خبراء يتوقعون ارتفاع أسعار التأمين على السفن بسبب أعمال القرصنة

حذرت مصادر ملاحية بهيئة قناة السويس من تأثر حركة الملاحة بالقناة، بسبب أعمال القرصنة التى وقعت قبالة السواحل الصومالية، فى الآونة الأخيرة، ووصلت إلى ذروتها باختطاف ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار»، وعليها حمولة تقدر ب 100 مليون دولار.
قالت المصادر إن استمرار أعمال القرصنة دون تدخل دولى أو اتخاذ إجراءات رادعة ضد القراصنة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن يهدد التجارة والاقتصاد الدوليين. متوقعة أن تشهد المرحلة المقبلة قفزة فى أسعار بوالص التأمين على السفن فى ظل تزايد مخاطر القرصنة، التى بلغ عدد عملياتها، منذ يناير الماضى وحتى الآن، 83 حادثاً وفق ما أعلنه المكتب البحرى الدولى.
ولم تستبعد المصادر تأثر حركة العبور بالقناة، فى حالة اتخاذ بعض السفن قرارا بالعبور من طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من القناة تجنباً للوقوع فى مسارات بحرية قريبة من مناطق القرصنة، خصوصاً بعد إعلان مجموعة أودفيل النرويجية للشحن البحرى،
وشركة سفيتزر أكبر شركة فى العالم لتشغيل سفن القطر، وشركة كبيرة تعمل فى نقل الغاز المسال، الاتجاه لطريق رأس الرجاء الصالح، لكن المصادر أكدت فى الوقت ذاته أن هذا الاحتمال سيكون مكلفاً جداً وغير عملى.
من جهة أخرى أكد خبراء بحريون وقباطنة بأعالى البحار وهيئة قناة السويس أن القراصنة هم ضباط وجنود بالجيش الصومالى السابق تم تدريبهم فى بريطانيا على أحدث نظم الرصد البحرى والتعقب للسفن.
وقال القبطان وحيد عباس، كبير مرشدين بهيئة قناة السويس، إن هؤلاء القراصنة مدربون على أعلى مستوى ولديهم أجهزة متقدمة جداً لرصد السفن ولديهم قوارب سريعة ومسلحون بالصواريخ المحمولة «كتفا»، ومن الصعب مواجهة أطقم السفن التجارية لهم، لأنها غير مسلحة،
وطالب بتتبع مصادر بيع القوارب السريعة التى يستخدمها القراصنة فى الدخول لعمق المياه مسافات طويلة وتجفيف منابع دعمهم، وهو ما لن يتحقق دون تدخل دولى، وقال إن القباطنة وقادة السفن باتوا يلجأون إلى بعض وسائل الوقاية من القرصنة بالسواحل الصومالية مثل «إطفاء الأنوار» وجهاز ال «iax» الخاص بتتبع السفن.
ووصف القبطان أحمد ديدى بأعالى البحار وهيئة قناة السويس اختطاف السفينة السعودية بالعمل المفزع، مؤكداً أن ذلك العمل يعنى وصول القراصنة لمستوى تقنى عال يهدد الملاحة العالمية.
مطالباً بضرورة التدخل الدولى العاجل للتصدى لها. من جانبه نفى المهندس محمود عبدالوهاب، المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس، أى تأثير حالى على حركة الملاحة فى القناة، بسبب أعمال القرصنة، موضحاً أن رصد أى تأثير لتلك الظاهرة يحتاج بعض الوقت، خصوصاً أن حركة العبور بالقناة لاتزال منتظمة ولم تشهد تراجعاً عقب اختطاف السفن قبالة السواحل الصومالية.