وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره التشادي سبل تعزيز التعاون    هبوط شبه جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    جمعية رجال الأعمال تتوقع نمو صادرات الخضر والفاكهة إلى 9 ملايين طن خلال 2025    الهلال الأحمر يدفع بقافلة «زاد العزة» ال 75 مُحملة باحتياجات الشتاء ونحو 9900 طن إمدادات إنسانية لأهالي غزة    عاجل- فيضانات وانهيارات أرضية تهدد شمال إيطاليا.. فرق الإنقاذ تبحث عن المفقودين    اندلاع حريق هائل بممر أكشاك لبيع الأحذية بمحافظة الإسكندرية    إصابة 2 فى حادث تصادم بين توك توك وسيارة بكفر الشيخ    الصحة: مصر تطلق أول اجتماع لوزراء صحة دول «الثماني النامية» D-8    هيئة الرعاية الصحية تعلن نجاح أول عملية تركيب منظم لضربات القلب بمحافظة أسوان    طارق العشري: عودة فتوح من أهم مكاسب دورة الإمارات.. وإمام إضافة قوية لمصر في أمم إفريقيا    برشلونة يسعى لخطف نجم الهلال السعودي    توروب ينتظر عودة اللاعبين الدوليين للأهلي    انطلاق منتدى دبي للمستقبل بمشاركة 2500 خبير دولي    التمثيل العمالي بإيطاليا ينظم الملتقى الثاني لحماية حقوق العمال المصريين    حبس عاطل بتهمة الشروع في قتل زوجته بالقطامية    بعد وفاة وإصابة 5 أشخاص.. تفاصيل حادث الطريق الدولي الساحلي بكفر الشيخ: مُدرسين كانوا في طريقهم للمدرسة    اليوم، "بنات الباشا" في عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي    سعر صرف الدولار في البنوك المصرية بمستهل تعاملات الثلاثاء    مقتل 15 مسلحا خلال عمليتين أمنيتين فى شمال غربى باكستان    الرعاية الصحية: نجاح أول عملية تركيب منظم لضربات القلب بأسوان    الصغرى بالقاهرة 17 درجة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    مقتل 15 مسلحا خلال عمليتين أمنيتين فى شمال غربى باكستان    محافظ أسيوط: إطلاق مسابقة لمحات من الهند بمشاركة 1300 طالب وطالبة    انتخابات مجلس النواب.. الهيئة الوطنية تعلن اليوم نتيجة المرحلة الأولى.. البنداري يوضح حالات إلغاء المرحلة الأولى بالكامل.. ويؤكد: تلقينا 88 طعنا في 70 دائرة انتخابية    كامل الوزير: طريق «مصر - تشاد» محور استراتيجى لتعزيز التواصل بين شمال ووسط أفريقيا    منال عوض تترأس الاجتماع ال 69 لمجلس إدارة جهاز شئون البيئة    وزير الصحة: دفع 39 مليون أفريقى نحو الفقر بسبب الزيادة الكارثية فى إنفاق الجيب    دراسة جديدة: جين واحد مسؤول عن بعض الأمراض النفسية    اليوم.. الحكم في دعوى نفقة طليقة إبراهيم سعيد    ترامب لا يستبعد عملا عسكريا ضد فنزويلا رغم بوادر انفتاح دبلوماسي    جامعة عين شمس تطلق النسخة ال12 من معرض الزيوت العطرية 2025    غموض في منشور مصطفى حجاج يثير قلق جمهوره    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استقيموا يرحمكم الله !?    عندما يتحدث في أمر الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه ..بقلم/ حمزة الشوابكة    وزير التموين يتوجه إلى بيروت للمشاركة في مؤتمر "بيروت وان"    بث مباشر.. "البوابة نيوز" تنقل قداس ذكرى تجليس البابا تواضروس الثاني    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية وليس لي علاقة    استئناف عاطل على حكم سجنه بالمؤبد لسرقته شقة جواهرجي في عابدين اليوم    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين بقضية خلية النزهة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 فى المنيا    أمريكا تمنح حاملي تذاكر مونديال 2026 أولوية في مواعيد التأشيرات    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    موضوع بيراوده منذ 3 أيام، كامل الوزير يكشف كواليس ما قبل بيان السيسي بشأن الانتخابات (فيديو)    الدكتورة رانيا المشاط: الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق وظائف جديدة    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    فاروق جعفر: أتمنى أن يستعين حلمي طولان باللاعبين صغار السن في كأس العرب    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    التأهل والثأر.. ألمانيا إلى كأس العالم بسداسية في مرمى سلوفاكيا    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد وتداهم عددًا من المنازل    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القس ديسقورس شحاتة يرد على د. يوسف زيدان (4) دكتور زيدان بين قيود الشخصنة ورعب التحرر
نشر في المصري اليوم يوم 28 - 08 - 2009

مازال د. زيدان مصمماً على نفاذ قوته فى الصراع الشخصى وسوف أعذره لأننى أدرك ما سوف يعانيه شخص تحرر من قيد ما إلى حرية مجهولة فالتحرر من الشخصنة سوف يقوده إلى ميدان ترعبه فيه الحقيقة وتزعج عينيه أنوار المعرفة فتمسكه بالشخصنة فيه إنقاذ له.
