تحت عنوان "مبارك بلحية" أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن الرئيس "محمد مرسى" يشبه فى سياساته سابقه المخلوع "محمد حسنى مبارك" لكن الفارق هو اللحية، مؤكدة أنه على الولاياتالمتحدة التصدي للرئيس الجديد وأن تقول إنه لا سبيل أمامه للعودة بمصر إلى الوراء أو استخدام الأساليب القديمة والسيئة. وأوضحت المجلة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تيقنت فى السابق أنها لا يمكن أن تحافظ على علاقتها مع دولة دون موافقة شعبية، وأن الديمقراطية لا يمكن إرساؤها إلا برغبة الشعوب، ولذلك ساندت خروج مبارك عندما أصبح ذلك مطلبا شعبيا، ولكن ما لبثت هذه الاحتجاجات إلا وظهرت مجددا ضد الرئيس الحالى "مرسى". وأضافت المجلة أن الولاياتالمتحدة تراجعت كثيرا وامتنعت عن التدخل فى أداء حكومة الإخوان حرصا منها على الاستقلالية المصرية والإرادة الشعبية، بالرغم من تواصل الاضطرابات والاحتجاجات وتقويض التحول الديمقراطي فى مصر. وبالرغم منذ ذلك، أثار الإعلان الدستورى الذي أصدره مرسى مؤخرا أزمة سياسية تعتبر الأكثر قوة التى ضربت مصر منذ سقوط مبارك، حيث يمنح الإعلان الدستوري مرسى السلطة التنفيذية المطلقة وتحصين قراراته من المراجعة القضائية للفترة المتبقية من الفترة الانتقالية، وأشارت المجلة إلى أن مرسى دافع عن قراراته بأنها محاولة لحماية الجمعية التأسيسية المكلفة صياغة الدستور المصري الجديد من الحل القضائي المحتملة، ولكن خطواته أحادية الجانب أثارت غضبا بين القوى السياسية والمعارضة المصرية التى عادت مجددا إلى الشارع للاحتجاج. واستطردت المجلة: "الأزمة تعمقت عندما انتهت الجمعية التأسيسية من الدستور فى الساعات المتأخرة من الليل بطلب من الرئيس، وهو ما أثار السخرية من العملية الدستورية وتداولها والتصميم على الانتهاء منها بهذا الشكل المثير للجدل". وتخوفت المجلة من تأثير إقرار دستور معيب، موضحة أن التسرع فى إقرار دستور يحدد مستقبل البلاد، فضلا عن إضراب القضاء وعدم إشرافهم على العملية التصويتية، كلها أسباب تؤدى إلى التنازع والاحتجاج ومواجهة مصر لحرب أهلية وشيكة وعدم الاستقرار لفترة طويلة. وأكدت المجلة أن واشنطن اعترفت بقدرة مصر وريادتها فى مفاوضات أزمة فلسطين وإسرائيل الأخيرة، ولكن بالرغم من استخدام مرسى هذه الإنجازات الإقليمية لتحقيق استقرار أكبر بالداخل، حاول الاستيلاء على السلطة، مما أسقط مصر فى أزمة وحالة واضحة من الانقسام الداخلى.