البطالة تسجل أعلى مستوياتها فى أمريكا منذ 26 سنة.. والبيت الأبيض يتوقع أسوأ معدلات نمو

أكدت بيانات حكومية أمس أن عدد العمال الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات بطالة زاد بحوالى 30 ألف شخص ليصل إلى أعلى مستوى فى 26 عاماً الأسبوع الماضى، مع استمرار تضرر سوق العمل جراء الكساد المستمر منذ عام،
وقالت وزارة العمل إن عدد الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات بطالة حكومية زاد إلى 586 ألف شخص بعد أن كان 556 ألف شخص،
بينما توقع البيت الأبيض أن يكون الفصل الرابع من العام الحالى أسوأ بالنسبة لمعدلات النمو من الفصل الثالث الذى تراجع خلاله إجمالى الناتج الداخلى بمعدل سنوى نصف نقطة مئوية،
بينما زادت طلبات الحصول على وجبات غذائية طارئة فى الولايات المتحدة بنسبة 30٪ خلال العام الجارى بسبب تفاقم الأزمة المالية وتداعياتها.
ومن جانبها، رأت وزارة التجارة الأمريكية «أن معظم العناصر الأساسية لإجمالى الناتج الداخلى أسهمت فى تراجع النمو فى الفصل الثالث، وتوقعت زيادة انخفاض الإنفاق الاستهلاكى الأسرى الذى يغطى 70% من نمو الاقتصاد الأمريكى».
وتعكس هذه الأرقام لجوء العديد من الأمريكيين إلى شد الأحزمة فى إنفاقهم اليومى وإلى تأجيل المشتريات المهمة بسبب ارتفاع معدل البطالة وصعوبة الحصول على قروض. وعلى الصعيد نفسه، ذكرت بنوك طعام أمريكية أن طلبات الحصول على مساعدات غذائية طارئة زادت بنسبة 30 % وفقاً لتقرير أصدرته منظمة فيدينج أمريكا التى تدعم 63 ألف وكالة وهى أكبر منظمة للحد من الجوع فى البلاد.
ومن جانبه، قال جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكى المنتخب، إن الإدارة الأمريكية المقبلة تقترب من التوصل إلى اتفاق مع الأعضاء الديمقراطيين فى الكونجرس بشأن مشروع قانون لإنفاق طارئ ضخم يهدف إلى تنشيط الاقتصاد الأمريكى الضعيف وتوفير 3 ملايين فرصة عمل فى غضون عامين، لكنه رفض الكشف عن قيمة الإجراء.
ومن جانبها، أعلنت منظمة خيرية فى بريطانيا عن تخوفها لزيادة عدد المشردين العام المقبل فى بريطانيا بسبب الأزمة المالية، وكشف استطلاع لمنظمة «كرايزيس» الخيرية أن واحداً من كل 10 فى بريطانيا يواجه مشاكل حقيقية فيما يتعلق بدفع إيجار المسكن أو دفع الأقساط الشهرية لتسديد القروض التى اشترى بها عقاره الذى يقطنه وأن واحداً من كل 3 من هؤلاء يتوقع أن يفقد مسكنه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إذا ألغى دخله الرئيسى.
وفى الوقت نفسه، حذرت وزارة الداخلية الروسية من أن تفاقم الأوضاع الاقتصادية يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات شعبية وتصاعد احتجاجات الطبقة العاملة بسبب عدم دفع أجور وأخطار التسريح من العمل وإجراءات مكافحة الأزمة».
وفى غضون ذلك، أظهر مسح شمل 22 بلداً أن الأزمة الاقتصادية هزت الثقة فى أنحاء العالم مما دفع 75% من الأسر إلى خفض الإنفاق وفرض ضغوط شملت حتى بلداناً ذات اقتصادات صاعدة، وخلص المسح إلى أن ثقة المستهلكين فى قوى اقتصادية صاعدة «تدهورت»، وتراجعت إلى النصف».
وفى غضون ذلك، طالب أوليفر بلانكارد، كبير اقتصاديى صندوق النقد الدولى، الحكومات بأن تكون مستعدة لزيادة إنفاقها على برامج تحفيز الاقتصاد إذا اقتضت الظروف ذلك، وقال بلانكارد: «الشهور المقبلة ستكون سيئة جداً، وفق فقدان الثقة هذا وتوفير التحفيز وإذا لزم الأمر، استبدال الطلب الخاص ضرورى إذا أردنا منع الركود من التحول إلى كساد كبير».
وفى مجال أسواق المال، أغلقت بورصة نيويورك على تراجع، وشهدت معاملات هزيلة بفعل تفاقم تدهور سوق الإسكان، وخسر مؤشر داوجونز الصناعى 1.18%، مقابل تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز نحو 1%، و0.7% لمؤشر ناسداك.
بينما سجل مؤشر يورو فورست300 لكبرى الأسهم الأوروبية تراجعاً طفيفاً أقل من 0.1%، وفتحت بورصتا لندن وباريس على تراجع محدود أقل من نصف نقطة مئوية وسط توقعات بقلة حجم التداول قبل عيد الميلاد، وهبط مؤشر نيكاى القياسى لبورصة طوكيو 2.4% وتراجعت بورصة هونج كونج 1% متأثرة بهبوط وول ستريت.
وفى الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء اليابانى تارو أسو عن أكبر ميزانية فى تاريخ البلاد تبلغ 88.5 تريليون ين (980مليار دولار) فى خطوة تستهدف منع البلاد من الانزلاق فى حالة الكساد طويل الأجل ودفع النمو الاقتصادى، مع توقعات بانخفاض الضرائب بنسبة 14%.
وخليجياً، نقلت صحيفة «أميرتس بيزنس» عن ناصر الشيخ، المدير العام لدائرة المالية، فى دبى قوله احتمال اندماج قطاعى البنوك والعقارات فى دبى العام المقبل،
بينما قال مسؤول بوزارة العمل إن آلاف العمال فى قطاع البناء طلبوا شطب إقامتهم بعد أن فقدوا أعمالهم، وأكد عضو غرفة تجارة أبوظبى خلفان الكعبى أن ما بين 40 - 45٪ من القوة العاملة فى الإنشاءات ستخسر وظائفها خلال 2009، بينما نمت مبيعات قطاع العقارات الكويتية فى نوفمبر الماضى بحوالى 44٪ رغم الأزمة المالية.