فى دورته السنوية الأولى، جاء المهرجان الوطنى العاشر للأفلام المغربية، مهرجاناً «ثقافياً» شاملاً ،من حيث عرض أهم الأفلام الطويلة والقصيرة فى مسابقتين، كل منهما من 14 فيلماً، وتخصيص فترة الصباح لمناقشة الأفلام مع صناع ونقاد السينما من كل مدن المغرب، وإصدار كتالوج وبرنامج ودليل خدمات، ونشرة يومية بالعربية والفرنسية، وعرض بعض الأفلام فى المدارس. وبمناسبة اليوبيل الذهبى لأول فيلم مغربى روائى طويل «الابن العاق»، إخراج محمد عصفور «1927 - 2005» تم عرض نسخة جديدة مرممة من الفيلم فى الافتتاح، وإصدار فيلموجرافيا لكل الأفلام المغربية الطويلة من 1958 إلى 2008 بثلاث لغات «العربية والفرنسية والإنجليزية»، وإقامة برنامج خاص لمختارات من تاريخ السينما المغربية فى 50 سنة، وإصدار 5 نسخ دى فى دى ل 5 أفلام مع ترجمة فرنسية وإنجليزية، وهى «شمس الربيع» إخراج لطيف لاحلو 1969 و«وشمة» إخراج حميد بنانى 1970، و«الشركى أوالصمت العنيف»، إخراج مؤمن السميحى 1975، و«السراب» إخراج أحمد بوعنانى 1979، و«ساعى البريد» إخراج حكيم نورى 1980، وقد لاحظت- ولا شك، أننى لست وحدى فى ذلك- غياب أى فيلم من إخراج سهيل بن بركة، الذى يعتبر من رواد السينما فى المغرب بكل المقاييس منذ فيلمه الأول «ألف يد ويد» عام 1971، وسألت نور الدين الصايل، مدير المهرجان، عن سبب هذا الغياب، فقال إنه شكل لجنة من 15 ناقداً مغربياً لاختيار أفلام البرنامج التاريخى، ولم يتدخل فى عملها، ويتفق معى فى أنه كان من الضرورى وجود «ألف يد ويد» على الأقل. ومن بين الأبعاد الثقافية الشاملة للمهرجان، إقامة معرض لوحات لعدد من كبار الفنانين التشكيليين المغاربة، وحفل توقيع ثلاثة كتب جديدة عن السينما هى «أطروحات وتجارب حول السينما المغربية» للباحث محمد أشويكة، و«بنية اللغة السينمائية» للباحث عز الدين الوافى، و«خربوشة» للناقد السينمائى المغربى المعروف خالد الخضرى، وفيه يتناول شخصية «خربوشة» وهى عنوان وموضوع أحد أفلام المهرجان، الذى اشترك الخضرى فى كتابته. وشهد الحفل نفسه صدور العدد العاشر من مجلة «سينما»، التى تصدرها جمعية نقاد السينما بالمغرب، ومديرها المسؤول خليل الدمون، وجاء فى افتتاحية العدد أنه يصدر بعد طول غياب، ومن دون أى دعم من المركز السينمائى المغربى لما كان الحال مع الأعداد التسعة السابقة، فالأموال تصرف على دعم الإنتاج وعلى المهرجان و«لا درهم واحداً لثقافة السينما»، ولا شك أن واجب المركز دعم المجلة، ولكن عدم دعمها لا يعنى عدم الاهتمام بالثقافة، فالمهرجانات ثقافة، والمطبوعات ثقافة، كما أن واجب المركز الأساسى دعم إنتاج الأفلام. [email protected]