الكلام عن اليونسكو أصبح فعلاً ماضياً.. فقط نحن نشكر فاروق حسنى لأنه دعمنا عالمياً، وأثبت أن الخوف من مصر يوصل إلى أخطاء تكشف عورات الغرب، وتؤكد نظرتى فى أوباما حينما تحدث إلينا فى جامعة القاهرة، وأعلنت كذبه فوراً لجارى المخرج السينمائى سمير سيف، الذى تعجب لرأيى الفورى؟!! أوباما يعمل لدى الإدارة الأمريكية التى تغرق أفغانستان فى وحلها منذ عنادها ووقوفها أمام الاتحاد السوفيتى.. أسقط فاروق حسنى ورقة التوت الأمريكية وأصبح الصديق يبتسم والخنجر فى ظهر صديقه.. صداقة أمريكا لمصر فضحتها مؤامرتها فى اليونسكو ورُبَ ضارة نافعة!! ما علينا.. لا أخفى عليكم سعادتى بعودة فاروق حسنى إلى وزارة الثقافة، وأهم معقل لتنمية الإنسان المصرى.. وفى عقلى مشروع لتنمية الإنسان المصرى بداية بالطفل وهو المشروع ذاته الذى بدأه الفنان فاروق حسنى مديراً لقصر ثقافة الأنفوشى وهو فى بداية الشباب عام 1970. دعم أطفال الأنفوشى ثقافياً وفنياً بالمسابقات فى الرسم والقراءة وعودة تعليم الخط العربى وإشعال فن التماثيل لأحفاد الفراعنة وندوات للأطفال وعنهم حتى أصبح القصر مقصداً لأطفال الإسكندرية، مشروعى لا يتطلب أماكن ولا دعماً مادياً.. فقط دعما فكرياً. ومن خلال الثقافة الجماهيرية التى فكر فيها وأرسى قواعدها أحد عقول مصر وعظيم مثقفيها د.ثروت عكاشة.. قصور الثقافة ترصع مع بيوتها الصغيرة محافظات مصر.. الهيئة العامة لقصور الثقافة لو أحسن استخدام قدراتها بعيداً عن الاحتفاليات الدائمة لأصبحت أهم عنصر فى تنمية الإنسان المصرى بداية بالطفل.. قصور الثقافة يمكن أن تكون مركزاً يواجه كل مشاكلنا من تنظيم الأسرة إلى محو الأمية أما عن توصيل خدمة القراءة للجميع فهى أهم مصدر لهذا المشروع العظيم. الهيئة العامة لقصور الثقافة تخضع كل فترة لرئيس، ولأننا فراعنة فكل من يأتى يشطب ليضيع توقيعه. فاروق حسنى وحده الذى يستطيع أن يعيد الأمل فى جعل قصور الثقافة منبعاً مهماً من منابع التنمية. إن إعادة تقييم أداء قصور الثقافة وبيوتها اعتماداً على تعداد السكان فى كل منطقة سوف يثرى الثقافة ويدعمها فيها. لدى خطة طموح لإعادة بناء الطفل المصرى بداية من أهم عناصر: ■ البناء وهو الانتماء بحيث يقوم كل قصر ثقافة بمسح للآثار الإسلامية والفرعونية والقبطية المحيطة به، وكذلك رصد العادات والموروثات ثم خريطة رملية مجسمة للموقع من نهر النيل أو البحر أو البحيرة أو حتى فى الصحراء تحت عنوان (أين نحن) وتسجيل للزعماء والمشاهير من الأدباء والأطباء والعلماء بحيث يكونون قدوة لكل طفل وشاب. ■ غرس حب التعليم عند الصغار ومحاولة دخول قصور الثقافة فى معركة محو الأمية بحيث يمحو كل متعلم أمية خمسة أميين فى منطقته. ■ الدخول فى محو الأمية الصحية والأمية الثقافية بجذب