قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فى تقرير مطول لها، إن الطغاة شديدى الحساسية تجاه النكات الساخرة منهم لا يترددون فى البطش بخصومهم بسبب نكات أطلقوها عليهم، واستشهدت المجلة الرصينة بمحاولات الحكومة المصرية ملاحقة الإعلامى باسم يوسف، واعتبرت أن هذه الخطوة تأكيد على قدرة النكتة على إحراج الحكومات المستبدة. وخلصت المجلة إلى أن الفكاهة أصبحت أحد الأسلحة الفعالة للمحتجين فى القرن الحادى والعشرين، لأنها تكسر حاجز الخوف لدى الجماهير الغاضبة وتبنى الثقة بين صفوفهم وتساعد المعارضة على اجتذاب المزيد من المؤيدين وتضع الطغاة فى موقف «إما أن تخسر أو تخسر» وتدفعهم لردود فعل خرقاء تفقدهم مصداقيتهم وتعاطف مؤيديهم. ورصدت المجلة فى تقريرها استخدام الشعوب المقهورة، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العرب، للنكتة كسلاح ضد حكامهم فى سوريا وتونس ومصر وغيرها، فقد حارب الشباب التونسى نظام «زين العابدين بن على» بابتكار شخصية كرتونية سلاحها رغيف الخبز، وخلال فترة قصيرة تحوّل بطلهم الملقب ب«كابتن خبزة» إلى نجم على شبكة الإنترنت ولعب دوراً واضحاً فى الإطاحة بالرئيس التونسى زين العابدين. وفى سوريا، ملأ المعارضون للنظام السورى جدران الشوارع بكتابات ساخرة ضد بشار الأسد، وفى مصر، كانت النكتة سلاحاً أساسياً «منخفض التكلفة» لإسقاط الرئيس مبارك، ومن بعده استخدمته المعارضة ضد الرئيس مرسى. ورأت المجلة أن «الانفجار الفكاهى» أثناء ثورة 25 يناير أعطى المصريين صورة إيجابية وجعل المجتمع الدولى يتعاطف مع الثورة المصرية ضد «مبارك».