فحينما تصفحت مقاله الأخير رحت أنظر بين سطوره فأجدنى أتطلع إلى عشرات الصور لشخص يجيد التلون يربط صوره فى النهاية شخص راح يصارع الهواء فقاده قلمه ليصوغ بعد الهذيان السابق سطوراً من السخافات وبراعة فى إتقان الكذب. سوف أفاجئ القراء بإعلان فضيحة كبرى مؤسسة على براعة فى فن صياغة الكذب إلا أن براعته هذه المرة قد خانته فسقط غير مأسوف عليه وانتظروا مفاجأتى فى السطور المقبلة.
فى مقدمة مقاله سرد سيادته إسهامات الفلسفة اليونانية موضحاً ما قدمته هذه الفلسفة للبشرية قائداً إياناً إلى نتيجة مهمة هى اتفاقنا جميعاً فى أن المسيح هو كلمة الله وربما يتراءى للقارئ اهتمام الرجل بذكر الفكرة.
ولكن تأكيده على عبارة المسيح بلفظها كلمة من الله دون شرحها مداعباً عواطف المسيحيين ولم يؤكد كيف يكون المسيح كلمة الله فكلمة من الله التى ذكرها ربما تعنى كلمة البشارة أو الوصية أو التحذير من الخطأ ولقد جاء النص القرآنى قائلاً: «إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين» ولم يكن الدكتور زيدان واضحاً بل تاركاً عقل القراء لاستنباط ما يشاء ولم يكمل شرحه للفكرة وأما المسيح كونه كلمة الله فهذا يعنى أنه عقل الله الناطق أو فكر الله الذى لا ينفصل أبداً عنه فالله وكلمته واحد لا ينفصلان أبداً فحينما نتكلم عن الكلمة بمعنى الوصية أو البشارة نقول كلمة اسمها أما حينما نتكلم عن المسيح كلمة الله المتجسد نقول كلمة منه اسمه المسيح تماماً كما يقول الكتاب المقدس «والكلمة صار جسداً» يو 1: 14 ومن هذا المنطلق نؤكد من جديد أن المسيح وإذ هو كلمة الله المولود من الأب قبل كل الدهور فولادته من الله كولادة الفكر من العقل فالعقل دون فكر لا يسمى عقلاً أبداً والعقل والفكر شىء واحد لا يمكن فصلهما وبالتالى لو تم فصل كلمة الله عن الله فالله يفقد ألوهيته وإذا كان هذا العقل لا بداية له فالفكر أيضاً يكون لا بداية له وهل يجرؤ إنسان ما أن يقول لله «ليس لك كلمة» حاشا لذلك نقول إن الأب وكلمته لاهوت واحد وإله واحد وليسا إلهين.
فالكلمة تجسد ولم ينفصل عن الأب كما لا ينفصل الفكر عن العقل فعندما تكتب مقالاً يصير المقال تجسيداً لفكرك وفى نفس الوقت لم ينفصل فكرك عن عقلك لكن عقلك يرى بكلمتك خصوصاً لو تجسدت كلمتك، ولقد رأينا الابن بالتجسد وبالجملة نقول إن الأب والكلمة والروح القدس إله واحد لذلك نقول «باسم الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين».
