هو واحد من أبرز القادة الأفارقة المناضلين ممن تصدوا بشجاعة وصمود للاستعمار، مدافعين عن حرية وكرامة شعوبهم. وسيكوتورى مولود فى منطقة فاراناه فيما كان يعرف بمنطقة النيجر الأعلى عام 1922، وهو ينتمى لعائلة تشتغل بالزراعة وينحدر من قبيلة المالنكى التى ظلت تقاوم الاستعمار الفرنسى بشراسة لمدة ستة عشر عاماً قبل نهاية القرن التاسع عشر، وكان جده أحد أشهر زعماء هذه القبيلة. درس سيكوتورى القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة فنية فى كوناكرى، وخلال تلك الفترة بدت روح المقاومة لديه وتبلورت عملياً للمرة الأولى قناعاته هذه حينما نظم إضرابا آنذاك، مما كان سبباً فى فصله وطرده من المدرسة، لكنه كوطنى شبَّ على قيم الوطنية ولم ييأس فحرص على استكمال دراسته بالمراسلة.. وفى عام 1941 حصل على وظيفة فى البريد وظل فيها سبع سنوات وأسس عام 1945 نقابة غينيا للعمال وبعد عام تقريباً صار أميناً لاتحاد نقابات غينيا، وأوفده هذا الاتحاد هو ومجموعة من رفاقه للدراسة فى المجال السياسى بفرنسا وبراغ ثم صار عضواً فى المؤتمر التأسيسى لحزب التجمع الأفريقى الديمقراطى، الذى شملت نشاطاته ما كان يعرف بغرب أفريقيا الفرنسية ثم انتقل بعد ذلك فى عام 1948 للعمل بوزارة المالية ولكنه لم يمكث بها طويلاً فسرعان ما طُرد بسبب نشاطاته السياسية التى كانت مثار قلق وتخوف للمحتلين الفرنسيين. انفصل سيكوتورى فيما بعد عن المؤتمر التأسيسى لحزب التجمع الأفريقى الديمقراطى لخلاف دبَّ بينه وبين أقطاب المؤتمر الذين كانوا ينادون بالتعاون والتنسيق مع فرنسا، وأسس سيكوتورى الحزب الديمقراطى الذى حصر نشاطه فى غينيا وحدد له هدفًا واحدًا، هو تحقيق حرية واستقلال غينيا، ثم انتخب أحمد سيكوتورى نائباً عن كوناكرى مرتين، ولكن السلطات الفرنسية كانت له بالمرصاد وطعنت فى انتخابه وأفشلته لتقويض دوره وتأثيره السياسى فى غينيا، فجاءت النتيجة عكسية، واستطاع سيكوتورى أن يكسب تأييد وحب الشعب الغينى، وتمكن فى انتخابات عام 1955 من الفوز برئاسة بلدية كوناكرى وفى عام 1957 أصبح رئيساً لمجلس غينيا وبدأ يدعو لإقامة تجمعات كبرى فى أفريقيا، تكون قادرة على مواجهة الاستعمار وواصل نضاله وكفاحه من أجل استقلال بلاده بالكامل، وفى مثل هذا اليوم (2 أكتوبر عام 1958) حصلت غينيا على استقلالها، وأصبح سيكوتورى رئيساً لها. لم يُفوّت سيكوتورى ملتقىً أو محفلاً دولياً إلا دافع فيه بالحجة والمنطق عن القضايا الأفريقية والعربية أيضا، واستمر على هذا المنوال إلى أن توفى فى شهر مارس عام 1984 بأحد المستشفيات الأمريكية.