فى البداية أعتذر بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن جريدة «المصرى اليوم». طلبت من الزملاء أن ينشروا تهنئة من جانبى للقراء الأفاضل بحلول عيد الأضحى. قلت فى هذا التنويه إنى أعتذر عن عدم الكتابة حتى تنتهى إجازة العيد. تكاسل الزملاء عن النشر. ربما أعطوا ذلك اهتماماً أقل. قد يكون التنويه نُشر فى موقع لم يُقرأ. لم يهتم الزملاء بنشر التنويه على الموقع الإلكترونى للجريدة. وصلتنى رسائل بريدية عديدة تسأل لماذا لم أكتب. أرجو أن تغفروا لى. سوف يراعى الزملاء فى «المصرى اليوم» اتباع التقاليد فى المرة المقبلة. كل عام وأنتم بخير. ■■■ قصد الدكتور أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، أن يرسل هدية مسمومة للمصريين والرئيس مرسى فى الأعياد. حرض المصريين على الثورة ضد نظام الحكم الجديد. وصف الحكومة بأنها فاسدة. هذا كلام خطر. لا أميل إلى تمرير مثل تلك الكلمات. للدكتور أيمن تابعوه. له من يؤمنون بأفكاره. هالنى أن يقول المتحدث باسم الجبهة السلفية فى مصر الدكتور خالد سعيد: «الدكتور أيمن هو عَلَم من أعلام الأمة الإسلامية وأحد قياداتها». كون الدكتور خالد وصف كلام الظواهرى بأنه بعيد عن الواقع لا ينفى تقييمه له بأنه (علم وقيادة)!! تعليق المتحدث باسم الجبهة السلفية يثبت خطورة ما قال الظواهرى. إذا كان (علماً وقيادة) فإن هناك من سوف يتفق معه أو يختلف. الكارثة فيمن يتفقون. من يرون أن كلامه قريب من الواقع وليس بعيداً. هؤلاء ليسوا معلومين. هؤلاء سريون. هؤلاء من بينهم الذين يحاربون جيش مصر فى سيناء. قبل أيام ضبطت أجهزة الأمن المصرية ما أطلقت عليه وسائل الإعلام (خلية مدينة نصر). الشذرات التى قرأتها فى الصحف عن تلك الخلايا تثبت أن ل«القاعدة» والظواهرى من يتبعها ويتبعه فى مصر. مشكلة الإخوان وحكم الرئيس مرسى أن لهم روافد مشتركة مع مثل أصحاب تلك التصريحات. روافد فكر وسياسة ورؤى. قال سيد عزب من الإخوان إن الظواهرى مجنون. قال محمود غزلان من الإخوان أيضاً إن الظواهرى يمارس ابتزازاً رخيصاً. جنون أو ابتزاز هو واقع. أتباعه فى الشارع المصرى موجودون. يؤمنون بأن الشريعة لابد أن تطبق كما يؤمنون بها. يحاربون مسودة الدستور التى لم ترض أحداً. يدعون إلى مظاهرة كبرى ضد هذا الدستور لأنه لم يطبق الشريعة كما يريدون. لا يوجد اختلاف بين ما يقولون وجوهر كلام الظواهرى. رفع المتطرفون المصريون صور أسامة بن لادن أكثر من مرة فى ميدان التحرير. رفعوا فوق سارى السفارة الأمريكية علم تنظيم القاعدة الأسود بدلاً من علم الولاياتالمتحدة. بعضهم أصدر بيانات ضد الرئيس مرسى. سمعت أحدهم يدلى بتصريحات للأستاذ عمرو أديب يصف فيها الرئيس مرسى بأنه «طاغية». انتخاب الإخوان لم يقض على التطرف. لم يسحب البساط منهم. انتخابهم أدى إلى إعطاء زخم لتيارات دينية مختلفة. منها شديد التطرف. منها الأقل تطرفاً. يقدم الإخوان أنفسهم على أنهم الأكثر اعتدالاً بين تلك التيارات. الخطر يكمن فى أنه يوجد تحالف بين الإخوان وكل تلك التيارات. نشرت صحيفة «المصرى اليوم» يوم السبت تصريحات لأحدهم يقول إنهم سيخوضون الانتخابات البرلمانية بما يسمى «منتخب إسلامى»! قال الظواهرى إن أوباما كاذب. قال إنه عليه أن يعترف بالهزيمة فى العراق وأفغانستان وشمال أفريقيا. اعتبر الظواهرى إذن شمال أفريقيا، ومن بينها مصر، منطقة حرب مع الولاياتالمتحدة. اعتبر أن القاعدة حققت نصراً فيها. بعد هذا النصر هو يريد تطبيق الشريعة. يهاجم الرئيس مرسى. يطالب المصريين بالثورة. لن يستجيب له المصريون. ليست المشكلة فى الاستجابة. المشكلة فيمن يعتبرون كلام الظواهرى توجيهاً. من يرون أنه عَلَم وقيادة وقائد. من سوف يتبعون تعليماته!! [email protected]