ثم أين الرؤية الأدبية فى الكلام عند العقائد ولماذا يهاجمنا إذن إذا قمنا بالرد وما ارتباط السيد المسيح كونه كلمة الله بالسياق الروائى الذى يدعيه ولماذا هذا التخبط؟!.. إننى أرى نسطورياً يتحدث فى مادة مقارنة الأديان ولا أرى روائياً يتحدث عن الأدب.
ثم يستمر الروائى المتلون إلى أن يصل بالكلام عن الكتاب المقدس وبجسارة معتادة يقول عن التوراة ومدونها الآتى «يقول مؤلف التوراة أو مؤلفوها» وبمنتهى الاستخفاف يسوق لنا بدعة جديدة هى أن التوراة مؤلفة وأن كتابها أكثر من واحد مستخفاً بكل عقائد المسيحيين فى هذا الشأن متطاولاً على قدسية الكتاب المقدس ولقد اشتممنا من بين السطور رائحة الزيف كعادته فى روايته الهادمة ليصنع من جديد عشقاً جديداً مع مروجى بدعة تحريف الكتاب المقدس أو ليعطيهم ذريعة جديدة لهجومهم على المسيحية، فكتابنا المقدس هو وحى الله وكلمات الكتاب المقدس هى أنفاس الله. فهو وحى إلهى استخدم الله فيه عقل الأنبياء وفكرهم.
فالكتاب المقدس فى العهد الجديد يقول «لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» 2بط 1: 21 وأيضاً «كل الكتاب موحى به من الله».
ولو تبنى أحد هذا السياق لتعارض مع القرآن فقد ورد فى سورة البقرة 53 «وإذ أتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون» وما ورد فى سورة البقرة أيضاً 87 «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيديناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون».
وهذه النصوص تدل على أن أسفار العهد القديم لم تكن محفوظة فقط بالتناقل الشفوى بل كانت مكتوبة فى الكتاب المقدس وإلا فلماذا يقول النص القرآنى «ويعلمه الكتاب والتوراة».
ويتضح من هذا السرد أن موسى هو مدون التوراة بأمر إلهى وبوحى من الروح القدس وأنها كانت مرشدة لكل الناس فيما بعد بدليل ما ذكره القرآن فى سورة يونس 94 «فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك» وبالطبع فإن الذين يقرأون الكتاب إذا تم الاستشهاد بهم فذلك يرجع لأمانتهم وصدق كتبهم وإلا فالاستشهاد بهم سوف يكون غير مجد لو هم غير ذلك. أما ما ورد فى التوراة عن شأن كتابتها على يد موسى النبى ما يلى وبوحى إلهى نسوق ما يلى من الأدلة الكتابية «وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بنى لاوى حاملى تابوت عهد الرب» ولجميع شيوخ إسرائيل» تثنية 31: 9 «فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة فى كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملى تابوت عهد الرب: خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب» وقد كتب موسى التوراة على حائط كبير مثلما كان يفعل المصريون كما ورد فى سفر التثنية «يوم تعبرون الأردن إلى الأرض التى يعطيك الرب إلهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة وتشيدها بالشيد.
وتكتب عليها جميع كلمات الناموس» من ذلك يتضح أن موسى النبى هو كاتب أسفار التوراة بوحى إلهى باستثناء الجزء الأخير من سفر التثنية الذى كتبه خادمه يشوع ابن نون ليحكى فيه قصة وفاة موسى النبى.
يضاف إلى ذلك أن الرب قد أمر موسى والشعب فى سفر التثنية أنه إذا جعلوا عليهم ملكاً يختاره الرب «عندما يجلس على كرسى مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة فى كتاب من عند الكهنة اللاويين. فتكون معه ويقرأ فيها كل أيام حياته» تثنية 17: 18. بذلك نرى أن الرب كان يهتم جداً بأن يظل الكتاب المقدس خاصة أسفار موسى الخمسة «التوراة» فى خيمة الاجتماع فى حوزة الملك، من هذا يتضح أن الكتاب المقدس لم يكن فقط محفوظاً بطريقة شفهية بل تنوقل مكتوباً إلى أن وصل فى أيدينا إلى هذا اليوم.
