ما الذى يحدث لنا كعرب ومسلمين فى بلادنا؟.. لماذا نتعرض للهزيمة تلو الأخرى؟ لماذا أصبح الانتصار والفوز بعيد المنال؟ هزمتنى دموع الرجال والنساء والأطفال فى غزة، وجع على وجع مع كل صورة طفل شهيد تبثها الفضائيات والصحف، أفعل مثلما يفعل كل الناس فى غزة كما فى مصر والخليج والمغرب العربى وباكستان والهند وإندونيسيا، أرفع يدى إلى السماء وأقول: يا رب! أسمع صوت تلك المرأة الغزاوية المكلومة فى أولادها وهى تقول: «لا نريد شيئاً من العرب، نحن نطلب من الله فقط»، لكن الله سبحانه وتعالى لا يستجيب.. هل الله لا يسمعنا، هل هو غاضب علينا، وهل غضبه علينا لأننا فاسدون، أم لأن حكامنا هم الفاسدون؟ هل يغضب الله سبحانه وتعالى عندما يرى الإسرائيليون يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ؟ لماذا لا ينتقم منهم ويزلزل الأرض تحت أقدامهم؟.. لماذا لا يدمر الإسرائيليين بصواريخ حماس، فيموت منهم واحد أو اثنان وهم معتدون محتلون؟ ألا يعرف الله العلى القدير أن بوش ظالم ومستبد، يرعى الظلم والظالمين، قتل الملايين من المسلمين فى العراق وأفغانستان وفلسطين؟ أم أن الله يرى أن بوش صاحب قلب رقيق، فحزن أشد الحزن على رحيل قطة ابنته «إنديا»، وأصدر بياناً من البيت الأبيض يعلن فيه أنه يشعر ببالغ الحزن والأسى لرحيلها؟ هل كانت «جزمة» الزيدى عقاباً إلهياً كافياً لما فعله بوش؟! ألا ترفع «حماس» كل الشعارات الإسلامية، ألم تجد معها دعوات «الإخوان المسلمين» فى مصر؟ دعك من أهل السنة، ألا تجدى دعوات «حزب الله» و«إيران».. لا سنة ولا شيعة؟! هل يعاقب الله «حماس» لأنها انقلبت على «فتح»، وهل هزيمة حماس انتصار لفتح؟ وماذا عن سنة وشيعة العراق، وقبلهما مسلمو البوسنة والهرسك، وبعدهم مسلمو باكستان؟ نحن نستحق الموت فى كل مكان، ولكن هل أمريكا وإسرائيل تستحقان أن ينصرهما الله؟ حكامنا فاسدون؟ يسرقوننا، يرعون الفساد، يحتكرون ثروات البلاد، يحاربون الديمقراطية؟ وماذا عنا؟ ألا تمتلئ بنا المساجد والكنائس، ألا ينتشر الحجاب والنقاب، ألا نذكر الله ونحن نكذب ونسرق ونرتشى وننافق ونهادن وننحنى؟ «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، قلوبنا التى تئن الآن، وحناجرنا التى تصرخ فى الفضاء، ألا يصل صوتها إلى السماء؟ لماذا لا يستجيب الله لدعواتنا؟ المؤكد أن الخطأ فى المُرْسِل، لذا فلا تصل الرسالة، أبواب السماء موصدة بغضب فى وجوهنا، «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، وما بأنفسنا كبير وعميق يحتاج حتماً إلى تغيير! تغيير لابد وأن يسبق «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل..» فإذا لم نتغير ونوقن بأن نفوسنا ضالة، لن نعود شيئاً، ولن ينصرنا الله أبداً، لأننا مهزومون فى داخلنا! [email protected]