فازت صفحة «475: عندما يصبح الزواج عقوبة» التي تدافع عن حقوق النساء المغتصبات على جائزة أفضل حملة اجتماعية على «فيسبوك» في مسابقة دويتشة فيله العالمية للمدونات «BOBs»، وهي الصفحة التي أطلقها شباب من المغرب إثر انتحار إحدى المغتصبات المغربيات بعد أن تم تزويجها قصرا بمغتصبها. وقد وضعت أمينة فيلالي، الفتاة المغربية ذات الستة عشر ربيعا، حدًا لحياتها في مارس 2012، لأنها لم تستطع العيش مع مغتصبها الذي أصبح زوجها، فالقانون المغربي يسقط العقاب على المغتصب في حال زواجه بضحيته، وذلك بحسب المادة 475 من قانون العقوبات. وقد فجر موت أمينة جدلا كبيرا في المغرب، ونفض الغبار عن ملفات مماثلة طالما تم طيها بسبب الخوف من «العار». و تحركت منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق النساء والأطفال للمطالبة بإلغاء هذه المادة والعمل أكثر على تحسين وضعية النساء والفتيات المغتصبات في البلاد، وهو ذات المسعى الذي رفعه ثمانية من شباب وشابات المغرب حينما أطلقوا حملة على الفيسبوك تحمل شعار «475: عندما يصبح الزواج عقوبة». وتهدف هذه الحملة إلى توعية المجتمع بخطورة هذه المادة القانونية وتبعاتها على ضحايا الاغتصاب سيما القاصرين منهم. الحملة انطلقت على «فيسبوك» في صيف 2012 وصاحبت صدور فيلم وثائقي من إخراج ندير بوحموش والذي يصور قصة الفتاة أمينة، ويطرح قضية الاغتصاب وتزويج القاصرات في المغرب. وقد عرض هذا الفيلم في العديد من الدول من بينها كندا، والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، وسعى القائمون عليه إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى وضعية زواج القاصرات، ليس في المغرب فقط بل في العديد من الدول العربية. ولم تكتف هذه الحملة بالحديث عن قضية الفتاة أمينة فيلالي، بل باتت صفحة ترصد كل التجاوزات التي تطال النساء في كل أنحاء العالم، كقضية الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له فتاة هندية في أحد الباصات في مدينة نيودلهي ومقتلها في ديسمبر الماضي، وهي القضية التي خلفت موجة من الغضب في الشارع الهندي والعالمي. وقد اختارت لجنة تحكيم مسابقة DW «البوبز 2013» الحملة الاجتماعية ضمن أفضل الناشطين على الشبكة العنكبوتية، من أصحاب المشاريع الإبداعية والجريئة التي تدعم الحرية والانفتاح والتواصل. وتضم اللجنة 15 مدونًا وناشطًا وصحفيًا وباحثًا إعلاميًا من الصين والهند ومصر وروسيا وتركيا وألمانيا وأوكرانيا لاختيار الفائزين في المسابقة.