يبقى عماد النحاس، ليبرو الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى، حالة خاصة وسط أقرانه فى الفريق، فبعيداً عن مساهمته فى حصول الأهلى على البطولات محلياً وأفريقياً، فقد تميز برباطة الجأش والثبات فى كل مرة يتعرض فيها لمحنة ليثبت على أرض الواقع أنه رجل الشدائد والمواقف الصعبة. ربط البعض بينه وبين انهيار خط دفاع الفريق، خصوصاً أنه كان صمام أمان الخط الخلفى، وبمرور الوقت تأكد الجميع أنه كان الجندى المجهول بعد فشل كل زملائه فى سد الفراغ الذى خلفه بعد تعرضه للإصابة. «المصرى اليوم» حرصت على زيارته بمستشفى دمشق الدولى بعد إجرائه جراحة الرباط الصليبى، ومن داخل الغرفة «302» فتح النحاس قلبه ل«المصرى اليوم» وأجاب عن جميع التساؤلات التى دارت حوله فى الآونة الأخيرة، وذلك فى الحوار التالى: * بداية، ما آخر أخبار الجراحة؟ - الحمد لله، الدكتور أحمد عبدالعزيز طمأننى على سلامة الجراحة، وأن الأمور كلها على ما يرام. * إذن لماذا الاستمرار فى المستشفى، بعد الجراحة، كل هذا الوقت؟ - لأن الدكتور أراد الاطمئنان على عدم حدوث أى مضاعفات جانبية فى الركبة وفضل أن أكون تحت المتابعة لمدة أسبوع، وكما قلت لك فإن الأمور تسير، بفضل الله، على ما يرام، حيث أقوم حالياً بثنى ومد قدمى، ولا توجد آلام، والمفروض أن، استمر فى كورس العلاج الطبيعى وفقاً لبرنامج معين لمدة شهر ونصف الشهر، وبعدها أنتقل إلى صالة الجيم لأداء تمرينات لمدة شهر ونصف الشهر أو شهرين. * وكم من الوقت ستأخذ فترة العلاج الطبيعى؟ - مثل أى جراحة فى الرباط الصليبى حوالى ستة أشهر. * لكن يقال إن حالتك قد تتطلب مدة أطول لكونها الثانية فى نفس الركبة وخلال فترة زمنية قصيرة؟ - غير صحيح، وأمامك الطبيب لتتأكد منه بنفسك. * وكيف حدثت الإصابة؟ - أثناء المران ودون أى تدخل من جانب زملائى تسلمت الكرة وكنت فى وضعية خاطئة فوقعت على كعب قدمى ولفت ركبتى وحدث ما حدث. * وماذا كان شعورك وقتها؟ - أنا راض بالقسمة والنصيب، ولن أخفيك سراً أننى كنت حزيناً للغاية وقت إصابتى الأولى لكننى حالياً أشعر برضا بقضاء الله عز وجل ومرتاح داخلياً لقناعتى بأن الله، سبحانه وتعالى، يقدر لى الخير، وبالصبر والعزيمة سأعود، إن شاء الله، أفضل مما كنت وبصراحة فقد زادت ثقتى فى الله بعد إصابتى الجديدة وزاد قربى منه أكثر مما كنت. * بصراحة هل تعتقد أنك لاعب غير محظوظ؟ - إطلاقاً فالإصابات الطويلة لم تلاحقنى إلا قبل سنتين فقط وطوال عمرى فى الملاعب لم تلاحقنى أى إصابة طويلة. * وماذا عن الحسد؟ - الحسد مذكور فى القرآن الكريم، وهو حقيقة، وأنا شخصياً أميل لكونى تعرضت للحسد مؤخراً بدليل أننى أخرج من إصابة طويلة لأدخل فى أخرى. * يقال إن سبب إصابتك الحالية هو عدم اكتمال شفائك من الإصابة السابقة فى نفس الركبة، فما تعليقك؟ - للأسف هناك من يحاول التربص بى حتى وأنا مصاب من خلال بث شائعات غير صحيحة حولى، وللأسف هؤلاء لم يرحمونى، وأنا مصاب فماذا يمكن أن أقول! * تقول الحقيقة؟ - الحقيقة أن هذه الإصابة كان من الممكن أن يتعرض لها أى لاعب سليم أو غير سليم وأنا شخصياً قضيت فترة إعداد طبيعى بعد الإصابة الأولى ورغم أنه كان من المفترض أن أعود للملاعب بعد ستة أشهر، فإننى نزلت التدريبات بعد سبعة أشهر، ولهذا لم أتسرع فى العودة كما قيل أو أننى لم أكن جاهزاً كما تردد أيضاً وكما قلت لك هذه الإصابة يمكن أن يتعرض لها أى لاعب سليم فلا يوجد لاعب كبير على الإصابة فى الرباط الصليبى. * ما حقيقة عدم سفرك إلى ألمانيا، وهل صحيح أنك اتهمت الإدارة بالتراخى فى استخراج التأشيرة؟ - غير صحيح وقد تم تضخيم هذا الموضوع لأن بعض وسائل الإعلام لا يرغب فى البحث عن الحقيقة، وموضوع التأشيرة أخذ أكبر من حجمه، والأهلى برىء منه، ففى البداية كنت أمام خيارين: الأول إجراء الجراحة فى مصر تحت إشراف الدكتور أحمد عبدالعزيز، والثانى السفر إلى ألمانيا، واخترت الخيار الأول وعندما اتصلنا بالدكتور أحمد فوجئنا بأنه سافر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، فتوجهنا للخيار الثانى، وطلبنا من السفارة الألمانية استخراج تأشيرة لى والطبيب المرافق لكن التأشيرة حدث بها خطأ، حيث جاءت باسم الدكتور إيهاب على بدلا من الطبيب المرافق، وتم استخراج تأشيرتى، ولهذا اضطررنا لانتظار التأشيرة الخاصة بالطبيب المرافق، وهو ما أطال الوقت خصوصاً أن شيفرهوف الطبيب المعالج فى ألمانيا الذى كان من المفترض أن يجرى الجراحة - سافر خارج ألمانيا لقضاء إجازة الكريسماس، ووقتها عاد الدكتور أحمد من السعودية فاتصلنا به والحمد لله أجرى لى الجراحة لكن كل ما أريد التأكيد عليه هو أن النادى الأهلى لم يقصر معى فى شىء. * بعيداً عن حالة إصابتك، ما رأيك فى خط دفاع الفريق؟ - الفريق ليس خط دفاع فقط وقد استأت للغاية من حملة النقد التى تعرض لها المدافعون بعد العودة من اليابان. وبلاش نلوم المدافعين لأن الفريق ليس دفاعاً فقط والأهداف كلها نتيجة أخطاء فردية فمثلاً الهدف الأول الذى أحرزه باتشوكا جاء نتيجة عدم وقوف لاعب أمام العارضة البعيدة عن الكرة، ولو كان هناك لاعب واقف لشتت الكرة قبل أن تدخل المرمى، والهدف الثانى كان لأمير عبدالحميد فيه وجهه نظر حول تنظيم الحائط البشرى لكن اللاعب الذى سدد الكرة استغل مهارته فسدد الكرة فى المرمى. * ألا تتفق معى فى أن الأداء العام للفريق لم يكن مرضياً؟ - أى فريق معرض للخسارة لكن الهجوم الذى تعرض له الفريق لم يكن مُبَّرراً على الإطلاق، وبصفة عامة فإن المستوى الذى قدمه الأهلى فى اليابان ليس مستواه المعروف، وأنا شخصياً لم أتعود من زملائى هذا الأداء الضعيف ووقوعهم فى أخطاء ساذجة لكن فى نفس الوقت الهزيمة ليست نهاية المطاف ونفس المجموعة التى خسرت فى اليابان هى التى فازت ببطولة أفريقيا وعادت بالكأس من الكاميرون، وكل المطلوب عدم تعليق المشانق لهم، ولا تنس أيضاً أن اللاعبين مضغوطون بالمباريات المتتالية طوال العام. * ألا تشعر بالقلق على الأهلى فى الفترة المقبلة؟ - إطلاقاً، لأن الفريق يضم خبرات كبيرة، بإمكانها انتشال الفريق من أى كبوة يتعرض لها وأنا واثق من أن أول مباراة سيكسبها الفريق ستعيد إليه اتزانه من جديد. * بعد إصابتك الثانية طالب البعض بضم ليبرو جديد لتدعيم خط الدفاع فهل تتفق مع هذا الرأى؟ - نعم.. فالفريق يحتاج إلى ليبرو، لكن القرار النهائى فى يد الجهاز الفنى. * ومن اللاعب الذى ترشحه للانضمام للأهلى حالياً؟ - بصراحة ومع احترامى لكل الأسماء واللاعبين لا يوجد ليبرو يصلح للانضمام للأهلى من الدورى المحلى حالياً، فلا يوجد اللاعب السوبر ستار الذى يجذب إليه الأنظار. * وماذا عن مركز حراسة المرمى والانتقادات التى تعرض لها أمير عبدالحميد؟ - حراسة المرمى لا تحتاج للتدعيم، وأمير وصالح رمزى يكفيان، وبالنسبة للانتقادات التى تعرض لها أمير فللأسف هذا هو حال كرة القدم فى مصر، والنقد الرياضى، ففى يوم بترفع إلى عنان السماء ويطلق عليك كل الألقاب التى تحب سماعها بداية من أمير الحراس إلى غيره من الألقاب، وبعد أول إخفاق أو خطأ يطالبون برأس أمير، وهو أمر غاية فى الغرابة ويدعو للسخرية فى نفس الوقت. * وما نصيحتك له؟ - أنا شخصياً تعرضت لمثل هذه الأمور من قبل، ونصيحتى لأمير أن ينغلق على نفسه، ولا يجارى وسائل الإعلام فى النقد المتبادل حتى يركز فى التدريبات ويثبت للجميع أنهم قد أخطأوا فى الحكم عليه، فالملعب سيكون الفيصل، وأقول له: سيبك من كلام الناس لأنه يتغير كل ثانية، وغير مستقر بل هو حسب الأهواء الشخصية، ففى يوم يرفعونه لعنان السماء، وفى اليوم التالى إذا أخطأ يقولون إنه لا يصلح. * ماذ عن المطالبة بالتعاقد مع حارس جديد؟ - من مصلحة الأهلى استمرار أمير عبدالحميد معه لأن الفريق يحتاج إليه. * وما رأيك فى المقارنة بينه وبين عصام الحضرى؟ - ظالمة، فعصام صنع اسمه وتاريخه بعد سنوات طويلة من المشاركة فى البطولات المختلفة حتى وصل إلى أفضل مستوى له مع الأهلى والمنتخب، لكن بعد اكتسابه الخبرة اللازمة ووقوف الجميع إلى جواره عكس أمير الذى تسلم المهمة موسماً واحداً فقط، لكنه رغم هذا حصل مع الفريق على بطولة أفريقيا والسوبر، فضلاً عن المشاركة فى أربع مباريات بكأس العالم للأندية، ولا تنس أنه كان حارس الفريق عندما فزنا بالمركز الثالث فى المونديال.. وكل المطلوب منحه بعض الوقت لاكتساب الخبرة كما حدث من قبل مع إكرامى وثابت البطل وأحمد شوبير والحضرى فكلهم جميعاً فى بدايتهم احتاجوا للوقت، وأمير لن يكون سوبر ستار بين يوم وليلة، وبصراحة حرام أن تظلموا أمير وتحكموا عليه بالفشل بعد شهر واحد ومباراة أو اثنتين. * وما رأيك فى الانتقادات المتبادلة بين جوزيه ووسائل الإعلام؟ - جوزيه يحب الأهلى بشدة وعلاقته بالنادى حالة خاصة جدًا، ومن خلال تعاملى معه أعرف أنه رجل عنيد كلما زاد النقد عليه زاد إصراره على الاستمرار مع الفريق ليثبت لمنتقديه أنه رجل ناجح وليس فاشلاً، وهذا سر استمراره مع الأهلى بعد فشلنا فى مونديال 2005، فوقتها أصر على التجديد حتى يعود لليابان فى الموسم التالى وحقق إنجاز المركز الثالث، وأعتقد أنه بعد المونديال الأخير سيستمر مع الأهلى ليشارك فى البطولة المقبلة ويحقق فيها النجاح لأنه يكره الفشل، وهو حالة خاصة كما قلت لك، وفى اعتقادى أن أى مدرب غيره إذا ما تم الهجوم عليه بشدة، كما حدث معه، لرحل على الفور، لكنه بطبيعته يعشق التحدى، وأعتقد أن هجوم الإعلام على جوزيه سبب استمراره مع الأهلى. * لكن يؤخذ عليه الإصرار على اللعب بتشكيل ثابت، وهو ما أرهق اللاعبين؟ - أعتقد أنه كان معذوراً فى هذا الأمر فيما مضى بسبب المشاركة فى بطولة أفريقيا واحتياجه للعب باللاعبين المقيدين أفريقيًا لكن بعد العودة من المونديال لم يعد لديه أى أعذار، وعليه منح الفرصة للجميع ويمكن محاسبته على هذا إذا لم يعط للجميع الفرصة، وفى اعتقادى أن الفرصة سانحة أمامه لإحداث تغييرات فى شكل الفريق وعمل توليفة جديدة من النجوم، فالأهلى ليس بحاجة لجيش من اللاعبين الجدد كما يقال لكن فى مراكز محدودة من خلال ضم لاعب أو اثنين، فالفريق يملك لاعبين نجوماً مركونين على الدكة، فحسين ياسر المحمدى لم يتعاقد معه النادى ليلعب شوطاً واحداً، وكذلك العجيزى وأحمد حسن فرج وحسين على، كما أن خط الوسط به جيش من اللاعبين الاكفاء والفريق كله يضم خيرة اللاعبين المصريين. * بعيداً عن هذا الأمر، هل صحيح أنك تفكر فى الاعتزال بسبب الإصابة؟ - غير صحيح. * وهل صحيح أن مسؤولى النادى عرضوا عليك منصباً إدارياً كنوع من التكريم لك مقابل التفكير فى الاعتزال؟ - إطلاقاً، ولم يحدثنى أحد حول هذا الأمر لأننى ببساطة لا أفكر فى الاعتزال، وسأستمر فى الملاعب بعد العودة من الإصابة، إن شاء الله، وبالعزيمة والصبر والإصرار سأعود أفضل مما كنت عليه، فكرة القدم هى حياتى ولن أعتزل وأنا طريح الفراش، لكن بعد العودة للملاعب. * لكن الأهلى عوض من قبل هادى خشبة بتعيينه منسقاً عاماً للجنة الكرة مقابل الاعتزال؟ - نعم، لكن خشبة اعتزل وهو غير مصاب وكذلك سيد عبدالحفيظ، وأنا لن أعتزل وأشعر بأننى سأعود أفضل مما كنت عليه. * لكن كل المؤشرات تقول إن الجهاز الفنى أخرجك من حساباته بدليل استبعادك من قائمة المونديال قبل إصابتك الأخيرة، فما ردك؟ - قبل الإعلان عن أسماء اللاعبين المسافرين لليابان اجتمع بى جوزيه وأبلغنى بالأمر، وأكد لى أننى غير جاهز فنياً للمشاركة فى تلك البطولة، ومن الأفضل لى البقاء فى مصر والمشاركة فى مباراتين مع فريق الشباب لأكون جاهزاً للعودة لمباريات الفريق الأول، وأكد لى أن الجو العام فى اليابان لن يساعدنى، وقد اقتنعت بكلامه ولم تكن هناك أى مشاكل. * ألا تراه غريباً خصوصاً أن جوزيه ضم أحمد فتحى لمباراة الإياب أمام القطن رغم أنه لم يشارك قبلها فى أى مباراة رسمية بسبب الإصابة؟ - حالة فتحى مختلفة عن حالتى، وقد شارك فتحى فى مباراتين مع فريق الشباب، وكان جاهزاً. * وماذا عما يتردد حول استبعادك من القائمة فى يناير مثلما كان الحال مع جيلبرتو؟ - مقارنتى بجيلبرتو خاطئة، لأن حالته وقتها كانت مختلفة، فجيلبرتو لاعب أجنبى وكان النادى وقتها قد تعاقد مع أكوتى مانساه وأنيس بوجلبان، فضلاً عن وجود فلافيو، وبالتالى اضطرت اللجنة لعدم قيد جيلبرتو لقيد اللاعبين الثلاثة وبعد شفاء جيلبرتو تم الاستغناء عن أكوتى ليتم قيده من جديد، وحتى إذا سلمت جدلاً بوجود نية لاستبعادى من القائمة فى يناير فلا توجد عندى أى مشكلة. * هل تابعت موضوع احتراف أبوتريكة؟ - بالتأكيد، وأعتقد أن رحيله كان سيمثل مشكلة للفريق. * كلمة أخيرة للجماهير الأهلاوية؟ - الفريق بحاجة إليكم حالياً، وأعتقد أنكم لن تخذلوا اللاعبين والجهاز الفنى وستقفون وراءهم، وعندما رأيتكم فى مطار القاهرة لاستقبال البعثة كنت فى شدة التأثر، وبصراحة أنتم أعظم جمهور فى العالم.
