بعد الانهيار الأرضى الذى حدث بشارع الجيش بباب الشعرية مؤخراً، بسبب حفر لمترو الأنفاق، انتقلت انهيارات الشوارع إلى شبرا الخيمة، لكن السبب هذه المرة هو بناء برج سكنى للعاملين بمجلس المدينة. عشرات الأسر بمنطقة شبرا الخيمة وبالتحديد فى شارع الشهيد سمير محمود فرحات خرجوا من منازلهم فى ذهول يملؤهم الخوف على بيوتهم التى باتت جدرانها تهتز كلما مرت سيارة على الطريق المجاور لهم، اهتزاز البيوت ورهبة الأسر لم تأت من فراغ خاصة مع بروز تشققات فى جدران المنازل التى مالت على بعضها البعض وخشى سكانها البقاء فيها، فمنهم من فر إلى مكان آخر استأجره ومنهم من بقى فى مكانه ينتظر مصيراً لا يعرفه فى ظل تعنت المسؤولين بالحى واستمرارهم فى عمليات الحفر فى الجهة المقابلة لهذه المنازل من أجل إنشاء برج سكنى مكون من 11 طابقاً للعاملين بمجلس مدينة شبرا الخيمة. القصة كما يرويها محمد سيد، أحد السكان، بدأت منذ خمسة أشهر ماضية، فيقول: «فوجئنا بالحى يقوم بعمليات حفر فى شارع الشهيد سمير محمود فرحات، وتجاوزوا فى حفرهم المساحات المحدودة للشارع فأخذوا مساحات إضافية من الشارع الرئيسى وهو ما تسبب فى غضب الأهالى، فقاموا جميعاً بالشكوى إلى رئيس حى غرب شبرا الخيمة لكنه رفض الاستجابة، وقال إن هذا المشروع سينفذ رغماً عن الجميع». امتلأت الشوارع بجنود الأمن المركزى لتحيط بالأهالى من كل جانب، خاصة مع انطلاق صرخات منى محمود إسماعيل البالغة من العمر 55 عاماً، والتى يواجه منزلها الأرض محل النزاع مباشرة، لتقول: «نروح فين بأولادنا بعدما البيوت شرخت ومالت على بعضها»، وأضافت تؤكد خطورة المنطقة قائلة: «إحدى المهندسات التابعة للحى جاءت فى بداية تخصيص هذه المساحة وأكدت أن الأرض غير صالحة لإقامة المشروع، خ المياه الجوفية من كل مكان، وهو الأمر الذى يؤكد أن جميع المنازل فى خطر». الحاجة سنية محمد إحدى سكان الشارع أكدت أن أغلب السكان رحلوا عن منازلهم وتركوها خالية قبل أن تقع على رؤوسهم، مشيرة إلى أن الوضع بات مفزعاً للجميع لدرجة أن أحد الجيران تلقى خبر انشقاق الأرض بإغمائه بين الواقفين ونقله إلى مستشفى النيل المجاور لنا، مصطفى السيد أحد السكان، لفت إلى أن العاملين بالمشروع حاولوا إخفاء عيوب الأرض خاصة بعد حدوث الانشقاق بوضع أسمنت فى باطن الأرض المحفورة، لكن المياه الجوفية لا تزال تتسرب من كل اتجاه وهو ما يثير قلق الجميع، على حد قوله. وأكد عبدالمنعم محمد، أحد المواطنين، أن الأهالى المتضررين من المشروع قاموا برفع دعوى قضائية ضد الحى لإصراره على إنشاء البرج السكنى وتسببه فى ضرر بالغ لكل المنازل المجاورة له. وذكر الأهالى أن مباحث أمن الدولة بشبرا الخيمة قامت باستدعاء عدد منهم وحذرتهم من عمل أى اعتصامات أو وقفات احتجاجية، وأن أى شخص سوف يفعل ذلك سيتم القبض عليه واعتقاله. ومن جانبه، نفى فاروق خاطر، رئيس حى غرب شبرا الخيمة مسؤولية الحى عن هذه الأزمة، وقال إذا كان هناك تصدع أو «ترييح» فى أى مبنى من مبانى أهالى دمنهور شبرا، فهذا ليس من آثار الحفر الخاص بالمبنى وإنما بسبب انفجار ماسورة مياه بالشارع الموجود بين المبنى والمنازل مما أدى إلى هبوط الأرض. وأوضح رئيس الحى أن نيابة «شبرا الخيمة أول» أصدرت قراراً بتشكيل لجنة من كلية الهندسة لمعرفة سبب الهبوط فى الشارع، وأسباب انفجار ماسورة المياه، وذلك بناء على شكاوى تقدم بها الأهالى للنيابة. وأشار فاروق إلى أنه أمر بتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية بالحى، ونزلت إلى المنازل والبيوت المحاطة بأرض المبنى وتم فحصها، ولم تجد بها أى شروخ أو تصدعات، ونظراً لأنها مبان قديمة جداً يصل عمرها إلى 70 و80 عاماً فبطبيعة الحال توجد به شروخ. وأكد أن المبنى الذى يجرى بناؤه ليس ملكاً للحى، وإنما لجمعية العاملين بحى شرق وغرب شبرا، مشدداً على أنه فى حال وجود أى خطورة سيمثلها المبنى على أرواح الأهالى سوف يوقف البناء فوراً.