ثم يعبر بنا د. زيدان منتقداً نيافة الأنبا بيشوى مدعياً أنه قال عن الرواية إن بها فسقاً ثم يتباهى سيادته مختالاً متعطفاً علينا بعدم الرد وأننى هنا أحب أن أوضح أن لفظة الفسق لم ترد على لسان نيافة الأنبا بيشوى ولا يستطيع زيدان تأكيد ادعاءه فقد أشار الأنبا بيشوى أن هناك جزءاً كبيراً لم يقرؤه وهو الجزء المخصص للخيال الجنسى فقد نأى الأنبا بيشوى بنفسه عن الحديث عنه وذلك لأنه راهب حقيقى لا يمكن أن يدنس طهارة عينيه أو أذنيه بما هو مكتوب فلقد عكف نيافته من صغره على الترويج للطهارة من خلال عفة سيرته المعروفة ولن أكون هنا ناقلاً للأفكار الهدامة فلن أقع فى منزلق نشر ما يبين ما فى الرواية من تجسيد لأفكار جنسية تفوق خيالات المتخصصين فى هذا الشأن.
بل يكفينى الإشارة لبعض الصفحات التى تعلم الأوضاع الجنسية بمهارة إبليسية مرسلة بيد عزازيل مكتوبة بقلم زيدان فى أكبر من واحد وخمسين صفحة لا أدرى هل هى التى شجعت لجنة البوكر على منحه جائزة الأدب؟!.. ربما!!! فهى بالفعل مصوغة بشكل يؤيد خبرة صاحبها.
فلا يفوتنى هنا أن أحيى نيافة الأنبا بيشوى على حرصه الشديد على عدم قراءة هذا الجزء دليلاً على تمسكه بطقس الرهبنة الذى يعيشه حقاً وفى الحفاظ على طهارة الفكر وربما تكون رسالة للمطران يوحنا إبراهيم الذى أعجبته الرواية وخطفت عقله أن يرجع إلى أبسط قواعد الرهبنة ثم بعد الرؤية الحزينة لتلك الصفحات ص116 وص309 و310 و314-316 وهذا على سبيل المثال والرقوق المسماة هبوب الإعصار، وكمون الإعصار، وأفق العشق، والحنين وهناك المزيد.
أى تسمية ممكن أن تسمى بها هذه الرواية الأدبية وأى عنوان يوضع لهذا الأدب الجديد الذى طل علينا من نافذة العرى ليجذب أبناءنا إلى بيوت مشبوهة من الخيال العارى من كل أدب وأخلاق. وإلى نوافذ لا تحمى مستقبلهم بل تدمر كفاحهم الذى يستثمرونه فى الحصول على لقمة العيش ثم يقضون الليل ساهرين باحثين عن النجاح بين صفحات كتبهم الدراسية فيقتحمهم سلطان الدنس من نافذة الجنس المجانى المقدم فى أشهر بيوت الدنس على طبق من فضة بيد طباخ ماهر قضى لياليه فى صراع جنسى يصوغه فى شكل أدب لا توجد فيه رائحة الأدب.
وإنى أستثمر الأمر داعياً مدافعاً عن الأخلاق موقظاً ضمير الآباء والأمهات جاعلاً من هذه الدعوة بلاغاً رسمياً لمن يهمه الأمر ضد مروجى الدنس من أمثال د. زيدان مستخدماً ما كتبه كوثيقة رسمية لرفع دعواى من منبر «المصرى اليوم».
ثم يعود د. زيدان فيتسلل من بين السطور مقتحماً مقدساتنا مرة أخرى معلقاً على صورة السيد المسيح فى بداية كتاب الرد لنيافة الأنبا بيشوى مؤكداً وجهة نظرى أنه نهج سياسة تضييع الوقت فيبعد بنا عن صراعنا الفكرى إلى ترهات سهلة فى تفنيدها.. مدعياً أن وجود صورة السيد المسيح بهذا الشكل الملوكى فى مقدمة الكتاب قد جانبها التوفيق ولسيادته أقول إننا نتمتع برسمنا المسيح متوجاً فى مجده بعد القيامة.
