فى أحد حفلات الآلهة اليونانية، تقابلت هيمينيا، ربة العفة، مع هيجيا، رب الصحة،.. فأحبا بعضهما، وتزوجا..! والأسطورة اليونانية تريد أن تقول إن الزواج يجب أن يقوم على العفة والصحة. أخذ الطب الكثير من مسمياته من الأساطير اليونانية، فأخذ كلمة HYMEN من هيمينيا... وهذه الكلمة معناها غشاء العفة أو غشاء البكارة! كما أطلق اسم HYGENE أى علم الصحة من هيجيا، رب الصحة، وكلمة مورفين من مورفيوس، رب الأحلام، وكلمة أو كلمتى هيرما أفروديت على الحالة المرضية التى يولد بها الطفل حاملاً الغدد الذكرية والأنثوية، وذلك لأن أفروديت، ربة الحب والجمال، أحبت رب الشجاعة هيرما.. واتحدت به، فصار الاثنان جسداً واحداً لرجل وامرأة! ولكن ما قصة غشاء البكارة، الذى تصدر أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية؟ وما أصل الحكاية؟.. الحكاية تبدأ مع بداية تكوين الجنين من ثلاث طبقات: 1- اكتودرم ECTODERM ومنه يتكون الجلد والجهاز العصبى كله كالمخ والأعصاب، ومن هنا كانت العلاقة بين الجلد والمخ، وبالتالى الوخز بالإبر الصينية، كما عرفته مصر القديمة، وكان الوخز بمنقار أبومنجل IBIS BEAK. 2- ميزودرم MESODERM، ومن هذه الطبقة تتكون العضلات والعظام. 3- إندودرم ENDODERM، ومنها تتكون الأحشاء الداخلية كالجهاز الهضمى والبولى والتناسلى.. إلخ. ثم تأتى مرحلة جنينية تتلاقى فيها الطبقة الخارجية أى الاكتودرم مع الطبقة الداخلية إندودرم، وعند هذا اللقاء يحدث الآتى: 1- غشاء قريب من فتحة المهبل.. يسمى خطأ ب«غشاء البكارة»، ذلك لأن الطبيعة لا تعنيها «البكارة» فى قليل أو كثير، ولكنه لحماية المهبل والرحم من الميكروبات الخارجية قبل سن البلوغ، وعند البلوغ، تفرز المبايض هورمون الاستروجن، الذى يكون الجليكوجين فى جدار المهبل، والذى يتحول لحامض اللبنيك القاتل للبكتيريا! إذن يجب تغيير اسم هذا الغشاء من «غشاء البكارة»، ل«غشاء الوقاية»، أو «الغشاء الواقى» من البكتيريا. وقد تولد الطفلة بهذا الغشاء مسدوداً، وعند البلوغ تعانى من الاحتباس البولى لامتلاء المهبل بالدم، وبالتالى الضغط على عنق المثانة ومجرى البول، وقد تأتى بورم فى البطن لامتلاء الرحم والمهبل بدم الدورات الشهرية، وقد تولد الطفلة ب«غشاء صلب» يحتاج لمقص الجراح، وهذه الحالة تسمى HYMEN RIGIDUS، كما قد تولد ب«غشاء حلقى».. وكم من الضحايا ضاعت بسبب هذا النوع من الغشاء، الذى يسمح بالاتصال الزوجى دون إسالة دماء، ولا يتمزق إلا عند الولادة وبالتالى.. يقولون ما يفشل فيه الأب ينجح فيه طفله! 2- غشاء عند التقاء الجلد بالفتحة الشرجية.. ولكنه يختفى إلا فى حالات نادرة تؤدى لاحتباس البراز، وتسمى هذه الحالة IMPERFORAT ANUS. 3- التقاء الجلد بالغشاء المخاطى عند الشفاه.. لذا كانت قبلة الشفاه غير قبلة الرأس أو الكتف أو الوجنات، لأن قبلة الشفاه لغة الجسد، التى تقول إن داخلى وخارجى هما لك! جدير بالذكر أن أجسام مناعة تفرز فى لعاب المحبين SALIVARY IMMUNOGLOBULINS تحميهم من نوبات الزكام والأنفلونزا! وإصابتهم أقل سبع مرات! هذه المناطق الثلاث.. الشفاه، المهبل، الفتحة الشرجية تسمى المناطق الشبقية أو EROTIC AREAS. خلاصة الخلاصة أن البكر هى من لم يمسسها رجل - تعريف القانون الإنجليزى - والبكر فى الرجال هو من لم تمسسه امرأة... فالبكورية VIRGINITY شىء معنوى نفسى.. لا علاقة لها.. بروعة الطبيعة وعظمتها فى هذا الغشاء، الذى يحمى هذه الزهور من البكتيريا والفيروسات حتى سن البلوغ فتنوب عنه الهرمونات. [email protected]