الأطباء فى المنطقة إلى قصر الثقافة كظرف مكان لمحو الأمية الصحية ومواجهة مشاكلنا الصحية المستديمة كالرمد والبلهارسيا وأمراض الصيف ناهيك عن أنفلونزا الخنازير والطيور. ■ الدخول فى مشاكلنا التى تجعل خططنا للتنمية محلك سر مثل تنظيم الأسرة وإدخال ثقافة الأسرة الصغيرة فى ذهن الطفل منذ الصغر بحيث تصبح من أحلامه فى الكبر أسرة صغيرة سعيدة. ■ الثقافة الجماهيرية تصدر مجلة للطفل اسمها «قطر الندى» عمرها أكثر من عشر سنوات وأكتب فيها أنا شخصياً، ولكن بلا قراء رغم كل هذه القصور ولو أرسل لكل قصر ألف نسخة من المجلة المدعمة التى تتكلف 4 جنيهات وتباع بجنيه واحد لأصبح لها قراء فى كل أنحاء مصر، وأصبحت من المطبوعات ذائعة الانتشار ولكن كل مطبوعات الثقافة الجماهيرية تسير بشكل بيروقراطى، ويجب إحداث ثورة فى هذه المطبوعات. ■ لقد قدمت مسابقة للأطفال من خلال هذه المجلة فى مهرجان القراءة للجميع تشجيعاً للصغار على القراءة. المسابقة تحت عنوان (اقرأ كتاباً ثم ارسمه أو لخصه) ووافق رئيس الهيئة الدكتور أحمد مجاهد على عمل جوائز لتشجيع الأطفال وصلت إلى عشرة آلاف جنيه!! ولكن المجلة لا تصل للأطفال، حتى يشاركوا فى المسابقة ولو كانت الهيئة قد وضعت إعلاناً فى كل مقر ثقافة لوصلت المسابقة إلى أطفال مصر ولكن العلاقة انفصالية بين المجلة وقصور الثقافة مع أن المجلة والقصور تابعة لهيئة قصور الثقافة؟!! يا عزيزى الفنان فاروق حسنى، وزير ثقافة مصر: أعرف عقلك الملىء بالأحلام والمشروعات التى تغذى ثقافة بلدك وأعرف اهتمامك بالطفل.. ولكن ربما كان من حظنا ومن حظ الطفل المصرى أنهم تآمروا عليك حتى لا تفوز بمنصب رئيس اليونسكو..! اجعل الفترة المقبلة مشروعك لتنمية الإنسان المصرى بداية بالطفل.. إن تقلدك لمنصب وزير ثقافة مصر أهم لنا بكثير من منصب رئيس اليونسكو.. إن مشوارك معنا ما زال به الكثير من العمل. ■ وفى قصور الثقافة يستطيع الأطفال أن يتعلموا الاستزراع لو وجدت حديقة تعلموا عن طريق خبير زراعى أن يزرع كل منهم فى إصيص الأكسجين الذى ينقى له الجو وفى عدم وجود حديقة يوضع إصص الزرع فى النوافذ أو على السلم أو حتى فى سطح المبنى بحيث يزرع الصغار بأنفسهم.. ونقيم فى كل قصور الثقافة مسابقة أصغر حديقة فى العالم حتى لو فى صحن صغير على قطعة من القطن. ■ حلم أخير يا وزير ثقافتنا وهو أكبر حلم.. إنه قلعة الأطفال التى شاهدتها فى اليابان منذ أعوام، وهى مبنى ضخم به جميع أنشطة الطفل من سن سنة حتى 18 عاماً.. لعب.. ورسم وقراءة وسباحة وموسيقى وكمبيوتر وفيديو.. وجدارية كبيرة يرسم فيها الجميع صغاراً وكباراً.. تشترك فى تحقيقه مع دعم يابانى أنا كفيلة بإقناع وزيرة التعاون الدولى السفيرة فايزة أبوالنجا.. فهل تمد يدك لأطفال مصر ونحقق معاً حلم العصر؟