ثم أيضاً ما شأنه إن كنا نتمتع بصورة المسيح الملك الذى هو أبرع جمالاً من بنى البشر كما قال الكتاب المقدس، ولماذا تثيره وتغيظه وتستفزه مملكة المسيح الذى قال «مملكتى ليست من هذا العالم»، أم أن كبرياء زيدان كملك فى مملكة عزازيل يماثل كبرياء هيرودوس ملك اليهود الذى اغتاظ من تلقيب المجوس للسيد المسيح بأنه ملك اليهود مع أن المسيح نفسه سلك بكل اتضاع. فليطمئن د. زيدان لأن عرشه فى مملكة عزازيل سوف يستمر فليتمتع به كيفما يشاء مستمتعا بخدامه من جنود تلك المملكة تاركا إيانا نتمتع بملك المسيح الروحى علينا فهذا ليس شأنه فالمسيح كان فى دخوله إلى أورشليم ملكا وديعا راكبا على أتان وعلى جحش ابن أتان فهتفت له جماهير الشعب من الأطفال إلى الشيوخ وكان فى آلامه ملكاً حينما ألبسوه ثوب الأرجوان لتحقيق النبوات وكان على صليبه ملكا محققا قول داود النبى «ملك الرب على خشبة»، ونرسمه عندئذ متوجا بإكليل الشوك، وكان فى قيامته ملكا حينما قام من بين الأموات منتصرا قاهرا سلطان الموت وبعد صعوده إلى السماء جلس على يمين العظمة فى الأعالى حيث عرشه،
وسوف يأتى كملك فى مجيئه الثانى لدينونة العالم، ونحن حينما نرسم المسيح متوجا بتاج فهنا نوضح دخوله إلى مجده بعد القيامة «أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده» لو 26:24 وورد فى 1 تى 3: 16، «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به فى العالم رفع فى المجد»، فالصورة المرسومة فى أول الكتاب ترمز للمسيح فى مجده، وهى رمز للمسيح الملك والمعلم لأنه يمسك إنجيلا والمسيح الراعى لأنه يمسك عصا الرعاية، ويبدو أن زيدان يريد الانتقام لمملكة عزازيل الساقطة.
ولماذا يكون تأويل سيادته لألوان الصورة هو الصحيح لماذا لا يكف عن هذا الكبرياء فى ادعاء المعرفة؟! ألا يعرف أن للألوان رموزا روحية فى المسيحية؟!.. فالأرجوان هو رمز لملك المسيح روحيا علينا والأحمر رمز للفداء الذى يثير زيدان تأكيده من قبلنا والذى شكك فيه فى روايته فى أكثر من موضع. ولماذا تجاهل زيدان التعرض للبشارة التى يمسكها المسيح فى الصورة؟!..
ولماذا أغفل ذكر عصا الرعاية؟!.. فالصورة المشار إليها بما فيها من تاج وإنجيل وعصا الرعاية ترمز للمسيح الملك والمعلم والراعى، وأن وجود هذه الصور فى مقدمة كتاب الأنبا بيشوى ليست لإخافة المخالفين كما يدعى زيدان فالمخالفون عندنا يخافون من إعلان الحقيقة ونواجههم بالفكر ولكن وجود الصورة هو تأصيل لمرجعيتنا فى السيد المسيح والآباء المعلمين مثل قداسة البابا شنودة الثالث ونيافة الأنبا بيشوى، فبابا الإسكندرية كان يلقب بمعلم المسكونة وكان يرسل الرسائل الفصيحة إلى العالم المسيحى ويتبوأ المكان الأول فى المجامع المقدسة مدافعا عن الإيمان،
ولا شك أن البابا شنودة الثالث قد أعاد هذا اللقب إلى كرسى مارمرقص بإسهاماته العظيمة فى نشر التعليم الصحيح فلماذا إيماءات الغيظ الزيدانية لتلقيبنا للبابا شنودة الثالث بالبابا المعظم، وما العيب فى نشرنا صورة الأنبا بيشوى مبتسما ابتسامة روحية نابعة من داخل نقى، وهل هذا كلام فى المضمون أم هروب من ملاقاة الفكر وأما الهمز والغمز عن الأنبا بيشوى باستخدام لفظة قاضى الآخرة فتلك سفسطة لسان تضاف إلى ملف زيدان المفعم بالثرثرة الخاوية من العمق ولكننا لن نتركه يسىء للأخلاق فسوف نكون كلنا قضاته آنذاك، وإن صمم د. زيدان على أن هذه الصور لإخافة المخالفين فلا بأس فلا يخاف من هذا الصور إلا عزازيل وأعوانه من جنود إبليس،
والمفاجأة هنا أسوقها لقارئنا مدعاة للضحك وسببا للسخرية فرجل الوثائق وملك المخطوطات يتحدث بثقة المتعجرف وأعنى هنا أنها غير موثقة طالعا علينا بشرحه للصورة قائلاً ما نصه «فإن الصورة ذاتها التى جاءت فوق العبارة الموفقة جانبها التوفيق».
