صلاح السعدنى: اخترت «الباطنية» من 30 مسلسلاً ولم أتوقع نجاحه فى هذه السويقة

مسلسل «الباطنية» ليس العمل الأول الذى يقدم فيه صلاح السعدنى دور تاجر مخدرات، فقد قدم منذ 10 سنوات الدور نفسه فى مسلسل «السراب» الذى كتبه الراحل أسامة الغازى، لكن فى مسلسل «الباطنية» يقدم السعدنى شخصية مركبة تجمع بين متناقضات عديدة، ورغم أن الحكم على المسلسل مازال مبكرًا فإنه حقق نجاحًا كبيرًا.
■ هل صحيح أنك تقدم الشخصية نفسها التى قدمها فريد شوقى فى فيلم «الباطنية»؟
- مسلسل «الباطنية» يبدأ من حيث انتهى الفيلم عام 1985 ولا أقدم الشخصية التى قدمها فريد شوقى ولكن شخصية «العقاد» استكمالًا له، ففريد والدى وأستاذى فى التمثيل والشخصية التى أقدمها مختلفة عنه تمامًا من ناحية الصوت والأداء والتفكير فهى تغلب عليها صفات ابن البلد، كما أن المسلسل مختلف تمامًا عن الفيلم ولا يوجد تشابه بينهما إلا فى خطوط بسيطة جدًا.
■ البعض يعتبر نجاح المسلسل امتدادًا لنجاح الفيلم.. كيف ترى ذلك؟
- غير حقيقى لأن من شاهدوا الفيلم ماتوا ومر جيلان على الفيلم، والمسلسل نجح لأن الممثلين بذلوا جهدًا كبيرًا فيه، وهناك مسلسلات عديدة مقتبسه من أفلام ولم تحقق أى نجاح فالأمر لا يقاس بهذا الشكل.
■ ما الضرورة فى مناقشة قضية المخدرات فى الوقت الحالى؟
- المخدرات موجودة فى مصر من أيام محمد على وحتى الآن، وعلى رأى الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم: «الحشيش مشروع قومى فى مصر»، وهذا أكبر دليل على انتشارها ومازلنا نقرأ عن جرائم المخدرات فى الصحف، كما أن أهل الباطنية بعد أن تم ضبطهم هربوا إلى كوم السمن ومازالوا يمارسون هذه التجارة غير المشروعة، فكان لابد من التصدى لهذه القضية مرارًا وتكرارًا، فالمسلسل يتطرق إلى هذا العالم ويكشف خباياه ويرصد آلاف المصريين الذين راحوا ضحية تعاطيهم الهيروين، فلابد من التصدى لتلك الكوارث فى أكثر من عمل فنى، ومهاجمة مرتكبيها، والمطالبة بتشديد العقوبات على من يجلبونها إلى مصر.
■ كيف ذلك و»العقاد» يحلل تعاطى وتجارة المخدرات فى المسلسل؟
- لأن فكر «العقاد» ساذج، فهو رجل عديم الثقافة مثل غيره من أغلب المسلمين فى مصر، فهم يقولون إنه لا يوجد نص قرآنى بتحريم الحشيش، حتى فى عائلتى، وأنا صغير كان هناك مشايخ يقولون إن الحشيش ليس حرامًا، ولذلك أوجه فى نهاية المسلسل رسالة مباشرة تؤكد أن الحشيش حرام رغم أننى لا أحب الرسائل المباشرة.
■ هل تعتقد أن رسالة المسلسل ستصل بهذه السهولة؟
- بالتأكيد لأن نسبة مشاهدة المسلسل مرتفعة وأنا سعيد جدًا برد فعل الجمهور، ورغم اقتناعى برسالته فإننى لم أكن أتوقع أن يحقق هذا النجاح، خاصة بعد الزحام الشديد فى المسلسلات التى تعرض خلال شهر رمضان، فصعب جدًا أن تجد نفسك وسط هذه «السويقة» فهناك فنانون يبذلون جهدًا كبيرًا، ولكن طريقة وموعد العرض يسببان مشاكل كثيرة للمسلسلات، فيجب أن يضع خبراء فى الفن والإعلان خطة لتوزيع المسلسلات على السنة كلها.
■ لماذا يتعامل «العقاد» بقسوة مع ابنه؟
- طبيعى أن يفعل ذلك عندما يغضب من ابنه فهو تاجر مخدرات وعدوانى وقاسى القلب، وعندما علم أن ابنه تزوج بنت شغالة عنده وأنجب منها، طبيعى أن يثور ويحرق محال ابنه ويخطف حفيده من والدته ويطلقها منه بالقوة، فهذا منطقى حتى يعود ابنه إليه مرة أخرى لأنه ابنه الوحيد.
■ وهل من المنطقى أن يتزوج ضابط شرطة فى مكافحة المخدرات ابنة «العقاد» وهو لا يعرف مهنتة غير المشروعة؟
- لا أحد فى الباطنية كلها يعرف مهنة «العقاد» غير المشروعة فهم يعرفون عنه أنه تاجر أخشاب حتى زوجاته لا يعرفن باستثناء «لوسى»، و»العقاد» كان رافضا لهذه الزيجة من البداية، ولكن أمام إصرار البنت اضطر أن يوافق.
■ رغم المشاكل الكثيرة التى يواجهها «العقاد» فإن أداءك للشخصية كان هادئًا، كيف ذلك؟
- هذا يرجع إلى خبرتى، فالانفعالات لا تجسد بالصوت العالى، وأنا أوزع انفعالاتى حسب الموقف، ومهنتى كممثل تجعلنى أفهم جيدًا ما يتطلبه الدور، فأنا تلميذ محمود المليجى وعملت معه أفلامًا كثيرة منها فيلم «الأرض» فتاريخى يمتد إلى 30 سنة تمثيل.
■ بحكم خبرتك الكبيرة ما حجم تدخلك فى المسلسل؟
- لست مثل غيرى، فأنا أؤمن بأن لكل شخص دوره ولكن لا يمنع ذلك لو أن لى ملاحظة أناقشها مع المخرج دون أن أفرض عليه رأيًا.
■ لماذا يحرم «العقاد» الهيروين والبودرة ويرفض التجارة فيهما؟
- لأنه يعتقد أن الهيروين مصنوع بعكس الحشيش الذى هو نبات من عند الله، وبالتالى فهو يعتقد أنه لا يضر، خاصة أنه متدين ويحضر جلسات للشيخ الشعراوى ومن رواد سيدنا الحسين.. ولأن أحداث المسلسل تدور فى الحسين والأحياء الشعبية اخترته من بين 30 مسلسلًا عرض على لأن هذه المناطق تذكرنى بكتابات نجيب محفوظ.
■ تقصد أنك قرأت 30 سيناريو عرض عليك حتى اخترت «الباطنية»؟
- منذ وقت قريب كنت أقرأ كل ما يعرض على، ولكن مع تقدم السن ولأن القراءة مرهقة وتحتاج إلى وقت ومجهود، كونت لجنة من أصدقائى يشرف عليها عثمان شكرى وجهاد أبوالعينين لاختيار عمل أو عملين أقرأهما لأفاضل بينهما بعد ذلك.
■ وهل واجهتك مشكلة فى ملابس الشخصية؟
- بالعكس أنا من عشاق ارتداء الجلابية فى البيت، أنا ابن بلد والجلابية جزء من حياتى أرتاح إليها ولهذا اخترت «الجلاليب» التى ظهرت بها فى المسلسل.