اهتزت مساء السبت 10 عمارات في منطقة بباب الشعرية يقطنها نحو 500 مواطن عقب حدوث انهيار جديد في الخط الثالث لمترو الأنفاق. وهرع السكان من منازلهم، وعندما خرجوا، تبين أن السبب هو انهيار جديد بعرض 20 مترا وطول 15 مترا وعمق 16 مترا، مما تسبب فى اختلال توازن العمارات، وبعضها 10 أدوار، ومبانيها متهالكة. وفرض الأمن حصارا أمنيا على المنطقة، وحدثت مشادات كلامية مع الأهالى الراغبين فى العودة لمنازلهم. وفى أثناء متابعة الموقف حضر عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة لتفقد العمل بالمنطقة، وأمر بسرعة الانتهاء من أعمال حقن الخرسانة المسلحة بالتربة، وإنهاء الإشغالات فى أقرب وقت، كما تجمع عدد كبير من أهالى المنطقة حول المحافظ، وطالبوه بحماية أرواحهم وأملاكهم. وقال محافظ القاهرة إن الرئيس حسنى مبارك اتصل به هاتفيا للاطمئنان على سير العمل فى المنطقة وإتمام السيطرة على الهبوط الأرضى إلى جانب تأمين عمليات الحفر وعودة الحركة المرورية بشارع الجيش مكان الهبوط وشدد مبارك على ضرورة توفير الراحة الكاملة للمواطنين الذين تم إخلاؤهم من منازلهم خوفا على أرواحهم لحين الانتهاء من معاينة العقارات وتحديد مدى تأثرها. من ناحية أخرى، صرح مصدر فى الهيئة القومية للأنفاق بأن مهندسى الهيئة لم يتوصلوا بعد إلى السبب الفنى للهبوط فى باب الشعرية. وأوضح المصدر أنه على الرغم من حقن الأرض بالخرسانة المعالجة بمواد كيماوية لمنعها من التفاعل مع المياه وارتخاء التربة فإن الهبوط تكرر بنفس الطريقة وبنفس المسافة التى حدث بها الهبوط الأول. وحذر المصدر من خطورة الهبوط على منطقة باب النصر القريبة من سور مصر القديمة بحوالى 100 متر فقط، خصوصا أنها منطقة أثرية وضعيفة من ناحية تماسك التربة وتحتوى على مواد أثرية ومبان قديمة. وذكر المصدر أنه كان مفترضا أن تدخل ماكينة الحفر محطة مترو باب الشعرية قبل حلول عيد الفطر المبارك وبعدها يتبقى 600 متر فقط للانتهاء من المرحلة الأولى للخط الثالث بمترو الأنفاق. ولفت المصدر النظر إلى أن أعمال الحفر ستتوقف لفترة لا تقل عن الشهر وربما تصل إلى 6 أشهر. وتنتظر وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق تقرير مكتب «محرم باخوم» للاستشارات الهندسية وتقرير الاستشاريين الفرنسيين الذى لم ينته حتى مثول الجريدة للطبع. ومن المفترض أن يتضمن التقرير أسباب الهبوط الأرضى فى المرتين وما إذا كان من الممكن أن يتكرر مرة ثالثة، وتحديد مدى إمكانية استمرار عمليات الحفر أو إيجاد طريق بديل للانتهاء من المرحلة الأولى للخط الثالث. ومن جانبه قال حمدى جابر مساعد رئيس حى باب الشعرية إن هيئة الأنفاق لم تطلعنا على السبب الحقيقى للهبوط الأرضى الذى تتعرض له المنطقة مما اضطر د. عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة لتشكيل لجنة من خبراء الهندسة الإنشائية والأنفاق لتحديد سبب الهبوط. ويقول جابر: لحسن الحظ إن المبانى المبانى المحيطة بالهبوط على جانبى طريق شارع الجيش أحدها ضوائع تنظيم وهى عبارة عن عمارات دور واحد، أما الجانب الآخر من الطريق به مقر قسم شرطة باب الشعرية القديم الصادر له قرار إزالة، فى حين أن الخطورة لم تمتد إلى المبانى التى تم إخلاؤها من السكان. وصرح اللواء محمود ياسين نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية بأن سكان العقارات اختاروا التعويض المادى عن خروجهم من وحداتهم. ومن جانبه كشف مصدر مطلع بمحافظة القاهرة رفض ذكر اسمه عن اكتشاف آبار مياه جوفية عن طريق المجسات أسفل أحد العقارات التى تم إخلاؤها وهى مكونة من 12 دورا، مما اضطر الحى لتأجيل إعادة السكان إلى بيوتهم للخطورة، إلى جانب عقار قديم صدر له قرار إزالة منذ أكثر من عام. ومن جانبه كشف مصدر مطلع بمحافظة القاهرة رفض ذكر اسمه أن الخطورة تكمن فى عقارين أحدهما برج جديد مكون من 12 طابقا لاكتشاف المياه الجوفية أسفله وظهورها بعد حدوث الهبوط أما العقار الثانى فهو خال من السكان وكان قد صدر له قرار إزالة منذ أكثر من عام.