* من110 ملايين نسمة فقط عام1850 ارتفع عدد سكان افريقيا إلي مليار نسمة بنهاية عام2009 لتصبح أسرع قارات العالم الست في النمو السكاني ومن المتوقع أن يصبحوا1.9 مليار بحلول عام.2050 فالمرأة الإفريقية تلد ما متوسطه5.3 طفل في حياتها مقابل2.6 طفل المعدل العالمي, قارة العجائب والطرائف والمآسي عطية عيسوي * من110 ملايين نسمة فقط عام1850 ارتفع عدد سكان افريقيا إلي مليار نسمة بنهاية عام2009 لتصبح أسرع قارات العالم الست في النمو السكاني ومن المتوقع أن يصبحوا1.9 مليار بحلول عام.2050 فالمرأة الإفريقية تلد ما متوسطه5.3 طفل في حياتها مقابل2.6 طفل المعدل العالمي, وتعد المرأة في النيجر صاحبة أعلي معدل ولادة في العالم وهو7.4 طفل حيث لا تستخدم موانع الحمل من النساء الإفريقيات سوي28% مقابل62% علي مستوي العالم. غني في الموارد.. وفقر في المعايش! وبينما هي أفقر قارات العالم من حيث متوسط دخل الفرد فانها تحوي في باطنها90% من بلاتين العالم و95% من الماس و25% من اليورانيوم و10% من الاحتياطي العالمي من البترول, وهي كلها خامات استراتيجية دفعت القوي الصناعية للتكالب عليها. ووفقا لتقرير لمجموعة منظمات دولية غير حكومية فإن النزاعات كلفت افريقيا300 مليار دولار في الفترة من1990 2005 بمعدل18 مليار دولار سنويا, وأعلنت وكالة الأممالمتحدة للتنمية أنه تم تهريب400 مليار دولار من افريقيا منذ منتصف التسعينيات منها30 مليارا في عام2003 وحده وهو مايعادل تقريبا حجم ديونها الخارجية. ويستثمر الأفارقة200 مليار دولار خارج قارتهم بينما تتسول دولهم المعونات! الهوسا.. قبيلة الدعاة من ملامح افريقيا البارزة قبيلة الهوسا أكبر قبائل القارة حيث يقدر عدد أبنائها بنحو200 مليون انسان يتركزون في شمال نيجيريا والكاميرون وتشاد وكينيا ويوجد منهم ثلاثة ملايين في السودان. أطلق عليها البعض اسم قبيلة الدعاة لأنهم هم الذين أخذوا علي عاتقهم نشر الإسلام في القارة السمراء علي يدي شيخهم عثمان دانفوا ديو لدرجة أن نسبة المسلمين في دولة مثل السنغال تتراوح الآن بين92% و95%. ووفقا للمركز الافريقي للدراسات والأبحاث الصوفية فإن المتصوفة مثل الشيخ عبدالقادر الجزائري وعمر المختار هم الذين قادوا الجهاد ضد الاستعمار, وكذلك مايا داخو في السنغال وجامبيا وعثمان فوجو في نيجيريا واحمد حماه الله في مالي وموريتانيا وآل السنوسي في ليبيا. نزيف عقول.. وحكام مجانين! من أغرب ما شهدته القارة الإفريقية قيام الجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس عام1974 وانهيارها بعد24 ساعة فقط, وكما شهدت ثوارا حملوا أرواحهم علي أكفهم مثل عبدالناصر ولومومبا وسيكو توري عانت من رؤساء مجانين مثل جامبو ديل بوكاسا الذي نصب نفسه امبراطورا علي افريقيا الوسطي وعرف بأنه من أكلة لحوم البشر, وعيدي أمين رئيس أوغندا الذي كان لايتورع عن استقبال بعض ضيوفه وهو راقد علي سرير في غرفة نومه! كما شهدت افريقيا أول امرأة تتولي رئاسة دولة وهي إيلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا منذ نحو عامين, وبينما يتمتع99% من سكان مصر بالكهرباء يعيش أكثر من80% من سكان دول افريقيا جنوب الصحراء وعددها34 دولة بلا كهرباء, ويموت طفل بالملاريا كل28 ثانية وشخص بالايدز كل دقيقة وآخر بالسل كل18 ثانية. وفيما يسمي بظاهرة نزيف العقول هاجر25% من الكوادر المهرة في مجالات مثل الطب والتمريض والهندسة الي الخارج وارتفع العدد في بعض الدول مثل سيراليون وجامبيا الي50% و75% من الأطباء المهرة في بلد مثل السودان. المرأة عماد الاقتصاد.. وضحية الرجل والصراعات في افريقيا المرأة العاملة هي أساس الاقتصاد ومفتاح النمو حيث تشكل60% من العاملين بالقطاعات الحكومية والرسمية و70% من العاملين في الزراعة وتنتج90% من الغذاء. أبرز التجار نساء ويدير50% منهن مصانع صغيرة ومتوسطة الحجم. ومع ذلك مازالت المرأة الإفريقية مستعبدة إلي اليوم في معظم البلدان الإفريقية وأصيب56% من الإفريقيات في الدول الواقعة جنوب الصحراء بالإيدز وهو مايعادل75% من المصابات بالمرض القاتل علي مستوي العالم. كما تشكل المرأة أغلبية المشردين واللاجئين من الحروب وهي أعلي نسبة عالميا. وبينما المرأة مكرمة وذات شأن كبير في دولة مثل موريتانيا نجد أنها في مملكة ليسوتو مازالت في حكم الجواري, حيث يضيف الملك مسواتي الثالث واحدة منهن إلي حريمه كل عام في مهرجان تحضره20 ألف فتاة حتي أصبح له أكثر من عشر زوجات و3 خطيبات وعمره لايتجاوز36 سنة! كما توفي والده تاركا60 زوجة في دليل صارخ علي استمرار امتهان كرامة المرأة! وفي بلد مثل ليبيريا أوضحت دراسة أن93% من نسائها تعرضن لأشكال متعددة من العنف. مواقف لاتنسي لمصر وعبدالناصر حظيت افريقيا باهتمام كبير من مصر, خاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لدرجة ان المسئولين في بعض دولها أطلقوا اسمه علي شوارع رئيسية فيها وعلي مستشفي في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية مثلا, وسمي وزير كيني نفسه باسمه من فرط عشقه له. كانت مصر بوابة التحرير لأكثر من35 دولة افريقية ونقطة تجمع وانطلاق حركات التحرر ضد الاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. يعمل في دول القارة حاليا أكثر من300 خبير مصري في كل المجالات ولمصر بعثات دبلوماسية في52 من دولها ال53 تشكل40% من حجم بعثاتها في العالم. لا ينسي معظم الأفارقة ماقدمه عبدالناصر من مساعدات ومواقف إلي جانب دولهم في وجه قوي الاستعمار وشركات الاحتكار. فعندما حاولت الشركات الإيطالية لي ذراع حكومة الصومال في الستينيات وشراء الموز محصول البلاد الرئيسي بثمن بخس سارع عبدالناصر بالإعلان عن استعداده لشرائه فتراجعت الشركات واشترته بالأسعار التي حددها المزارعون. وعندما لاحظ أن انتاج مصر من القماش ليس بالأحجام التي تناسب النيجيريين أجري تعديلات علي ماكينات النسيج وعلي معاصر الزيت لتصنيع الزيوت من النخيل المتوافرة ثماره في القارة. والنتيجة دخول مصر قلب كل وطني افريقي.