· د. ماجدة عدلي: إبلاغ الفتيات عن جرائم الاغتصاب يخلص المجتمع من مشكلات كثيرة · د. إيهاب نجيب: لماذا لا نتحدث عن عذرية الرجل.. ولماذا لا يساوي المجتمع بين الزاني والزانية؟ التقيتها في عيادة طبيب نفسي.. صرخت: «حافظي علي بكارتك حتي مع زوجك؟!».. واستطردت: تزوجته خوفاً من شبح العنوسة.. لم أكن أتخيل أنني هربت من شبح العنوسة إلي جحيم أشد قسوة.. هي فتاة مثل كثير من الفتيات تخطت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج.. تقدم لها ووافقت بدون تردد، ساعدته في شراء شقة الزوجية.. وأنفقت كل ما أدخرته وفي ليلة الزفاف اكتشفت عدم قدرته علي المعاشرة الزوجية.. ولم تتخيل أنه مريض، وأقنعها بأنه لم يكن له تجارب سابقة.. وأن كل شيء سوف يتغير وطالبها بفض غشاء البكارة عند أحد الأطباء بعد أن أوهمها أن الغشاء مطاطي وأنه من أسباب عدم قدرته علي المعاشرة.. وافقت وذهبت معه إلي الطبيب وفض بكارتها.. ومرت الأيام ولم يتحسن الزوج ولم يتغير وفي السنة السابعة من زواجهما طلبت الزوجة الطلاق وتوجهت معه إلي الكنيسة، رفضت الطلاق بدون أسباب، خاصة بعد أن أكد الزوج رفضه للطلاق وظلت الزوجة علي هذه الحالة لمدة ثلاث سنوات إلي أن فجرت المفاجأة وأخبرت الكنيسة بأن زوجها غير قادر علي المعاشرة واستند الزوج في موقفه الرافض للطلاق إلي شهادات طبية مزورة لافتاً إلي أنه إذا كانت زوجته تتهمه بعدم القدرة علي معاشرتها فكيف فض غشاء بكارتها وفشلت الزوجة في إثبات أن فض بكارتها كان عن طريق الطبيب.. ومازالت الزوجة تبحث عن حل لمشكلتها التي بدأت مع فض عذريتها علي يد طبيب. وتقول: لو أنني احتفظت بعذريتي ما تعرضت لمثل هذه المشاكل. فتاة في الثامنة عشرة من عمرها أحبت شاباً يكبرها بأربعة أعوام، وكان الفارق المادي بينهما كبيراً جداً، إلا أنها خسرت عذريتها معه قبل أن تصل إلي العشرين من عمرها، ولم تشعر بالخوف لتأكدها أنه سيتزوجها، ومرت السنوات والتحق بالعمل في أحد البنوك، إلا أنه أدمن المخدرات وطُرد من البنك كما طرده والده من البيت، وعندما عاد إليها دفعها شيطانها للعمل في الدعارة لتوفير ثمن الكيف لحبيبها، ولم يراجعها أو يعترض، واتفقا سوياً علي طريق الشيطان لتبيع جسدها لمن يدفع أكثر، لتوفر له المخدرات،وكذا لتوفر نفقات والدتها وأشقائها لتتاجر بجسدها في سوق النخاسة.. وعندما اعتزلت الدعارة كونت شبكة دعارة وأدارتها لحسابها الخاص، إلا أنها سقطت في النهاية في دائرة المرض النفسي نتيجة لفقدانها عذريتها واشتغالها بالدعارة. وتقول د. ماجدة عدلي رئيس مركز النديم إن الحوادث التي تتعرض لها بعض الفتيات من اغتصاب أو تحرش يجب مواجهتها عن طريق الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث، لأن الفتاة في هذه الحالة تشعر بالقهر طالما أن الشخص الذي ارتكب الجريمة لم يعاقب ولم يلحق به أي عقاب، وللأسف في الكثير من الحالات لا يتم الإبلاغ، وتتخلص الفتاة من كل