لم يتوقع وزير الصحة السعودى، عبدالله الربيعة، أن يتحول حاسب «آى باد» الذى أهداه للطفلة ريهام حكمى التى أصيبت بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، نتيجة نقل دم ملوث لها بالفيروس عن طريق الخطأ، الأسبوع الماضى، إلى موضوع للسخرية والانتقاد من السعوديين على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «تويتر». وأثارت طريقة تعامل الوزارة مع حادثة ريهام «12 عاما» غضب الكثيرين، بعدما أعرب الوزير عن حزنه لمرضها لأنها كبناته، وسأل قبل زيارتها عن الهدية المناسبة التى سيقدمها للفتاة، لأنه لا تجوز زيارتها دون هدية، فاقترح عليه العاملون فى وزارة الصحة أن يحضر لها جهاز «آى باد» ومصحفا، فقرر الوزير إحضار «آى باد» لها وتحميل مجموعة من الألعاب ونسخة من القرآن الكريم عليه. الأمر الذى أثار انتقادات السعوديين، حيث كتب الداعية السعودى عادل الكلبانى على صفحته على «تويتر» أنه «أرخص تعويض، يستحق الدخول فى موسوعه جينيس»، فيما كتب الممثل فايز المالكى «جوائز وزارة الكحة: إبرة إيدز.. آى باد دون شريحة.. حالة وفاة.. صورة للمرحوم قبل الوفاة.. جرعة بنج زيادة». كما كتب عاصم التميمى: فى فرنسا عام 1995 نقل دم مصاب بالإيدز لمواطن، فاستقالت الحكومة وحكم على وزير الصحة ب40 سنة والربيعة يهدى ريهام آى باد.. ريهام ضحية بلا ذنب. وبدأت مأساة ريهام عندما أصيبت بالأنيميا، فأخذها أهلها إلى مستشفى جازان العام، الأسبوع الماضى، لتتلقى العلاج اللازم، حيث نقل إليها أحد الفنيين العاملين فى المستشفى دما ملوثا بالإيدز من متبرع سبق أن تبرع بكيسى دم لمستشفى الملك فهد المركزى بجازان، قبل سنة، وبعد اكتشاف الخطأ بإجراء المراجعة الفنية، تم استدعاء المريضة وإدخالها مستشفى الملك فهد فى جازان، حيث تخضع حالياً للعلاج النوعى. وأمر أمير منطقة جازان، محمد بن ناصر بن عبد العزيز، بالتحقيق فى القضية، وأصدرت وزارة الصحة جملة عقوبات متعلقة بالطفلة، أعفت من خلالها 5 مسؤولين وعاقبت 3 منهم بغرامات بلغ مجموعها 30 ألف ريال، كما فصلت الفنى المسؤول عن التقصير، إلا أن والدة الطفلة طالبت بمحاسبة وزارة الصحة، على أن يكون وزيرها أول من تتم محاسبته على ما اقترفوه فى حق ابنتها.
