حالة من الخوف والهلع تسيطر على مفكرى الإسكندرية ومثقفيها من جراء ما يدور من عمليات إنشائية غير معروفة -وتتم فى سرية تامة- بمكتبة الإسكندرية التى هى متنفس ثقافى نقى لأبناء مصر بصفة خاصة، وأبناء العالم المتحضر بصفة عامة. والأخبار غير المؤكدة التى تسربت إلى المهتمين بالشأن المصرى، أن العمليات الإنشائية هذه، والتى تتم فى الظلام، هى إنشاء العديد من سلسلة المطاعم الأمريكية والإيطالية وغيرها عند مدخل المكتبة المواجه للبحر الأبيض المتوسط، وفى هذا إخلال بالتصميم الأساسى الذى قامت عليه المكتبة، بل إن أساتذة العمارة فى الجامعات المصرية فى حيرة شديدة من هذه العشوائية التى يشاهدونها أمامهم. وأود أن أقول لأصحاب تلك الأفكار الاستثمارية غير النافعة، إن الزائر للمتحف البريطانى بلندن، بعد أن يتجول فى أقسام المتحف المختلفة -الذى يحتاج إلى عدة أيام لمشاهدة المعروضات- عندما يحل به التعب، فإنه يتوجه إلى الدور الأرضى ويجد صالة ضخمة يمكنه فيها أن يتناول بعض الوجبات الخفيفة بهدوء شديد فى جو تحيط به قداسة العلم واحترامه، ثم يعود إلى المتحف لاستكمال جولاته. ومكتبة الإسكندرية بها كافتيريا يمكن للزائر أن يجد بها ما يحتاجه، بالإضافة إلى وجود إمكانية إنشاء صالة طعام بالدور الأرضى بالمكتبة -أسفل مستوى سطح البحر بعدة طوابق- ويمكن للجالس بها أن يشاهد البحر من خلال النوافذ الزجاجية المغلقة.. يا سادة لماذا نشوه الجمال المعمارى من أجل حفنة من الأموال لا تفيد ولا تشبع؟.. بالإضافة إلى أن نوعيات أطعمة تلك المطاعم غير صحية على الإطلاق، هذا إن كان الغرض من تلك الإنشاءات هو سلسلة المطاعم هذه، وإن لم تكن، فما الغرض من تلك الإنشاءات؟ ثم كيف يتم هذا وبالمكتبة مركز متخصص للحفاظ على التراث المعمارى يرأسه أحد أساتذة جامعة الإسكندرية الأفاضل من قسم الهندسة المعمارية، وله حماس نحو الحفاظ على الشكل المعمارى المتناسق! مع من أتكلم اليوم.. إن ما يحدث فى الإسكندرية -على جميع المستويات- يثير الحزن والضيق والألم على ما أصاب تلك المدينة الجميلة!! عجبى على هذا الزمان الردىء! د.مينا بديع عبدالملك رئيس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية المحرر: اتصلت بالأستاذ الدكتور ممدوح حمزة الذى أشرف على إنشاء المكتبة، وأفادنى بأنه فوجئ منذ شهر بما يحدث، وأبدى اعتراضه بشدة للمسؤولين المتواجدين وقتها، ولم يكن الدكتور إسماعيل سراج الدين متواجداً.. وأكد لى أن أحداً لم يراجع المكاتب الاستشارية التى صممت المكتبة لأخذ رأيها!! وإن ما يتم يدمر منظر البلازا الرائع.. وعندما شاهد العمال يكسرون الجرانيت الذى تكلف المتر المربع منه ألفاً وسبعمائة جنيه شعر وكأن أحداً يقطع من جسده بالسكين!! إننى أناشد الدكتور إسماعيل سراج الدين أن يوقف هذه المهزلة.. ويدعو المصممين وأهل الخبرة لسماع آرائهم بعيداً عن مدير إدارته الهندسية!