إثبات ودليل علي الجاني، وذلك مثلاً بأنها لا تشعر ب«الدنس» علي جسدها فتستحم أكثر من مرة، فتختفي أي آثار للجريمة من بقايا شعر الجاني أو الدماء وغيرها من الآثار، وتتخلص من ملابسها التي كانت ترتديها كل ذلك يجعل الوصول إلي الجاني صعب جداً. ولكن إذا ما أبلغت ستحصل علي دليل براءتها من تهمة الرذيلة أو من الممكن أن تواجه المجتمع. وعن نظرة المجتمع للفتاة المغتصبة تقول عدلي: جريمة الاغتصاب هي الجريمة الوحيدة التي يبحث لها المجتمع عن مبرر لمرتكب الجريمة، كأن يقول إن الفتاة كانت غير محتشمة أو نظرت إلي الجاني وضحكت، ولكن هناك بعض الحالات لبعض الأشخاص ينظرون إلي الفتاة علي أنها الضحية، وأتذكر عندما استضافتني إحدي القنوات الفضائية واتصلت بي فتاة وأخبرتني أنها اغتصبت وهي صغيرة، وبعد انتهاء الحوار اتصل بي أكثر من عشرين شاباً يطلبون رقم هذه الفتاة للتقدم لخطبتها والله أعلم بالسبب فهناك بعض الشباب يفكرون في هذا علي أنه «ثواب» أو أن الفتاة في هذه الحالة لن تطلب الكثير سواء من المهر أو الشبكة، والمهم هنا هو التعاطف بين المجتمع والمغتصبة، وعن العلاج النفسي للفتاة المغتصبة أو الفاقدة لعذريتها وأهميته والمشاكل التي تنجم عن عدم العلاج تشير عدلي إلي أن العامل المشترك بين البنات هو الأزمة النفسية الشديدة التي تصيبهن إضافة إلي الإحساس بالذنب لأنها لم تدافع عن نفسها، وكذا الخوف من المجتمع، خاصة عندما تقترب من سن الزواج وهذه هي المشكلة لأن الفتاة تنسي أحياناً ما تعرضت له في زحمة الحياة، ولكن عند الزواج ماذا تفعل؟ هل تخبر أهلها وزوجها القادم أم تلتزم الصمت، وتزداد المشاكل النفسية للفتاة، وأحياناً بعض الفتيات يخبرن الأهل بما حدث ويكون رد فعل الأهلي أحياناً سلبياً، وأري أن الحل من البداية هو الإبلاغ عن الواقعة،وعن عملية إعادة العذرية تقول : فكرة إعادةالعذرية ترجع إلي الفتاة ،ولا أستطيع أن أجزم برأي ، لأن هناك بعض الفتيات يستطعن مواجهة المجتمع والزوج ، ولكن الأخريات ليس لديهن الجراءة ، وينظرن الي المستقبل علي أن ذلك نقطة ضعف في حياتها المستقبلية بينها وبين زوجها ، لذلك عملية إعادة العذرية ترجع إلي الفتاة ، وقوة شخصيتها وتفكيرها وقدرتها علي المواجهة. ويضيف د. أحمد خيري مقلد طبيب النساء والتوليد غشاء البكارة غشاء رقيق جداً قريب من فتحة المهبل، له فتحة لخروج الدورة الشهرية، ولذلك هو علي شكل وردة أو هلال، ولأنه قريب جداً من فتحة المهبل « من نصف سنتيمتر » لذلك يتعرض للتهتك مع دخول أي شيء إلي المهبل، سواء كان هذا الشيء هو العضو الذكري أو خطأ من الفتاة في حادث أو أثناء ممارستها للعادة السرية، والكثير لا يعتقدن عند نزول دم أنه ليس الغشاء لأنهم لا يتخيلون مدي قرب الغشاء من الداخل، وعند قطع الغشاء من الصعب عودته إلي ما كان عليه مرة أخري، وعن عمليات إعادة العذرية يقول د. مقلد: لا يوجد شيء اسمه إعادة عذرية، فالغشاء لا يمكن أن يتم