وزير الداخلية التونسي يرجح هروب قتلة المعارض شكري بلعيد خارج البلاد

قال وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، إنه يرجح هروب قتلة القيادي المعارض شكري بلعيد إلى خارج البلاد، مشيرًا إلى التعاون مع دول الجوار لحصر المتورطين.
وقال «بن جدو»، الذي تسلم حقيبة الداخلية في حكومة علي العريض الجديدة، في حوار لجريدة «المغرب»، إنه يرجح أن يكون المتهمون الذين يشتبه بتورطهم في اغتيال شكري بلعيد قد غادروا تونس، مضيفًا أن «البحث جار عن المتورطين داخل وخارج تونس وبالتنسيق مع سلطات ليبيا والجزائر الذين أكدوا تلقيهم بطاقة تفتيش دولية صادرة بحق كمال القضقاضي، المتهم الرئيسي في قتل شكري بلعيد، إضافة إلى لوحة بصماته».
وأكد أن «أجهزة الأمن في تونس تأخذ على محمل الجد كل التهديدات بالاغتيالات في البلاد، وأن هناك وحدة مختصة بالوزارة مكلفة بمراقبتها»، مشددًا على أن وزير الداخلية التونسي أكد أنه «لن يكون هناك أي تسامح مع أي اغتيال سياسي جديد، ولن يُسمح بإعاقة التظاهرات الثقافية والاجتماعات الشعبية للأحزاب السياسية».
ونشرت وزارة الداخلية التونسية، في 13 أبريل الجاري، على صفحتها الرسمية ب«فيس بوك» صور خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في قتل «بلعيد»، داعية المواطنين إلى المساهمة في البحث عنهم والإبلاغ عن أي معلومات تفيد في إلقاء القبض عليهم، بعد أن شكّل اغتياله بالرصاص أمام مقر سكنه في، 6 فبراير الماضي، صدمة قوية للتونسيين، حيث تعد الحادثة الأولى من نوعها في البلاد منذ اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد عام 1952، على يد المخابرات الفرنسية.
وخلّف مقتل «بلعيد» اضطرابات في تونس، بينما سجلت جنازته أكبر مشاركة شعبية في تاريخ البلاد. ومن جانبهم، دأب محتجون من الجبهة الشعبية على التجمع أمام مقر وزارة الداخلية، كل أربعاء، للمطالبة بالكشف عن القاتل الرئيسي لشكري بلعيد، حيث يؤكد قياديو الجبهة أنهم سيستمرون في وقفاتهم الاحتجاجية لحين الكشف عن الحقيقة كاملة، بحسب قولهم.
وتشكو أحزاب معارضة من الاقتحام المتكرر لاجتماعاتها الشعبية في عدة محافظات من قبل أنصار رابطات حماية الثورة «المقربة من السلطة»، كما تتعرض عدة عروض ثقافية ومسرحية وفنية لهجوم من جماعات سلفية متشددة تطالب بتطبيق صارم للشريعة.
يذكر أنه خلال أسبوع واحد، اقتحم سلفيون متشددون مدرسة إعدادية، وعنّفوا مديرها بعد أن رفض دخول منتقبة للفصل الدراسي، كما شنّوا، مساء الأربعاء، هجومًا على مبيت جامعي للطالبات بضاحية باردو بالعاصمة، لمنع حفل راقص.