فقد جاء نيافة الأنبا بصورة للمسيح مرسومة منذ عامين «محفوظة فى دير القديس دميانوس» تخالف ما عرفناه من سيرة المسيح وأخباره، وتصوره على هيئة أباطرة بيزنطة! مع أن المسيح أكد قاعدة «أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله». وأنى أسال الدكتور زيدان مواجهة أين يقع دير القديس دميانوس؟ ومن هو رئيسه؟ وكم مرة قمت بزيارته؟ وكم عدد رهبان هذا الدير الذى رأيت فيه هذه الصورة؟.
ثم يرد الدكتور زيدان قائلاً: إن دير القديس دميانوس يقع فى صحراء مصر الغربية ورئيسه صديقى وقد أطلعنى فى زيارة سابقة لى لهذا الدير على هذه الصورة الجميلة وقد أبديت اعتراضى عليها وقد قبل رئيس الدير صديقى هذا الاعتراض منى واعداً إياى بعدم رسم مثل هذه الصورة. طبعا هذا الرد لزيدان من خلال خيالى الذى يدرك كبرياء الرجل وادعاءه للمعرفة والمفاجأة لقد قرأ الدكتور زيدان العبارة المكتوبة باللغة الإنجليزية وهذا نصها.
st.demiana's monastery-egypt-2007
على أنها دير القديس دميانوس ولسيادته أقول كان ينبغى قبل السقوط فى هذه الهوة العظيمة أن تسترشد بدارس للغة الإنجليزية أو يكفيك فى هذا الشأن أحد أطفال المدارس الإنجليزية ليترجم لك الجملة ترجمة صحيحة ليبعد بك بعيدا عن سخرية المثقفين فالترجمة الصحيحة للعبارة السابقة هى: «دير القديسة دميانة - مصر - 2007» أى أن الصورة مرسومة فى دير القديسة دميانة فى مصر عام 2007 بيد راهبات الدير وهذا أسلوب قد تعودنا عليه لتعريف الناس بمعلومات عن الصورة وأين رسمت، لذا فأنا أدعوه لتخصيص جزء من قيمة الجائزة المادية التى حصل عليها لتعلم اللغة الإنجليزية ربما يفيده هذا مستقبلا.
وإننى بعيدا عن السخرية أتعجب بأسى لأن كل ما ينقله زيدان من حقائق هو شبيه بمثل هذه الواقعة فأنا أأسف نيابة عنه للتاريخ الذى ظلمه بزيفه المتعمد وبتوثيقه الجاهل. ثم أتساءل هل هذا كلام فى المضمون لماذا لا يتحدث عن المضمون كما دعوته إن كان يملك فعلا رداً فكريا يستحق النشر؟!
وفى مسلك الزيف الذى يتقنه سيادته ساق لنا أن أخنوخ شخصية خيالية عند قدماء المصريين لا أعلم أن كان بقصد أم بغير قصد ادعى ذلك، ولسيادته أقول إن أخنوخ شخصية حقيقية موجودة فى الكتاب المقدس فى سفر التكوين فى الإصحاح الخامس حيث قال «وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله قد أخذه»، فيذكر السفر أن أخنوخ قد صعد حيا، وموجود فى نفس الإصحاح سلسلة أنسابه، وسوف يرجع أخنوخ فى نهاية الأيام مع إيليا كما هو مدون فى سفر الرؤيا فى حربهما مع الوحش.
