أكد المهندس عطا الشربينى، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أن الحفار «كليوباترا» الذى يوجد داخل نفق شارع الجيش، والذى تسبب فى الانهيار الأرضى منذ 5 أيام، سليم وجاهز للعمل فى أصعب الظروف، مشيرا إلى أن الخبراء الألمان المسؤولين عنه يدرسون حاليا كيفية تنظيفه لبدء العمل به مرة أخرى بعد الانتهاء من عمليات حقن التربة. وقال الشربينى ل«المصرى اليوم» إن الخبراء الألمان قاموا بتصوير الحفار داخل النفق، للتأكد من سلامته، استعدادا لسحبه وإعادة تنظيفه من الطمى الذى غمره، وإعادة تشغيله. وأضاف أن الفترة الحالية لا تحتاج إلى تهويل أو تخويف للمواطنين، مشيرا إلى أن الهيئة تستعين بأفضل الخبراء المصريين والأجانب لحل المشاكل الطارئة وغير المتوقعة التى واجهت المرحلة الأخيرة من عملية الحفر للخط الثالث لمترو الأنفاق من باب الشعرية إلى العتبة، فضلا عن وجود متخصصين فى التربة، يدرسون حاليا تأمين العقارات الموجودة فى المسار وصولا إلى محطة العتبة. وتابع: «إن اللجنة المشكلة من: خبراء بالمحافظة والشركة الأم للمنفذ وشركة فنسى الفرنسية والشركة الألمانية والمقاولون العرب، فى اجتماعات مستمرة للوقوف على آخر تطورات الموقف»، مشيرا إلى أن الشركات المنفذة للخط الثالث قامت بصب أعمال خرسانة بلغت كميتها 2300 متر مكعب فى موقع التصدع (البالغ مساحته 100 متر و15 مترا عمقا) وذلك لتثبيت التربة السطحية. وصرح مصدر مطلع، يعمل فى عملية الحفر فى الخط الثالث، بأن جسات التربة فى هذه المنطقة التى تنفذ على عمق 25 مترا لم تكشف عن وجود شىء غير عادى، وأن هذه المنطقة قريبة الشبه بمنطقة الأوبرا التى تم تنفيذ محطة العتبة بالخط الثانى فيها. من جانبه، نفى الدكتور على عبدالرحمن، الأستاذ بجامعة القاهرة، مستشار محافظة القاهرة، حدوث أى شروخ أو ميول إضافية فى المبانى بالشارع، وأن التقارير المساحية مستقرة ولا توجد تشققات أرضية جديدة، مؤكدا أن هذا يعطى مؤشرا جيدا حول ملاءمة الحلول التى بدأ الخبراء المصريون والفرنسيون فى تنفيذها. وقال عبدالرحمن ل«المصرى اليوم» إنه تم الاتفاق على مواد الحقن ،التى ستتكون من الأسمنت ومادة «النبتونايت» المساعدة على تماسك التربة، وستستمر لمدة أسبوع على الأقل، مشيرا إلى أن الحقن سيتم أولا على مسافات متباعدة على أن تتم زيادة كثافة الحقن ليكون على مسافات متقاربة. وأضاف عبدالرحمن أن عملية التأمين ستكون على مرحلتين رئيسيتين ستبدآن بالتأمين الابتدائى الخاص بالحقن الأولى، والذى سيختص بالوصول إلى وضع مستقر فى التربة فوق النفق بالتثبيت عن طريق الحقن، ثم التأمين النهائى، الذى سيأخذ نحو أسبوعين أو أكثر، وسيختص بسحب المياه والأتربة من داخل النفق والتأكد من غلق الفتحة التى تكونت من الانهيار، والتى سيتم غلقها بوحدة خرسانية. وتابع: «سيتم أيضا سحب الحفار لإدخال بعض الإصلاحات ليستكمل السير فى اتجاه باب الشعرية»، مشيرا إلى أنه مع استقرار التربة والتأكد من غلق الفتحة وإصلاح الحفار، سيتم السماح للأهالى بالعودة إلى منازلهم. إلى ذلك استمرت رئاسة حى باب الشعرية أمس، فى صرف تعويضات الأهالى المتضررين من الانهيار، حيث قامت بصرفها بأثر رجعى للمواطنين ممن لم يحصلوا على التعويضات من يومين ماضيين، لحين إصدار التقرير الفنى المتوقع صدوره صباح اليوم « الثلاثاء». وتجمهر الأهالى أمام الحى منذ الساعة الثامنة مساء أمس الأول، لصرف التعويضات التى بدأت فى العاشرة مساءً وهو ما تسبب فى حالة من الغضب بين الأهالى تطورت إلى مشادات كلامية بينهم وبين مسؤولى الحى. وأبدى عدد كبير من المواطنين تخوفهم من أن يكون صرف التعويضات خلال الأيام الأولى فقط فى ظل ما تردد بينهم عن حدوث هبوط جديد فى عقاراتهم بعد الهبوط الذى وقع يوم السبت الماضى، بالإضافة إلى أن حالة الفوضى التى سادت فى القاعة التى تم تخصيصها لتسلم التعويضات لا «تبشر بالخير» خاصة أنها أدت إلى اختناق السكان خاصة كبار السن والسيدات. وشكا أصحاب المحال فى المنطقة من «مماطلة» مسؤولى الحى فى صرف التعويضات الخاصة لهم حتى الآن، فضلا عن الإلغاء المتكرر لاجتماعهم مع المسؤولين، للاتفاق على التعويض الأمثل وصرفه لهم، مشيرين إلى أن آخر موعد تم إلغاؤه كان مساء أمس الأول فى مكتب عضو مجلس الشعب عن الدائرة، حيث اكتفت إدارة الحى بتجميع أسماء أصحاب المحال ونشاط كل محل لتحديد القيمة التعويضية المناسبة له عن فترة الإغلاق. وتكرر موقف أصحاب المحال مع محمد هاشم صاحب السيارة التى ابتلعها الانهيار، مؤكدا أنه لم يحصل على التعويض الخاص به، بعد أن طلبت الشركة منه العديد من الأوراق التى لا يعرف جدواها. من جانبه، قال المهندس مصطفى زهران، رئيس حى باب الشعرية، إن المحافظة والحى فى انتظار النتيجة النهائية للجنة الهندسية لمعرفة أسباب الانهيار، موضحا أن هناك لجنة هندسية تقيس ارتفاع التربة فى المنطقة كل ساعة للكشف عن أى انخفاضات فى التربة ولو بنسب ضئيلة. وشدد زهران على استمرار صرف التعويضات للأهالى لحين إعادتهم إلى مساكنهم، مشيرا إلى أن الحى ينتظر التقرير الفنى لسلامة المبانى وعدم تأثرها والانتهاء من أعمال تثبيت التربة لعودتهم إلى منازلهم. وأوضح زهران أنه سيتم تحديد القيمة التعويضية عن المحال التى تضررت خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن كل قيمة ستختلف عن الأخرى وفقا لنشاط المحل.