إصلاحه مرة أخري، خاصة بعد ممارسة العملية الجنسية أكثر من مرة، ولكن ما يحدث من عمليات إعادة العذرية هي عملية «خداع» مقصود بها الزوج، وتتم إما عن طريقة تضييق فتحة المهبل جداً ويفشل الزوج في ليلة الزفاف، فيذهب للطبيب وعادة يكون نفس الطبيب الذي أجري عملية التضييق ليخبره بأن الغشاء مطاطي ويحتاج إلي عملية، وفي الحالة الثانية لإعادة العذرية يقوم الطبيب بعمل غشاء جديد يأخذ غشاء من الجسم ويستبدله بالغشاء المتهتك، وهذا الغشاء لا يستمر أكثر من عدة أيام لأنه ليس كالغشاء الطبيعي، وبالتالي لا يصل إليه الدم فيموت ويقع، وفي كل الأحوال ممكن الكشف عن غشاء البكارة المزيف حتي بعد الزواج، وأي طبيب يستطيع أن يعرف هل الغشاء سليم أو أجري له جراحة لاستعادته. ويضيف د. مقلد: غشاء البكارة هو الشيء الوحيد في المرأة الذي يثبت أنها لم تمارس العملية الجنسية «كاملة» من قبل ولا يوجد أي دليل آخر، وهناك بعض المشاكل التي تواجه الرجل والمرأة ليلة الزفاف، ومنها الغشاء المطاطي أو ضعف الانتصاب عند الرجل، ويضيف: المشكلة في كلمة مطاطي أنها أصبحت الآن «ستار» تتخذه بعض الفتيات للهروب من أخطائهن، ولكن الذي يستطيع أن يحدد ذلك هو الطبيب، وهناك بعض الأطباء الذين يرون أن الستر في هذه الحالة أفضل من إخبار الزوج بالحقيقة، والمشكلة الثانية هي ضعف الانتصاب عند الرجل، وهو سبب كاف لعدم اكتمال عملية الجماع وهتك الغشاء، وعن وجود مبررات لعمل عملية إعادة العذرية لا يري مقلد مبرراً لعمليات إعادة العذرية لأنها عملية غش وخداع حتي وإن كانت الفتاة اغتصبت والأفضل أن تبلغ الشرطة ليعلم الجميع أنها اغتصبت ولكن أن تجري عملية إعادة العذرية أري أنه خطأ كبير في حق الطبيب والفتاة والزوج المخدوع الذي يبدأ حياته معها علي الغش والكذب. ويتفق الشيخ محمود عاشور مع الرأي السابق بأن علي الفتاة المغتصبة أن تبلغ عما تعرضت له وأن تكون قوية في مواجهة المجتمع بما حدث لها، خاصة إذا كان ذلك بدون إرادتها ولم تكن سبباً في إثارة المغتصب، كما يجب عقاب الجاني حال الابلاغ عنه، ويري الشيخ عاشور أن عمليات إعادة العذرية «غش» وتفتح الباب لتكرار مثل هذه الجريمة مع من تم اغتصابهن ومع من وقعت في الرذيلة وهناك الكثيرات تم اغتصابهن وتزوجن. ولكن في بعض الأحيان يكون الإنسان في حالة اختيار صعبة، فإما أن يكذب ويستر، أو أن يصدق ويفضح. المفكر الإسلامي جمال البنا يري أن الستر مطلوب علي الأرض ويفضل بدون غش أو خداع، ولكن إذا كان لابد أن اختار فسوف اختار الستر فما بين الخداع والعلاج في هذه الحالة هو موقف حساس والمصارحة فيه وإن كانت هي الطريق المستقيم والأفضل، إلا أنها أحياناً لا تؤمن عواقبها، فإذا اعتبرنا ذلك طريقاً للعلاج والستر فماذا يجب أن نفعل؟ ويتفق مع البنا الدكتور إيهاب نجيب استشاري الجراحة ويقول: لا أري أن الشرف يتمثل في هذا الغشاء الضعيف ونزول نقاط قليلة ليلة الزفاف، فإذا كانت هذه العذرية من وجهة نظر الكثير من المخدوعين فهذه نظرة غير صحيحة، وربما تتعرض الفتاة لاغتصاب أوتهتك الغشاء رغماً عنها أو أثناء ممارستها الرياضة.. وأتساءل: هل تمتع الفتاة بغشاء البكارة يعني العفة والعذرية.. وأقول ربما يكون الغشاء مصنوعاً .. فالعذرية كما أري هي عذرية معنوية، وهي العفاف المطلق أو المرأة التي لم يلمسها رجل رغم قدرتها علي المعاشرة الزوجية،ولكنها تفضل أو تختار أن تكون عذراء مثل الراهبات.. وهذه هي العذرية . أما عن العذرية التي يراها الجميع في غشاء البكارة فهو اكتساب تاريخي لارتباط كلمة البكارة بالشرف.. ولكن يحدث الآن أنه يمكن إعادة العذرية بمبلغ يبدأ من خمسمائة جنيه إلي ألف جنيه، وأحيانا يخدع الطبيب الفتاة، خاصة إذا كانت من الخليجيات ليحصل منها علي آلاف الجنيهات، معتمداً علي جرأته ومكانته، فإذا كانت هذه العمليات تجري.. فأين هي العذرية وإذا كنا نتحدث عن عذرية المرأة.. فماذا عن عذرية الرجل، أليس للرجل عذرية ولماذا لم يساو المجتمع بين الرجل الزاني والمرأة الزانية؟ مع العلم أن كل الأديان ساوت بينهما، فهل لأننا مجتمع ذكوري؟ يعفي الرجل من الخطأ ويحمل المرأة كل الأخطاء؟ مشيراً إلي أن هناك العديد من المشاكل والكوارث والأخطاء في حياتنا أهم بكثير من فكرة الغشاء والمرأة التي مارست الحب قبل الزواج أم لم تمارس! هناك غش في عمليات إعادة العذرية وغش في حياتنا في كثير من القضايا. وقال طبيب طلب عدم نشر اسمه أحياناً كثيرة أتعرض لمثل هذه الحالات، ولا يمكن أن أنسي الأم التي مات زوجها وترك لها خمس بنات وحضرت تلك السيدة إلي عيادتي باكية منهارة وأخبرتني أن ابنتها أخطأت وفقدت عذريتها، ولأنني كنت أعرف هذه العائلة جيداً، وأعرف عادات وتقاليد البلدة التي يسكنون فيها، وخشيت علي باقي البنات أن تسوء سمعتهن، ولم أكن أضمن مدي تفهم خطيب هذه الفناة للحدث، كشفت علي الفتاة للتأكد أنها غير عذراء، وأجريت لها عملية إعادة العذرية، وتزوجت وأتخيل أن الله سترها بسبب الأم المسكينة. يختلف القس عبدالمسيح بسيط مع هذا الطبيب، ويقول: الكنيسة تنصح ولا تأمر الآخرين بالنصيحة، ونصيحتي أن تخبر الفتاة خطيبها حال فقدانها عذريتها، وهناك كثيرون يفعلون هذا، وهناك رجال يتفهمون مثل هذه الظروف، أما عن فكرة أنه من الممكن أن يفضح سرها فيجب أن تكون الفتاة حريصة ومتأكدة أنه سوف يسترها حتي إذا لم يتزوجها، وعن عمل هذه العملية في أضيق الحدود، يقول القس عبدالمسيح: فتح الباب لمثل هذه العمليات سيكون «مرتع» للكثيرات بعد ان يخطئن، ولكن إذا كان الطبيب متأكداً أنها أخطأت مرة واحدة أو تم اغتصابها ممكن، ولكن يجب أن يعرف الخطيب.. والأمر كله يعود إلي الفتاة، والاختلاف واضح بين رجال الدين فمنهم من يرحمون من كانت ظروفها أقوي منها، وتعرضت مثلاً للاغتصاب البدني أو الاغتصاب العاطفي الذي سبب فقدها لبكارتها، ومنهم من لا يرحمون خوفاً من أن يفتح ذلك الباب لبائعات الهوي.