قرأت فى «الأهرام» يوم الأربعاء تقريراً له مضمون طيب، قد يكون خطوة على الطريق. قال التقرير إن تشريعاً جديداً سوف يتيح مقاضاة رجال أعمال دون اللجوء إلى حبسهم. سيتم الاكتفاء بحضور المحامى. تعديلات فى قانون الإجراءات الجنائية تؤدى لإنجاز المصالحات. الهدف: عودة رجال أعمال من الخارج، تشجيع الاستثمارات. علّق حسين صبور، رجل الأعمال، مؤيداً. من جانبى أعتبر تلك خطوة حميدة. إن تمت. يوم الأربعاء تقرر إعادة محاكمة كل من الدكتور أحمد نظيف وحبيب العادلى وزهير جرانة. تم قبول النقض فى قضايا صدرت فيها أحكام عليهم. فى اليوم نفسه قبلت محكمة تظلم الدكتور زكريا عزمى وأفرجت عنه. تكرار قبول النقض فى قضايا عديدة معناه أن الأحكام التى صدرت العام الماضى كانت متعجلة. ربما أفلتت منها إجراءات قانونية. المتهمون حوكموا تحت ضغط شعبى. كم منهم قضى عقوبات بالسجن دون ذنب أو جريرة. اتهموا فى ذمتهم. ينتظرون إعادة المحاكمة. بخلاف الظلم المتوقع حتى تعاد المحاكمات تسبب ذلك المناخ فى توتر عام بالأسواق. النائب العام السابق أصدر قرارات بفرض حظر سفر وحظر حسابات على أفراد وردت فى حقهم شكاوى. ربما أراد أن يثبت أنه لا يجامل إدارة حكم سابقه. عشرات من الأشخاص واجهوا عنتاً. أقدر القضاء وأحترمه. أنتقد الشكاوى الكيدية التى لوحق بها الكثيرون. جهات المحاسبة والتقييم كانت واقعة تحت ضغوط. اتهمت هى فى ذمتها. قيل إنها تجامل البعض. جرى الجميع وراء سراب عظيم. أدى هذا المناخ إلى ركود اقتصادى. أسباب أخرى تعثرت بسببها الحركة. مبررات جعلت الأيادى التى تصدر القرارات مرتعشة. تخشى أن تتعرض للمحاكمة. المناخ ليست مشكلته فقط القوانين. مشكلته كذلك الأحاديث التى يرددها السياسيون. توجهات الرئيس. كلماته المعلنة. كان يوزع اتهامات الفساد يميناً ويساراً. الآن تراجع عن ذلك. لم يعد يكرره منذ فترة. قليلون فى الحزب الحاكم مازالوا يواصلون اتهام البشر فى ذمتهم بالفساد. هذا لا يصنع طهاره. هذا لا يضمن أوضاعاً طيبة للعمل. بالعكس ينشر خوفاً وخشية وتوتراً. الاستثمار يحتاج هدوءاً، لا تهديداً. صاحب المال لن يقترب طالما أنه يتعرض فى كل دقيقة للترويع. تعديلات القوانين التى قرأت عنها مفيدة فى حد ذاتها. رسالة بأن الحكومة تعود إلى جادة السبيل. سيكون هذا جيداً إن حدث. سوف تلاحظ أنى أعلق تقييمى فى حرف (إن). لا أطمئن إلى أن ذلك قد يحدث. خبرتنا مع حكم الإخوان تقول إنهم يقولون شيئاً ويعودون عنه. لن تعود الثقة من خبر فى جريدة أو تقرير على شاشة. سوف تعود إن تراكم التوجه. إن ثبت أنه لا عودة من جديد للتهديد والابتزاز. لا تكرار لرمى الناس بالباطل. سوف تعود إن ثبت أن القضاء لا يتعرض للتهديد. إن توقف الإخوان عن الطعن فى ذمته. رسائل عديدة أخرى مطلوبة. ليست صعبة إن كان هناك من يريد خيراً لمصر. [email protected]