سبق أن أرسلت عبر صفحات «المصرى اليوم» بلاغًا إلى النائب العام، وفور نشر البلاغ فى 16/8/2009 مباشرة تلقيت مكالمة هاتفية كريمة من السيد المستشار عبدالمجيد محمود يبلغنى فيها أنه قرأ البلاغ وقام بعد التأشير عليه بإرساله إلى وزارة الزراعة للرد على ما جاء فيه، وبقدر سعادتى بهذه الاستجابة السريعة والقوية من الرجل الذى يحمل على كتفيه عبء العشرات من قضايا الفساد والإفساد التى تفشت فى مصر فى السنوات الأخيرة.. بقدر إحساسى بالإشفاق عليه. فالرجل- مهما بلغت قوته- لن يستطيع بمفرده أن يواجه هذا الطوفان من جرائم الرشوة واستغلال النفوذ، وسرقة المال العام، والإهمال الجسيم، والاختلاس.. وغيرها من الجرائم التى تشير بوضوح إلى أن هناك خللاً رهيبًا قد حدث فى المجتمع المصرى ينذر بالخطر على مستقبل الأجيال القادمة.. ومن هنا فإننى أنادى كل المشفقين على هذا البلد المنكوب بمسؤوليه أن يبادر بفضح أى مظهر من مظاهر الإفساد مدعومًا بما يتوافر من أدلة ومستندات.. فلم يعد هناك متسع لخوف أو قلق أو رهبة.. وطالما أن لدينا قامات شامخة فى سلك القضاء لا تخشى فى الحق لومة لائم فلن نفقد الأمل.. وسوف نستمر فى كشف أوجه الفساد مهما كان حجم المفسدين ومهما كانت مواقعهم «فما نيل المطالب بالتمنى.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا». واليوم أزيد من أعباء السيد المستشار النائب العام بإضافة بلاغ جديد وعاجل عن جريمة ترتكب يوميًا فى حق مواطنى محافظة الجيزة التى تحولت بفضل جهود مسؤوليها إلى مستنقع للقمامة بصورة لم تحدث فى تاريخ هذه المحافظة العريقة من قبل، وانتشرت القمامة فى كل شوارع المحافظة الرئيسية والفرعية.. ناهيك عن الأحياء الشعبية التى غرقت فى بحر النسيان.. باستثناء قبيح لبعض شوارع منطقة العجوزة التى قام المنافقون والمتسلقون بغسلها، وتنظيفها عدة أيام قبل زيارة السيد أمين السياسات بالحزب الحاكم. إننا يا سيدى المستشار أصبحنا مهددين بالكثير من الأمراض والأوبئة الناتجة عن هذه القذارة، وما يصاحبها من انتشار الناموس والذباب والفئران، والحيوانات الضالة والنافقة.. فى الوقت الذى ترفع فيه الدولة حالة الاستعداد لفيروسات أخرى قادمة لنا من الخارج. تكفى زيارة واحدة مفاجئة يا سيدى لأحد الأحياء التى كانت فى يوم من الأيام أحياء راقية ونظيفة وهادئة، مثل الدقى والمهندسين، لكى ترى على الطبيعة المأساة الحقيقية التى تغنى عن أى بيان.. وسوف ترى يا سيدى من ناحية أخرى أعدادًا لا حصر لها من الأبراج الشاهقة التى ارتفعت فى غفلة من الزمن ومن القانون لكى تحل محل فيلات كانت تميز المعمار فى هذه الأحياء، وأنت تعلم يا سيدى مدى ما يعنيه ذلك من تشوه معمارى خطير، وتلوث بيئى لا حد له بالإضافة إلى العبء الكبير الملقى على مرافق وشوارع هذه المناطق. إننى أطالب سيادتكم بفتح ملف هاتين الكارثتين.. انتشار القمامة فى كل مكان.. وانتهاك حرمة البيئة العمرانية بهذا التشوه العمرانى المريب، الذى تقدح منه رائحة الفساد والتربح. إننى على يقين بأنكم تعلمون أنه لا أحد فوق القانون.. ولذلك أطالب بمحاسبة كل مسؤول فى هذه المحافظة يثبت إهماله فى أداء واجبه، وخيانته للأمانة، أو تورطه فى عمليات فساد أو تربح.. وكلى أمل أن تتخلص هذه المحافظة المغلوبة على أمرها من كل مسؤول فقد صلاحيته، أو عجز عن أداء مهامه الوظيفية.. وفقكم الله إلى ما فيه خير الوطن والمواطنين.