«فورين بوليسي»: السخرية السياسية من أقوى أسلحة الحرب ضد الاستبداد

أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن النشطاء المؤيدين للديمقراطية فى جميع أنحاء العالم يجدون أن السخرية السياسية واحد من أقوى أسلحة الحرب ضد الاستبداد.
وقالت المجلة إن الاحتجاجات فى القرن ال21 بدأت تأخذ شكلاً آخر أكثر فكاهة، وتخلت عن الوجوه العابسة للثورات فى الماضى. لتحل محلها احتجاجات سلمية تتسم بالفكاهة والسخرية، وتدعو إلى تحول عالمى فى أسلوب الاحتجاج بعيداً عن الغضب والعنف.
وأضافت «فورين بوليسى» أن إدخال روح الدعابة فى ترسانة احتجاجات القرن ال21 يعود إلى أن «النكتة» تكسر الخوف وتبنى الثقة، كما أنها تساعد على جذب أعضاء جدد.
وأشارت إلى أن المحتجين يدركون أن السخرية تقدم مدخلاً منخفض التكلفة للمواطنين العاديين الذين لا يعتبرون أنفسهم سياسيين، إلا أنهم ضاقت بهم أنفسهم من الديكتاتورية.
ورأت «المجلة» أن ثورات الربيع العربى استطاعت أن تجعل من المرح والفكاهة وسيلة تدعم مظاهراتهم السلمية المطالبة بالديمقراطية، مشيرة إلى ظاهرة «كابتن خبزة» التى ظهرت فى تونس فى ذروة الاحتجاجات ضد الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على للسخرية من بعض الشخصيات السياسية، فيما انتشر فيديو يصور، الرئيس المصرى محمد مرسى أنه شخصية «سوبر ماريو»، وحتى فى سوريا، فقد انتشرت الجرافيتى ضد الرئيس السورى بشار الأسد، وأطلقوا النكات عليه. أما فى السودان، فقد سخر الطلاب من الرئيس السودانى عمر البشير، وخرجوا فى مظاهرات «لحس الكوع»، فى إشارة إلى مصطلح استخدمه لتشويه صورة المعارضة.
وأكدت «المجلة» أن استراتيجية استخدام السخرية ليست محصورة على الوطن العربى فحسب، مشيرة إلى أن حركة «احتلوا وول ستريت» لجأت أيضا للسخرية من الشركات الأمريكية. واستشهدت «فورين بوليسى» بالدمية التى استخدمها السيبريون المعارضون للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبعد مصادرة الدمى، فرضت السلطات السيبرية حظراً رسمياً على استخدام اللعب فى الاحتجاجات.
وأشارت «المجلة» إلى أن الناشطين السياسيين، باستخدامهم للسخرية، يضعون الطغاة فى مآزق، فإما أن ترد الحكومة على الاستفزازات، فتضع نفسها فى موقف مثير للسخرية أكثر من الفعل نفسه، وإما أن تتجاهل السخرية ضدها، وتفتح على نفسها فيضاناً من المعارضة، مؤكدة أنه فى جميع الأحوال ستخسر الحكومة.
وأوضحت المجلة أن ما حدث مع باسم يوسف، مقدم البرنامج الساخر «البرنامج» يعكس الأهمية السياسية التى حازها على خلفية توجيه اتهامات جنائية له، فى خطوة كشفت عن قدرة «السخرية» على إحراج الحكام.