انتقد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، خلال حفل قداس عيد الميلاد المجيد، مساء أمس الأول، المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى غزة، وشدد فى حضور السفيرة الأمريكيةبالقاهرة، مارجريت سكوبى، التى حضرت الحفل، على أن مصر احتضنت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 واعتبرتها من أهم قضاياها. أشار البابا، خلال الاحتفال، الذى أقيم فى قاعة الصلاة الكبرى، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، إلى كم الاتصالات والمقابلات، التى يجريها الرئيس مبارك لتهدئة الأمور وتوحيد الفصائل الفلسطينية، وقال: نشكر الله على فتح المعبر لدخول الحالات الإنسانية والجرحى إلى مصر. وأضاف: «الرئيس مبارك مشكوراً أرسل الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، للإشراف بنفسه على علاج هؤلاء الجرحى»، وانتقد شنودة الهجوم البرى الإسرائيلى على غزة قائلاً: «ليس من الشرف العسكرى ضرب الأطفال والسيدات والشيوخ العزل، لأن ميثاق الشرف العسكرى ينص على أن المواجهات تكون بين الجندى والجندى». وتابع البابا: إن القلوب تقطر دماً مما يحدث في غزة، خاصة عندما شاهد منظر الأب الذي كان يبكي أمام جثث أطفاله الثلاثة، أو ندما يشاهد النساء وهي تصرخ وسط الدمار وتقول حسبي الله ونعم الوكيل. وأوضح أن الكنيسة تصلى لينتهى العدوان الوحشى ويعود الهدوء إلى غزة وينتهى الحصار وينجوا الإخوة الفلسطينيين مما يتعرضون له. وأضاف: «نصلى أيضاً لإخواننا فى العراق ولإنهاء القرصنة الصومالية على السفن لكى تعود السفن وتعبر من قناةالسويس وتكمل رحلاتها بسلام»، وتحدث البابا فى كلمته الروحية عن ميلاد المسيح وقال: «المسيح ولد فى فلسطين وأمه كانت فلسطينية، وكل تلاميذه كانو فلسطينيين وبشروا وعملوا فى فلسطين»، وأوضح أن المسيح ولد لكى يقرب ما بين السماء والأرض ويقرب بين الله والناس وينزع حاجز الخوف منهم». من جهة أخرى اكتفت الكنائس القبطية، صباح أمس، بإقامة القداسات الصباحية فقط ولم تقم أى مظاهر للاحتفال بالعيد بناءً على رغبة البابا فى التضامن مع شهداء غزة وتوفير نفقات الاحتفالات للتبرع بها لصالح الجرحى والمنكوبين الفلسطينيين. حضر القداس كل من جمال مبارك، أمين عام لجنة السياسات بالحزب الوطنى، والدكتور أسامة الباز، مستشار الرئيس، واللواء ماجد جورج، وزير البيئة، والدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، وعبدالسلام المحجوب، وزير التنمية الإدارية، ومارجريت سكوبى، السفيرة الأمريكية وسفراء بريطانيا وألمانيا والمجر، وعدد من رؤساء الطوائف المسيحية غير الأرثوذكسية. وفى المحافظات المختلفة، تضامن المسيحيون بمختلف انتماءاتهم مع غزة، أثناء احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيد، ودعا عدد من الأساقفة ومطارنة الإبراشيات بأسيوط، إلى أن يعم السلام العالم وأن يرفع الظلم عن النساء والأطفال الفلسطينيين، وفى بنى سويف قال الأنبا غبريال مطران: نصلى لإيقاف الزحف الوحشى على غزة، بعدما سئمنا من مجلس الأمن والوعود الجوفاء لوقف العدوان الدموى. وفى أسوان استنكرت الكنيسة القبطية، الاعتداءات على غزة ودعت خلال الاحتفالات إلى إنهاء العدوان الإسرائيلى، وفى المنيا أعلنت الكنائس منذ أمس الأول، الصلاة من أجل السلام، وإنهاء الحرب فى فلسطين، وفى الدقهلية وقف المسيحيون بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والعذراء مريم دقيقة حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين، وفى سوهاج احتشد نحو 50 ألف مسيحى أمام الكنائس لإقامة صلاة القداس ودعوا لنصرة فلسطين. وفى قنا تحولت الاحتفالية، التى نظمتها الكنيسة الأرثوذكسية بقنا إلى تضامن مع ما تتعرض له غزة من دمار، وشهد معظم الكنائس فى القاهرة والمحافظات تواجداً أمنياً مكثفاً حول الكنائس لمنع وقوع أحداث شغب، وتم وضع عدة نقاط أمنية ثابتة أمام الكنائس والأديرة.
