رفض القيادى البارز فى «حماس» محمود الزهار مساء أمس الأول تبريرات الرئيس الفلسطينى لطلب السلطة الفلسطينية سحب تقرير القاضى ريتشارد جولدستون حول جرائم حرب غزة من مجلس حقوق الإنسان الدولى، وقال إن أبومازن يريد أن يتملص من المسؤولية عن تأجيل التقرير بالقول إن حماس لها أجندة خارجية وهو فى الواقع من يرتبط بالأجندات الإسرائيلية والأمريكية وفعل فعلته لصالحها». وجاء ذلك فى الوقت الذى اعتبرت فيه حركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن أن خطاب مشعل الذى هاجم فيه الرئيس عباس يعبر عن قرار لدى حماس لقتل المصالحة الفلسطينية وقتل الجهود المصرية لتحقيقها. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ: «خطاب مشعل تهريج سياسى ولكنه يعبر عن قرار اتخذته حماس بوأد المصالحة وقتلها وقتل الجهود المصرية». وأضاف الشيخ أن خطاب مشعل «انتصار لأجندات خارجية وليس انتصارا لمصالح الشعب الفلسطينى التى كنا ننتظر حديثه عنها» محملا «حماس» مسؤولية فشل المصالحة والحوار. وفى الوقت نفسه، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان أن «الخطأ التكتيكى» الذى ارتكبته القيادة الفلسطينية بتأجيل مناقشة تقرير جولدستون لا يبرر هجمة «حماس» الشعواء لضرب الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبومازن، ونفى وجود أى صفقة سياسية وراء تأجيل التقرير فى مجلس حقوق الإنسان. وعما إذا كانت السلطة الفلسطينية قد تلقت وعدا إسرائيليا بتجميد الاستيطان مقابل تأجيل مناقشة التقرير قال دحلان: «لم تكن هناك أى صفقة، وكل ما هنالك أن اعتبارات تكتيكية قادت إلى اتخاذ قرار التأجيل ومع ذلك فقد قبل الرئيس تشكيل لجنة التحقيق وسارع إلى إعطاء تعليمات باستئناف جهود طرح التقرير للنقاش حتى دون أن ينتظر نتائج لجنة التحقيق». ومن جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون دعمه لعقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة تقرير جولدستون مشددا خلال اتصاله مع أبومازن أمس الأول على دعمه للموقف الفلسطينى الملتزم بتنفيذ التزامات المرحلة الأولى من خارطة الطريق خاصة فيما يتعلق بوقف النشاطات الاستيطانية بما فى ذلك النمو الطبيعى وبما يشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن والإفراج عن المعتقلين. وعلى صعيد متصل، أعلن أبومازن أمس الأول أنه لن يكون مقبولاً «فلسطينيا» استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل دون الوقف الشامل للاستيطان وتحديد مرجعية للسلام تضمن إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية. وقال أبومازن فى خطاب موجه إلى الشعب الفلسطينى من مدينة رام الله فى الضفة الغربية أنه لن يكون هناك اتفاق سلام ما لم يتضمن إنهاء «الاحتلال الإسرائيلى» لمدينة القدس مؤكدا رفض السلطة الفلسطينية المطلق لاقتراحات الدولة ذات الحدود المؤقتة ومشددا على تمسك القيادة الفلسطينية بالوقف الكامل للاستيطان اليهودى فى القدس وجميع الأراضى الفلسطينية.