وأخيراً يلجأ د. زيدان إلى هوايته القديمة فى ممارسة الوقيعة مدعيا أن نيافة الأنبا بيشوى قد هاجم وعادى المطران يوحنا الساعد الأيمن والمساعد الأمين للدكتور زيدان فى إخراج روايته ولا يمكن إخفاء تحفظنا على ذلك الرجل الذى يتبنى الفكر النسطورى مقاوماً إيمان كنيسته السريانية فما العيب فى الرد على الرجل الذى يلبس رداء أرثوذكسيا ويملك عقلا نسطوريا وهذا المطران الذى أبدى إعجابه الشديد بهذه الرواية المملوءة افتراءات وتزييفاً للتاريخ، إلى جانب التشكيك فى كل المعتقدات المسيحية لا يمثل إلا نفسه فقط،
فهو هنا لا يمثل كنيسته الرافضة لفكر نسطور، ولهذا المطران واقعة قديمة، فقد سبق له أن تقدم ببحث دافع فيه عن نسطور، وذلك فى الحوار السريانى الثالث الذى نظمته منظمة pro oriente فى أمريكا فى عام 1997، وهاجم فى هذا البحث أباء الكنيسة السريانية التى ينتمى لها والكنيسة القبطية، وقد منع من رئاسة الكنيستين من نشر بحثه ثم قدم اعتذاراً شفوياً عما جاء بالبحث وقدم البحث للأنبا بيشوى لكى يصحح ما به من أخطاء،
وقام نيافة الأنبا بيشوى بذلك فعلاً، ويبدو أن رواية عزازيل كانت فرصة ذهبية له لإعادة نشر أفكاره النسطورية من خلال أعز أصدقائه فى تحالف فكرى واضح، لقد كان نسطور أنطاكيا فى نشأته، ولكن الكنيسة السريانية رفضت تعاليمه الهدامة للإيمان المسيحى، فهو لا يعبر عن إيمانها أبداً كما كان أريوس إسكندريا،
ورفضت أيضاً تعاليمه ولم يكن معبراً عن إيمانها أبداً، وتم حرم كليهما فى مجامع مقدسة ومعتمدة، فليوضح إذن هذا المطران أى مسلك يريده هل إيمان كنيسته المستقيم أم مسلك عزازيل زيدان الغارق فى عشق نسطور، ولماذا فى هذا السياق لم يأت زيدان بلاهوتى واحد معتمد امتدح روايته أو شخص معروف؟!..
وقد أخبرته سابقاً أن نيافة الأنبا بيشوى واحد من أهم عشرين لاهوتى معتمد فى العالم، فهل من اللياقة أن يساويه فى فكره بمن استشهد بهم فى مقاله ممن امتدحوا روايته ثم يمارس الكذب مرة أخرى مدعياً أنه قام بإرسال وسطاء لنيافة الأنبا بيشوى عبر الأصدقاء المشتركين، وقد جانبه الصواب فى ذلك، ليظهر بصورة الناصح الطيب، ثم يعيش فى نفسية المظلوم مرة أخرى،
معلقاً على مؤتمر القبطيات مدعياً أن من دعوه آباء كبار فى الكنيسة القبطية ولو كان يملك اسما واحداً لقاله، ثم يذهب إلى المؤتمر الذى عقد فى عقر دار الأرثوذكسية فى مصر فى الكاتدرائية المرقسية ليتحدث فى محاضرته عن اللاهوت العربى المسيحى من وجهة نظر أصدقائه الهراطقة الذين يدعوهم بالمفكرين، فأى جسارة تلك التى يتمتع بها ذلك الرجل! ثم يعود ويتهم نيافة الأنبا بيشوى بمهاجمته من خلال ذلك المؤتمر، ناسباً أكاذيب لا صحة لها، محولاً مقاومة الفكر الخاطئ إلى صراع شخصى لن نذهب إليه، فهل تحول الموضوع إلى هذا المستوى؟!
لقد تماثلت لنهاية كلامى فى هذا الجزء، وقد كنت قد دعوته سابقاً للاعتذار للتاريخ الذى ظلمه ودعوته للبعد عن الزيف من خلال ما سطره فى بيت عزازيل المظلم وترانى اليوم أدعوه لتقمص شخصية جديدة أريده أن يظهر بها مرة واحدة، فليلبس سيادته مرة واحدة رداء الصدق وليتحل مرة واحدة بحمرة الخجل ليجبرنا مرة واحدة على احترام قلمه.
إننى أوقن تماماً خوفه من التحرر من قيد الشخصنة لكونه يعرف رعب التحرر، ففى تحرره من الشخصنة سوف يقع فى فراغ الفكر بعد إفلاس جعبته، فهو لا يملك إلا سطوراً من السطحية سوف تغرق فى عمق أفكارنا الهادفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.