وفى غضون ذلك، رفضت إسرائيل أمس أى هدنة مع حماس قبل القضاء على «خطر إطلاق الصواريخ» من القطاع. وقال مئير شتريت وزير الداخلية الإسرائيلى مع دخول الهجمات الجوية الإسرائيلية يومها الرابع «لا مجال لوقف إطلاق النار». وأضاف أن «الحكومة مصممة على إزالة خطر الصواريخ على الجنوب، ولذلك يجب ألا يوقف الجيش الإسرائيلى العملية قبل أن يكسر إرادة الفلسطينيين إرادة حماس فى استمرار إطلاق النار على إسرائيل». وفى الوقت نفسه، ذكرت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى أفيتال لايبوفيتز، أن القوات البرية جاهزة للتدخل ضد حماس فى غزة، دون أن تكشف تفاصيل حول التوقيت المحدد لمثل هذا التحرك. وقالت لايبوفيتز «إن القوات البرية جاهزة للتحرك، الجميع فى مواقعه على الأرض». وأضافت «أننا نتحرك طبقا للخطة الأساسية ونلاحظ بوادر ضعف فى صفوف حماس، ولكن هذا لا يعنى أنها فقدت القدرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل». فيما أكدت الإذاعة الاسرائيلية أن القوات البرية «أكملت استعدادها، وبانتظار الضوء الأخضر من المستوى السياسى» للتوغل فى غزة. ومن جانبها، أكدت حماس أن المقاومة الفلسطينية على الرغم من الضربات الجوية التى وجهتها إسرائيل لقطاع غزة بدأت تستعيد زمام المبادرة فى التصدى لهذه الحرب. وقال مشير المصرى عضو المجلس التشريعى الفلسطينى «إذا كان العدو يعتقد أن القصف الجوى لغزة هو خطوة أولى باتجاه الاجتياح العسكرى، فنحن نقول له إنه واهم وأن أى هجوم سيكون مغامرة غير محسوبة النتائج». وأضاف أن «المقاومة ستكبد العدو الإسرائيلى خسائر فادحة». واعتبر المصرى أن عناصر كتائب القسام وفصائل المقاومة «استطاعت امتصاص الضربة الأولى، وأنها الآن بصدد قلب المعادلة وتوجيه صواريخها باتجاه المستوطنات الإسرائيلية». وأوضح المصرى أن «حماس امتصت الضربة الأولى»، نافيا أن تكون هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية قد أفقدت الحركة «البوصلة أو السيطرة، رغم قوتها». وأكد المصرى أن «الأوضاع العسكرية والأمنية والإدارية والمؤسساتية تحت السيطرة التامة.. ووفق ما نريد فى الميدان، وقطاع غزة يدار بطريقة متوازنة». فيما اعتبر القيادى فى حماس إسماعيل رضوان: «إن استهداف الجامعات والمساجد والمؤسسات الخيرية والمدنية وقصف المنازل على رؤوس المواطنين الآمنين فيها يدلل على الصورة القبيحة والعنصرية والهمجية الإرهابية للاحتلال الصهيونى الغاشم». وقال «إننا أمام هذا العدوان الهمجى والإرهابى الذى يتعرض له شعبنا الفلسطينى نؤكد على أن شوكتنا لن تنكسر ولن نرفع الرايات البيضاء للاحتلال المجرم وسنواجه الإجرام الصهيونى بمزيد من الصمود والثبات». جاء ذلك فى الوقت الذى واصلت فيه إسرائيل غاراتها الجوية على غزة مما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 40 فى الهجمات التى استهدفت مبانى وزارية وأجهزة أمنية تابعة لحماس ليل الاثنين الثلاثاء، كما أدت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير 5 مبان لوزارات ومبنى تابع للجامعة الإسلامية فى مدينة غزة وكذلك مركز للألعاب الرياضية لحماس ومعسكرين للتدريب تابعين للحركة. وقصفت طائرات الاحتلال فجر أمس مسجد عمر بن الخطاب فى مخيم البريج وسط غزة لينضم لخمسة مساجد أخرى تم تدميرها خلال القصف الإسرائيلى. وأعلن مدير عام الإسعاف والطوارئ فى وزارة الصحة معاوية حسنين استشهاد طفلتين (4 أعوام و11 عاماً) صباح أمس عندما «أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا تجاههما وهما على متن عربة يجرها حمار فى بلدة بيت حانون». كما أعلن استشهاد فلسطينى آخر وإصابة اثنين فى غارة جوية على بلدة القرارة بخان يونس جنوبغزة. وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل أحد جنوده إثر إطلاق قذيفة هاون على بلدة نحال عوز جنوب إسرائيل. كما أعلن مصدر طبى إسرائيلى وفاة إسرائيلية متأثرة بجروح أصيبت بها فى إطلاق قذيفة هاون مساء الاثنين على مدينة أشدود جنوب إسرائيل أسفرت أيضا عن إصابة 4 آخرين. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الضحية هى شقيقة وزير الداخلية مئير شتريت. وبذلك يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 4 أشخاص فى عمليات إطلاق صواريخ فلسطينية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة السبت الماضى.